مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

في يوم النصر الروسي.. أبرز معارك فيلاديمير بوتين من أجل موسكو

نشر
الأمصار

يأتي يوم النصر الروسي وسط الحرب الأوكرانية، آخر معارك فيلاديمير بوتين مما يثير الجدل والتساؤلات حول ماذا قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى روسيا من انتصارات عسكرية.

حرب الشيشان

كانت أول معارك فيلاديمير بوتين هي الحرب الشيشانية الثانية، والتي اندلعت في الفترة من أغسطس 1999 إلى أبريل 2009 بين روسيا الإتحادية وجمهورية إشكيريا الشيشانية على أراضي الشيشان والمناطق الحدودية في شمال القوقاز، واشترك فيها مسلحين من مختلف الجماعات الإسلامية.
وبدأ النزاع عندما في أول معارك فيلاديمير بوتين عندما شنت روسيا الحرب على "جمهورية الشيشان" - المستقلة بالأمر الواقع عن الاتحاد الروسي منذ الحرب الشيشانية الأولي - في 26 أغسطس 1999 ردا على غزو داغستان في 9 أغسطس 1999 وإعلانها دولة مستقلة من قبل اللواء الإسلامي الدولي الذي يتخذ من الشيشان مقرا له، في 1 أكتوبر ، دخلت القوات الروسية الشيشان.

وأنهت الحرب الاستقلال الفعلي لجمهورية إيشكريا الشيشانية (جمهورية الشيشان) الذي أعقب الحرب الشيشانية الأولى واستعادت روسيا السيطرة على الإقليم.
شبه جزيرة القرم 

ضم بوتين شبه جزيرة القرم من قبل الاتحاد الروسي في مارس عام 2014 بعاصمتها سيمفروبول، في واحدة من أهم معارك فيلاديمير بوتين حيث كانت جزءاً من الأراضي الأوكرانية منذ عام 1954 ضمن الاتحاد السوفييتي، تدار الآن ككيانين فدراليين روسيين وهما جمهورية القرم و مدينة سيفاستوبول الاتحادية، حتى عام 2016 تم تجميع هذه الكيانات في ما يُسمى "منطقة القرم الاتحادية". 
ورافق الضم تدخل عسكري من روسيا في شبه جزيرة القرم الذي حدث في أعقاب الثورة الأوكرانية عام 2014، وكان جزءاً من اضطرابات أوسع في جنوب وشرق أوكرانيا.
بوتين وسوريا 

نجح التدخل الروسي في سوريا من  معارك فيلاديمير بوتين إلى إعادة بسط النظام السوري على ما يقرب من ٧٠٪ من التراب السوري، وإعادة السيطرة على غوطة دمشق ودرعا وحلب ومخيم اليرموك.

في تقريره السنوي عن التدخل الروسي في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن العام 2021 حمل العديد من التطورات على الصعيد السياسي والأمني.

وقال المرصد إن روسيا استمرت خلال العام المنتهي في محاولاتها "للتفرد بالقرار السوري وإزاحة إيران من طريقها".

ووفق التقرير، ترى موسكو في طهران العائق الوحيد أمامها في سوريا.

المستوى الأمني 

 

شهدت أجواء البادية السورية خلال عام 2021، تحليقاً متواصلاً بشكل يومي للطائرات الحربية الروسية، في معارك فيلاديمير بوتين في إطار استمرار التصعيد الجوي من قبل الجانب الروسي على مناطق انتشار تنظيم "داعش" في مواقع متفرقة وعلى مساحات شاسعة من البادية.


وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 12230 غارة جوية نفذتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي خلال عام 2021، أسفرت عن مقتل 401 من عناصر التنظيم وجرح 331 آخرين منهم.

لم تكن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في الريف الحلبي بمنأى عن الاستهدافات الروسية، وفق تقرير المرصد.

وسقط أكثر من 60 قتيلاً وجريحاً في استهدافات القوة الجوية الروسية على مناطق النفوذ الإيراني.

يقول التقرير: "لم تشفع 'الصداقة' بين بوتين وأردوغان لتجنيب تلك المناطق من الضربات البرية والجوية"

وأحصى المرصد 6 استهدافات، 4 منها جوية و2 برية، خلفت 15 قتيلاً، بينهم 4 مدنيين و11 من فصيل "فرقة الحمزة"، بالإضافة لإصابة 46 آخرين بجراح متفاوتة.

 

مع التغلغل الإيراني المتواصل في الأراضي السورية والعمل الكبير التي تقوم به لترسيخ وجودها في البلاد، يواصل الجانب الروسي تحركاته لمجابهة التمدد الإيراني وتحجيم دوره، في إطار مال وصفه التقرير بـ"الحرب الباردة" بين الطرفين.

 

يقول التقرير: "وإن كان الصراع هذا يشمل كامل التراب السوري في العموم، إلا أنه يتركز في الجنوب السوري وغربي الفرات على وجه الخصوص".

وفي درعا ترعى روسيا اتفاقات وتتدخل في إجراء "تسويات ومصالحات" محاولة منها لاستمالة المزيد من مقاتلي الفصائل سابقاً واستقطابهم ضمن الفيلق الخامس لتعزيز دور الأخير على الساحة السورية لاسيما العسكرية، بينما تسعى لمزاحمة الإيرانيين في "عقر دارهم" كما يقال وهي منطقة غرب الفرات.

إغراءات مادية

أكدت مصادر المرصد أنه في النصف الأول من العام 2021، عمل الروس على العزف على الوتر المالي في منطقة غرب الفرات "ليس لاستقطاب الشباب والرجال فحسب، بل لإغواء المجندين المحليين لدى الميليشيات الموالية لإيران بتركهم والانضمام للروس" وفق تعبير التقرير.

ويعرض الجانب الروسي راتبًا شهريًا، قدره 240 ألف ليرة سورية مقابل ترك تلك الميليشيات والانضمام لهم، وهو ضعف الراتب الشهري المقدم من الميليشيات الموالية لإيران للمجندين المحليين.

و"يستفيد" المجندون للعمل مع الروس بالاشتغال ضمن مقرات في مدينة دير الزور وريفها، بنظام 5 ساعات خدمة ومثلها استراحة، وقالت مصادر للمرصد السوري أن نحو العشرات قاموا بالفعل بقبول العرض الروسي وتركوا العمل مع الإيرانيين.


شهد الربع الأخير من العام 2021، تصاعداً بالتعزيزات الروسية لتعزيز تواجدها في مناطق تمتد من ريف حلب الشرقي وصولًا إلى عين عيسى شمال محافظة الرقة على الطريق الدولي حلب-الحسكة.

ففي مطلع نوفمبر، قامت القوات الروسية بإنشاء قاعدة عسكرية على طريق حلب-الحسكة الدولي شرق مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ووفقًا لمصادر  المرصد السوري، فإن عربات روسية تمركزت في قاعدة مدفعية كانت تتمركز فيها قوات النظام، وتبتعد القاعدة الجديدة نحو 20 كيلومتر عن تمركزات القوات التركية في الشمال.

كما حاول الروس الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للسماح لقوات النظام بإدخال دبابات إلى منبج شرقي حلب، ونشرها في المنطقة، إلا أن قوات "قسد"  رفضت طلب الجنرال الروسي الذي هدد بقصف معبر التايهة /أبو كهف الواقع غربي منبج، والذي يصل مناطق سيطرة النظام بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

 

غابت طائرات النظام الحربية والمروحية عن أجواء منطقة "بوتين-أردوغان" خلال العام 2021، بيد أن المقاتلات الروسية نابت عنها بقتل السوريين وتدمير البنى التحتية، إذ أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 562 غارة جوية شنتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي على منطقة "خفض التصعيد"، خلال العام 2021.

وتسببت تلك الغارات بمقتل 18 شخصا، بينهم: 14 مدنيا ( منهم 6 أطفال و3 نساء) و4 من المجموعات المتطرفة بينهم  تركستاني وشيشاني، كما تسبب القصف الجوي الروسي بإصابة أكثر من 117 شخص بجراح متفاوتة غالبيتهم من المدنيين.

تواصل المجازر

وثق المرصد السوري مجزرة نفذتها المقاتلات الروسية خلال العام 2021 وتحديداً بتاريخ 11 نوفمبر حين قتلت 5 مدنيين "الأب والأم واثنين من أطفالهما وطفل ثالث ابن عمهم" جراء استهداف منزلهم الواقع بأطراف بروما ومفرق الهباط بريف إدلب الشمالي.

في عام واحد، لم ينته حتى الآن، لقي 359 طفلا وصبيا سوريا مصرعهم نتيجة للنزاع المستمر منذ 11 عاما في البلاد، وفق إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وطالت الضربات الجوية تلك 62 موقعاً ومنطقة، 48 منها في محافظة إدلب وخمس مناطق في اللاذقية، وست مناطق في حماة، وثلاث مناطق في حلب.


يذكر أن حصيلة الخسائر البشرية على يد القوات الروسية، بلغت وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، 20944 قتيلاً ، وذلك خلال الفترة الممتدة منذ الـ 30 من سبتمبر من العام 2015 -تاريخ دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية- وحتى يومنا هذا.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة  الثراميت، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية في عمليات قصف عديدة على الأراضي السورية.

وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.


التقرير ختم بالقول: "عام آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي، هذا التدخل الذي اتخذ من "الحرب على الإرهاب" ذريعة له لارتكاب مجازر بحق المدنيين".

ومن خلال تقريره، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدف الحقيقي للتدخل الروسي في سوريا، ليس مكافحة الإرهاب وإنما قتل وتهجير المدنيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم، من أجل مساعدة "النظام" على حساب سوريا والمدنيين.

وبالمناسبة، جدد المرصد السوري مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على موسكو لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، والعمل من أجل التوصل لحل سياسي ينهي المأساة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن.


الحرب الأوكرانية 

بينما بدأت الحرب الأوكرانية الأخيرة باعتراف روسيا باستقلال دولتي لوغانسك ودونستيك الشعبيتين، ونجحت روسيا في ضم عدة مدن أوكرانية هامة مثل خيرسون وزباجوريا وماريوبول ومفاعلي تشيرنوبل النووي.