مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

د. مصدق العلي يكتب: من عتيق الخواطر.. كهرباء العراق

نشر
الأمصار

كتبت هذه السطور في نفس العام الذي كتب فيه الشاعر الشهيد رحيم المالكي هائيته الشعبية المثيرة للجدل المعنونة: "رسالة الى الدكتورة حسنه ملص".

ولازال الملف الذي تناقشه هذه السطور من العوالق الاسطورية، وحَله من ضرب المعجزات، بل والأوهام، ومازال الضوء الذي يصر مسؤولي الحكومة على استدعاء سيرته (مع المربع الأول الملعون) لا يرى في اخر النفق العراقي المسدود بالفساد وسوء القيادة السياسية.

أزمة الطاقه الكهربائية في العراق
ازمة الكهرباء وما تلقيه من ظلال على حال المجتمع العراقي والمواطن والوضع الاقتصادي الوطني تشكل محور مهم من محاور الازمه العراقية. حل ازمة الكهرباء يشكل ربحا سياسيا لاي كتله سياسية تستطيع ان تلغي همها عن كاهل المواطن العراقي. لكن عمق الازمه تجعلها صعبة الحل، فنظام الطاقه الكهربائية قديم جدا ومتقادم من ناحية المعدات والتوسع السكاني الهائل الذي يزيد الطلب على الطاقه الكهربائية وبشكل مضطرد يشكل العائق الاكبر امام حل الازمه بشكل جزئي على الأقل.

نظام الطاقه الكهربائية بأركانها الثلاثة والتي هي التجهيز والتوزيع والاستهلاك يحتاج الى تطوير.
التجهيز المستمر والمعقول ادميا للطاقة الكهربائية يعد مشكلة كبيرة وعلاجه يكون بحلين وهما بناء محطات طاقة واستيرادها من الخارج كحل تعبوي، لكن ما يترتب على هذا الحل الاخير من استعباد العراق الغير متعافي سياسيا من قبل الدول المصدرة للطاقة بشكل مباشر يؤدي الى انعدام الاستقرار والذي لا يخدم الاقتصاد حيث ان الاستثمار يتجنب اللا استقرار. بناء المحطات يعد الحل الانسب كونها بالإضافة الى كونها تحت السيطرة الوطنية تفتح سوق عمل هائل يمتص شرائح واسعه من الشرائح المشمولة بمصطلح البطالة المباشرة والمقنعة.
الطاقة عماد الاقتصاد، وحالة التراخي والترهل الحكومي في حل ازمة الطاقة الكهربائية المتزايدة، نذير كوارث ستحل في العراق على كل الأصعدة، السياسية منها والاقتصادية، مرورا بالتحديات الأمنية. ان البطالة الناتجة عن توقف عجلة الإنتاج لغياب الطاقة الكهربائية الرخيصة (والتي تتوفر في جميع الدول لقيام الدولة او ما يوازي امكاناتها شركات كبرى بتجهيز الطاقة المستمرة)، سيشكل منفذ للمجرمين باستغلال فقر بعض ضعاف النفوس للقيام بأعمال إجرامية ضد المجتمع. 
لكن كي أكون صادقا مع نفسي ومع القارئ، امالي في اصلاح ملف الطاقة تتلاشى يوما بعد يوم لأني ارى سوء فعال ولاة الأمور. فهم مثلا يواظبون على استيراد أجهزة كشف متفجرات زائفة، رغم قيام معشر المهندسين العراقيين بعمل الندوات التعريفية بزيف هكذا أجهزة وان كتب "عليها صُنِعت في بريطانيا"، فاسم المملكة المتحدة رغم ارتباطه بالجودة ليس مقدسا بحيث لا يستعمله بعض ضعاف النفوس لتمرير عمليات النصب. 
ختاما, الطاقة عماد الحياة وصانعة الاقتصاد الحديث واهمالها هو اهمال للتنمية ومستقبل الاجيال.  اهمالها جريمة تفوق الارهاب, لانها خيانة عظمى بحق الوطن.