بعد شيرين أبو عاقلة ووراسنة.. الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين
لم تتوقف الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، فبعد مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة أقدمت إسرائيل على جريمة أخرى وهي مقتل الصحفية غفران وراسنة.
تعددت الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، حيث قتل الاحتلال 55 صحافيًّا منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، ويقبع في سجون الاحتلال قرابة 16 صحافيًّا، على رأسهم الصحافي محمود العيسى المعتقل منذ عام 1993. والصحافية بشرى الطويل التي اُعتقلت قرابة 6 مرات.
يوسف أبو حسين
وكانت أحد الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، في فجر 21 مايو/ آيار عام 2021 انتهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد قصف وحشي استمر أحد عشر يومًا، فأقام المكتب الإعلامي في غزة معرض شاهد على الجريمة، في وسط ساحة الجندي المجهول، ففي الأيام الأحد عشر قامت إسرائيل بـ 96 اعتداء طال الصحافيين فقط، من مهاجمتهم مباشرة إلى مهاجمة مقار عملهم أو منازلهم أو تهديد ذويهم.
وكان أحد ضحايا هذا القصف هو يوسف أبو حسين، صحفي في إذاعة الأقصى المحلية، ارتقى شهيدًا جراء صاروخ استهدفه داخل منزله في حي الشيخ رضوان، وأصابت القوات الإسرائيلية 12 صاحفيًّا آخر بإصابات متفرقة منعتهم من التواجد لفترة طويلة في أماكن عملهم ومن تغطية الأحداث.
لمنع من التغطية عبر التضييق الأمني، أو الغاز المسيل للدموع، يعتبر أهون ما تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الصحافيين؛ لأن سلاحها الأبرز في إسكات الأصوات الإعلامية هو الاغتيال، وفي الغالب ليس اغتيالًا سريًّا أو بخطط معقدة، بل اغتيال بدم بارد وعلى الهواء مباشرة.
عبد الله المرتجي
ولا يمكن محو واحد من الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، في عام 2014 عندما قتلت إسرائيل الصحافي عبد الله المرتجي بقصف حي الشجاعية. كما قتلت إسرائيل في نفس العام المصور الإيطالي لوكالة أسوشيتيد برس سيموني كاميلي. كان كاميلي رفقة الصحافي الفلسطيني علي أبو عفش، وارتقا الاثنان جراء انفجار صاروخ إسرائيلي. وفي نفس العام دمرت إسرائيل برج الباشا الذي يضم عددًا من المقار الإذاعية والإعلامية. ما يعني أن شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب شهدا وحدهما استشهاد 16 صحافيًّا برصاص إسرائيلي مباشر.
3 صحفيين
وتعتبر من الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، في عام 2021 قتلت إسرائيل باغتيال مباشر 3 صحافيين، محمد شاهين، وعبد الحميد الكولك، ويوسف محمد أبو حسين.
شيرين أبو عاقلة
وقتلت أبو عاقلة، الصحافية البارزة العاملة في قناة الجزيرة برصاصة الأربعاء في جنين بالضفة الغربية المحتلة لدى تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية.
وحمّلت شبكة "الجزيرة" القطرية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية قتل أبو عاقلة "بدم بارد" ووصفته بـ"الاغتيال"، وبعدما اعتبر الجيش الإسرائيلي الجمعة أن الصحفية قد تكون قتلت بنيران فلسطينية، ذكر لاحقا أنه لا يستبعد أن يكون أحد جنوده قد أطلق النار.
وخلال تشييعها الجمعة، كاد نعشها يسقط أرضا عندما انهال عناصر الشرطة على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة، وفق مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية المحلية.
غفران وراسنة
وكانت آخر الجرائم الوحشية لإسرائيل بحق الصحفيين، عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على موكب تشييع جثمان الشابة الصحفية غفران وراسنة، التي قضت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بزعم محاولة تنفيذها عملية طعن.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن "موكب تشييع جثمان الشهيدة الصحفية غفران وراسنة (31 عاما)، التي ارتقت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، انطلق من أمام مستشفى الأهلي في الخليل، وصولا إلى منزل عائلتها في بلدة شيوخ العروب، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليها، قبل أن ينقل الجثمان محمولا على الأكتاف إلى مسجد البلدة".
وأشارت "وفا" إلى أن "المشيعين رفعوا العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وأدوا الصلاة على جثمانها الطاهر، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة بمنطقة وردان"، مؤكدة أن "قوات الاحتلال اعتدت على موكب التشييع، عند مدخل مخيم العروب، وألقت باتجاه المشاركين فيه قنابل الغاز المسيل للدموع، وحاولت منع دخول الجثمان والمركبات المرافقة له إلى المخيم، إلا أن المواطنين تمكنوا من إدخال الجثمان بعد حمله على الأكتاف".
ونقلت "وفا" عن شهود عيان قولهم إن "رواية الاحتلال حول محاولة الشهيدة وراسنة تنفيذ عملية طعن، زائفة"، مشيرين إلى أن "أحد جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل المخيم أطلق الرصاص بشكل مباشر ودون مبرر صوب الشهيدة وراسنة، أثناء خروجها من المخيم، ما أدى الى إصابتها بمنطقة الصدر، وتركها ملقاة على الأرض تنزف، ومنع المواطنين من الاقتراب منها وإسعافها وأطلق باتجاههم الرصاص الحي".
وأفادت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"وفا" بأن "قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف للشابة المصابة، إلا بعد نحو 20 دقيقة، وجرى نقلها للمستشفى الأهلي بالخليل، إلا أن الطواقم الطبية في المستشفى الأهلي لم تتمكن من إنقاذ حياتها".