السيسي: إذا كان هناك تحديات مائية مع الجيران فنحن قادرون على تجاوزها
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، إنه إذا كانت هناك تحديات مائية مع الجيران فنحن قادرون على تجاوزها.
وأكد السيسي خلال حضوره فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الأول، الذي انطلقت فعالياته اليوم بالقاهرة ويستمر إلى بعد غد الثلاثاء، أن مصر لم تدخل في صراع من أجل زيادة حصتها من مياه النيل.
وأضاف: «حصتنا تقدر بـ55 مليار متر مكعب، ولم تتغير منذ أن كان عدد السكان 3 ملايين نسمة وحتى الآن».
وأضاف: «لم ندخل في صراع مع أشقائنا الأفارقة من أجل زيادة هذه الحصة»، قائلاً «إذا كان هناك تحدٍ في القارة الأفريقية.. فهي قادرة بالإخلاص على تجاوزه».
وأشار إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى أو الثانية عالمياً في الاستفادة من معالجات وتحلية المياه لصالح شعبها، لافتاً إلى أنه تم وضع برامج لمعالجة المياه طبقاً لمعايير الصحة العالمية والاستفادة بأكبر قدر ممكن منها.
30 مليون جرعة تطعيم ضد كورونا للأشقاء
وأعلن الرئيس السيسي، عن مبادرة مصرية لتقديم 30 مليون جرعة تطعيم ضد فيروس كورونا للأشقاء الأفارقة وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي.
وتقدم الرئيس بخالص التحية والتقدير والاحترام للدكتور هارفي جيمس أولتر الحاصل على جائزة نوبل ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، وذلك تقديرا لجهوده العلمية وخدمة البشرية.
وأكد الرئيس أن جهود العلماء الأجلاء مقدرة جدا على المستوى الإنساني والأخلاقي.
وأضاف أنه كان يرى على المستوى الشخصي أن هذا المرض مؤلم للغاية وكان يعاني منه ملايين المصريين ولكن التجربة أثبتت أنه بالإرادة والأمل سيكون هناك إنجاز.
وتابع الرئيس: "كنت زمان بقول محدش قادر مننا يكتشف مرض (فيروس سي) وعلاج ليه، وربنا سبحانه وتعالى خلانى أعيش وأشوف المرض والعلاج والحمد لله قدرت أساهم مع أبناء بلدى لإنهاء المرض في مصر".
وأشار إلى أن قلة الموارد لا يمكن أن تكون عائقا أمام تحقيق الأهداف، مشيرا إلى إجراء الفحص الشامل لمرضى (فيروس سي) في مصر وإطلاقه على المستوى القومي ليصبح ذلك تجربة مصرية لعلاج ملايين المصابين من المرض.
وأكمل: "لقد جلسنا مع شركات الأدوية الأمريكية المصنعة لعلاج (فيروس سي) لبحث المساهمة في توفير العلاج بتكلفة مالية مناسبة لملايين من المصابين في مصر وكانت التكلفة تقدر بحوالي 10 آلاف دولار للفرد ولكننا حصلنا عليه بتكلفة أقل بكثير، مقدما لهم الشكر والتقدير على دعم جهود مصر في علاج ملايين المصابين"، كما رحب السيسي بممثلي كبرى شركات الأدوية الامريكية المشاركة في المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي.
ووجه حديثه لهذه الشركات أن إفريقيا سوق واعد وكبير، حيث يبلغ عدد سكان القارة مليار و300 مليون نسمة وسيصل هذا العدد إلى 2.5 مليار مواطن بحلول عام 2050.
وتعقيبا على مداخلات المشاركين فى الجلسة أكد السيسي أن مصر دولة إفريقية كغيرها من دول القارة مواردها وقدراتها ليست كبيرة وعدد سكانها ليس بالقليل يبلغ أكثر من 100 مليون نسمة، معربا عن استعداد مصر بالتعاون مع دول القارة في كل المجالات المتعلقة بالقطاع الطبي سواء فيما يتعلق بالتعليم أو التدريب أو العلاج أو التأهيل، موضحا أن القدرات الموجودة في مصر متاحة للأشقاء الأفارقة، مؤكدا استعداد مصر لرفع المعاناة عن كل الاشقاء بالقارة أو خارجها في كافة المجالات حتى فيما يتعلق بصناعة الدواء واللقاحات.
ولفت السيسي إلى أنه إذا كانت الأزمة عالمية فستبقى إفريقيا وحدها في المواجهة، مشيرا إلى أن أفريقيا لديها موارد هائلة فى كافة المجالات بدءا من الموارد البشرية وصولا إلى مختلف الموارد الأخرى، مضيفا: المستقبل للقارة الأفريقية حيث أن 60 إلى 65٪ من سكانها من فئة الشباب.
ونوه الرئيس إلى أن قدرات مصر الاقتصادية لا تتيح تقديم خدمة طبية بالمعايير العالمية لأكثر من 100 مليون مواطن بسهولة، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى رزق مصر بالأفكار لحل المشكلات والتحديات الطبية التي تواجهها.
وقال إن الأزمة التى تواجه الدولة في أى مجال دائما هي قلة الموارد وشح الأموال المخصصة لمواجهتها، قائلا: "في مصر لم نتوقف ولم نحبط ومفيش عقبة أو تحدى يقف أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز هذا التحدى"، مؤكدا أن الشركات العملاقة لم تنجح بالأمانى ولكن بالعمل والإصرار والإرادة والجهد.
وأوضح أنه في مصر تم حل الكثير من تحديات ومشكلات القطاع الطبى بالمبادرات التى أطلقتها وعلى رأسها مبادرة 100 مليون صحة وعلاج (فيروس سى) وقوائم الانتظار، لافتا الى ان قوائم الانتظار ليست علاجا طبيا عاديا ولكنها عمليات جراحية كبرى في تخصصات دقيقة مثل المخ والاعصاب والقلب.
وأكد أن ما حققته مصر فيما يخص تقليل قوائم الانتظار خلال الـ 3 سنوات الأخيرة لم تحققه دول أكثر قدرة اقتصادية عن مصر، مشيرا إلى اجراء حوالى 1.3 مليون عملية جراحية من قوائم الانتظار بلغت تكلفة الواحدة منها ما بين 100 ألف جنيه وحتى 400 ألف جنيه.
وأشار الرئيس إلى أن القائم بأعمال وزير الصحة والسكان وجه بسرعة العمل على تقليل مدة انتظار المرضى لأقل من 3 أسابيع، مضيفا: "مش عايزين مريض يتألم ويعاني في بيته فترة طويلة ولازم العمليات تتم بأسرع وقت ممكن".
وفي نفس السياق، أكد أن الدولة المصرية تستهدف الانتهاء من منظومة التأمين الصحي الشامل لكل المصريين خلال 10 سنوات، مشيرا إلى أن أول عرض للمشروع عليه كان يستهدف الانتهاء من المنظومة خلال 15 الى 20 عاما، مؤكدا أنه رفض تأجيل الانتهاء من تقديم خدمة طبية شاملة ذات شأن للمواطنين بعد كل هذه المدة.