إسبانيا تجد بديلًا لإمدادات الغاز الجزائري
تسعى إسبانيا إلى إيجاد بدائل لإمدادات الغاز الجزائري، في ظل التلويح الأخير بقطع الصادرات، خاصةً بعد إعلان الجزائر نيّتها مراجعة أسعار الغاز المصدّر إلى مدريد.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن الزيارة المقبلة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة، يمكن أن تدور حول إمكان الاعتماد الغاز القطري لتعويض نقص الإمدادات.
إذ أوضحت المواقع الإسبانية أن حلًا محتملًا للنزاع بين الجزائر وإسبانيا على الغاز يمكن أن يكون بيد قطر.
كما أكدت أن زيارة أمير قطر لإسبانيا -التي تبدأ غدًا الثلاثاء، وتستمر لمدّة يومين- ستُخصَّص لبحث ملف الطاقة، وأنها قد تؤدي إلى اتفاقات مهمة في هذا الصدد.
الغاز الجزائري إلى إسبانيا
من جانبها، كشفت إسبانيا أن حصة الغاز المُصدّر لها من الجزائر انخفضت خلال شهر أبريل/نيسان، حسبما نقلت منصة "ألجيري فوكس" الناطقة باللغة الفرنسية.
كانت الجزائر قد هددت بقطع الغاز عن إسبانيا، إذا صدّرت جزءًا منه إلى المغرب، نظرًا لأنه يُعدّ إخلالًا ببنود الالتزامات التعاقدية وتغيير وجهته عن تلك المنصوص عليها في العقود.
جاء ذلك بعد أن أبلغت إسبانيا الجزائر بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا.
إذ حذّرت مصادر من أنه "لا يجوز أن تعيد إسبانيا توجيه جزيء واحد من الغاز الجزائري إلى المغرب"، "بالنسبة للجزائر، سيكون الخط الأحمر هو توصيل الغاز الجزائري إلى المغرب".
إسبانيا تدافع عن نفسها
ردّت إسبانيا على هذه المزاعم بتأكيد أنها ستضمن أن تدفقات الغاز إلى المغرب لن تشمل الغاز الجزائري.
وشددت على أن "المغرب هو الذي يتعاقد على كميات الغاز الطبيعي المسال" عبر أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا.
إذ أوضحت وزيرة التحول البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، أنه "لن يصل جزيء واحد من الغاز الجزائري" -الذي يُورَّد إلى إسبانيا- إلى المغرب.
وقالت: "الاتفاقية التي نوفرها من الناحية التجارية للمغرب هي البنية التحتية، لكن بشرط أساس أن يكون المغرب هو الذي يتعاقد على كميات الغاز الطبيعي المسال من خلال ذلك الأنبوب في الاتجاه العكسي بين الشمال والجنوب".
وأضافت: "سيكون مصدر ذلك الغاز والمكان الذي يُفرَّغ فيه هذا الغاز شفافًا وعامًا، حتى نكون على يقين من أن الحجم والمنشأ والوجهة تتوافق مع هذا الالتزام مع الجزائر".
خط أنبوب الغاز النيجيري الجزائري
في سياقٍ آخر، أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، أن المفاوضات بشأن إتمام صفقة خط أنابيب الغاز النيجيري الجزائري، ستنطلق قريبًا.
وأضاف عرقاب في تصريحات خاصة إلى "الطاقة"- أن المفاوضات بشأن خط أنابيب الغاز النيجيري الجزائري مستمرة مع الجانب النيجيري، وشددا على أن "الأخبار ستكون سارّة".
وأوضح أن وفدًا جزائريًا رفيع المستوى سيزور العاصمة أبوجا خلال الأيام المقبلة، خاصةً أن وتيرة التنسيق والمفاوضات تسير بشكل جيد.
وكان وزير الطاقة النيجيري تيمبري سيلفا، قد أعلن -في وقت سابق- بدء مدّ خط أنبوب الغاز العابر للصحراء نحو الجزائر، ما يمهّد الطريق لتوصيل الإمدادات إلى أوروبا.
وأوضح سيلفا -تقرير نشرته قناة الجزائر الدولية- أن الجدوى الاقتصادية والمردود المالي لخطّ الأنبوب الذي سيحمل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر الجزائر، أعلى بكثير من المشروع الموازي المقترح من جانب المغرب.