اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية تنذر بقرع طبول الحرب بين الشرق والغرب
أجرت بيونغ يانغ وخلال هذا العام، سلسلة اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية في تحدّ للعقوبات الدولية المفروضة عليها، ومنذ مطلع العام كثّفت كوريا الشمالية اختباراتها الصاروخية، مما يثير التساؤلات حول تأثير تلك التجارب عبى منطقة الشرق الأقصى وهل تتحوا الؤرة صراع جديدة بين الشرق والغرب.
تجارب باليستية
كما أطلقت اليوم، الأحد، اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية شملت 8 صواريخ باليستية قبالة ساحلها الشرقي، بحسب الجيش الكوري الجنوبي.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن "كوريا الشمالية أطلقت 8 صواريخ باليستية قصيرة المدى من بيونج يانج في البحر الشرقي"، في إشارة إلى بحر اليابان، ضمن اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية
وأجريت في الأسابيع القليلة الماضية عدة اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية، شملت إطلاق أكبر صواريخها الباليستية العابرة للقارات، وكان منها إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية ثلاثة من مسافة تقل من ساعة من منطقة سونان في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية.
كما أطلقت كوريا الشمالية، السبت، صاروخا باليستيا من غواصة، بحسب ما أعلنت هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي بعد ساعات على تحذير الولايات المتحدة من إمكان أن تعاود بيونغ يانغ تجاربها النووية.
وقالت هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي في بيان: "رصد عسكريونا قرابة الساعة 14:07 (الساعة 05:07 غرينتش) صاروخا باليستيا قصير المدى يرجح أن يكون صاروخا باليستيا أطلق من غواصة، من البحر قبالة سينبو، هامغ يونغ الجنوبية".
والتقى الممثل الخاص للولايات المتحدة سونج كيم بنظيريه الكوري الجنوبي كيم جون والياباني فوناكوشي تاكيهيرو في سول، الجمعة، للتحضير "لجميع الحالات الطارئة" وسط مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية للمرة الأولى منذ عام 2017، وللتصدي ما يجهز له من اختبارات صاروخية لكوريا الشمالية
الخوف من تجربة نووية
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستسعى مجددا لتشديد العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية، في حال أجرت بيونج يانج تجربة نووية، بعدما أحبطت روسيا والصين الأسبوع الماضي محاولة لها بهذا الصدد.
وأجابت السفيرة الأمريكية ليندا توماس - جرينفيلد، لدى سؤالها عمّا إذا كنت الولايات المتحدة ستسعى مجددا في مجلس الأمن الدولي إلى تشديد العقوبات على بيونج يانج في حال مضيها قدما بتجربة نووية يعتقد أنها تعتزم إجراؤها، قائلة: "بالتأكيد سنفعل".
وقالت في تصريح للصحفيين: "في المقام الأول نحن بحاجة إلى إنفاذ العقوبات التي لدينا السلطة لإنفاذها".
وأضافت: "بالتأكيد سندفع على غرار ما حاولنا القيام به في القرار الأخير باتّجاه فرض مزيد من العقوبات"، وفق "فرانس برس".
رد ثلاثي
أعربت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان عن إدانتهم الشديدة لأحدث عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية التي نفذتها كوريا الشمالية الأربعاء الماضي.
وقد صدر بيان مشترك الليلة الماضية عن وزراء الخارجية، الأمريكي أنتوني بلينكين، والياباني هاياشي يوشيماسا، والكوري الجنوبي بارك جين، تعهدت الدول الثلاث فيه بتعزيز التعاون الثلاثي من أجل تحقيق النزع الكامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة تنفيذًا كاملًا، مؤكدةً في الوقت نفسه أنها ما زالت منفتحة على الاجتماع مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة.
وأعربت الدول الثلاث عن قلقها العميق إزاء إطلاق كوريا الشمالية في 25 مايو صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات وصواريخ باليستية قصيرة المدى.
وأكدت على أن بيونج يانج زادت بشكل كبير من وتيرة ونطاق عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية منذ سبتمبر 2021، مشددة على أن كل عملية إطلاق من هذا النوع مثلت انتهاكًا لعدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي وشكلت تهديدًا خطيرًا للمنطقة والمجتمع الدولي.
وقامت الدول الثلاث بحث جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على التقيد بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن وأن توقف فورًا للأعمال التي تنتهك القانون الدولي وتصعد التوترات وتزعزع استقرار المنطقة وتعرض سلام وأمن جميع الدول للخطر.
وأضافت "ردًا على الإجراءات غير القانونية والمزعزعة للاستقرار من جانب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، نفذت دولنا مناورات منسقة أمريكية كورية جنوبية وأمريكية يابانية، مما يدل على التزامنا المشترك الذي لا لبس فيه بالأمن والاستقرار الإقليميين".
أكدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان في بيانها على التزامها بتعزيز التعاون الأمني الثلاثي، كما جددت الولايات المتحدة تأكيد التزامها الثابت بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان، بما يشمل الردع الموسع.
وعن انتهاكات جمهورية كوريا الشعبية، أعربت الدول الثلاث عن أسفها الشديد لفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار ردًا على "انتهاكات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الصارخة والمتكررة لقرارات مجلس الأمن الدولي"، على الرغم من تأييد 13 من أعضاء مجلس الأمن لهذا القرار.
وأكدت الدول الثلاث أن الطريق نحو حوار جاد ومستدام لا يزال مفتوحًا، وحثت كوريا الشمالية على العودة إلى المفاوضات، معربين عن قلقهم العميق إزاء المصاعب البالغة التي تواجه الشعب الكوري الشمالي، بما في ذلك تلك الناجمة عن استمرار تفشي كوفيد-19، وقالت إنها تأمل أن تستجيب بيونج يانج على نحو إيجابي لعروض المساعدة الدولية.
تحليق مشترك لمقاتلات أمريكية ويابانية بعد إطلاق صواريخ كورية
بينما أعلن الجيش الأمريكي وقوات الدفاع الذاتي اليابانية، إن ثماني طائرات مقاتلة للبلدين حلقت معا فوق بحر اليابان.
تحليق لمقاتلات أمريكية يابانية بعد أن أطلقت كوريا الشمالية في وقت سابق 3 صواريخ سقطت في المياه التي تفصل بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية.
وقال الجيش الأمريكي في بيان صحفي إن ذلك التدريب يهدف إلى "استعراض القدرات المشتركة على ردع التهديدات الإقليمية والتصدي لها".
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، أن كوريا الشمالية أطلقت باتجاه بحر الشرق 3 صواريخ باليستية أحدها عابر للقارّات، في سلسلة تجارب أجرتها صباح الأربعاء.
وفي طوكيو أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أنّ أحد هذه الصواريخ الباليستية سلك "مساراً غير اعتيادي".
وتعمل بيونج يانج على تطوير تكنولوجيات تسمح للصواريخ بالمناورة من خلال تغيير مسارها بعد إطلاقها، بما في ذلك خصوصاً "تكنولوجيا التحليق الانزلاقي الفرط صوتي"، مما يزيد من صعوبة اعتراض هذه الصواريخ من جانب منظومات الدفاع الجوي.
وإثر هذه التجارب الصاروخية الثلاث عقد مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي اجتماعاً أعلن في أعقابه أنّ "إطلاق كوريا الشمالية بصورة متتالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات مفترضاً وصاروخين باليستيين قصيري المدى هو عمل غير قانوني يمثّل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي".
وتأتي التجربة الصاروخية الثلاثية في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلة إلى المنطقة شملت كلاً من كوريا الجنوبية واليابان.
الرد الصيني
وردت بعثة الصين لدى الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة تعرف "أفضل طريقة" لخفض التصعيد مع كوريا الشمالية لكنها ترفض استخدامها.
وندّدت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية، الأربعاء، 3 صواريخ بالستية ودعتها إلى اختيار الحوار بديلاً عن هذه التجارب الصاروخية.
الرد الأمريكي
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "الولايات المتحدة تدين إطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عدداً من الصواريخ البالستية"، مستخدماً الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
وأكد: "ندعو جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى الامتناع عن القيام بمزيد من الاستفزازات وإلى الانخراط في حوار جوهري وبنّاء".
وخلال زيارة بايدن إلى كوريا الجنوبية، أجرى خلالها محادثات مع نظيره الجديد يون سوك يول، مشددين خلالها كلاهما على ضرورة تكثيف التدريبات العسكرية لمواجهة تهديدات الشمال.
كما قال بايدن للصحفيين إن لديه رسالة واحدة فقط للزعيم الكوري الشمالية كيم جونغ-أون: "مرحباً. نقطة على السطر"، مشددا على أن بلاده "مستعدّة لمواجهة أي شيء تفعله كوريا الشمالية".