مفاوضات الأردن حول تعز.. هل تتحطم عند تعنت الحوثي؟
تستمر مفاوضات الأردن حول تعز بين الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحوثيين، مع تعثرها من جديد وفشلها في التوصل لنتائج رغم الهدنة الأممية.
المفاوضات حول الطرق
أكد عبدالكريم شيبان، رئيس فريق التفاوض عن الحكومة الشرعية فى عمّان، في مفاوضات الأردن حول تعز أن جماعة الحوثي مصرة على طرح طرق فرعية ترابية "غير ممهدة" لا تحقق هدف رفع الحصار وتخفيف المعاناة، مشيرًا إلى أن الطرف الحوثى أخذ يتصرف بشكل أحادى الجانب بغرض أن يفرض أمرا واقعا لطرق لم يتم التوافق عليها وبعيدة عن المفاوضات، ما أدى إلى توقف المفاوضات عند هذا الحد.
وأضاف شيبان- فى بيان أوردته قناة "اليمن الإخبارية"، أن الجهود المكثفة للمبعوث الأممى السيد هانس جروندبيرج وفريقه، أسفرت عن تقديم مقترح لفتح خمس طرق في محافظة تعز وبعض المحافظات ضمنها طريق رئيسى، وهو ما يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة تعز، على أن يتم تزمين فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة القادمة.
وطالب الوفد الحكومي في مفاوضات الأردن حول تعز المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن يقوم بممارسة الضغوط اللازمة، والإجراءات السريعة على جماعة الحوثي لسرعة تنفيذ فتح الطرق الرئيسة، وألا يسمح لها بالتلاعب واستهلاك وقت الهدنة الثانية، ودون أن يتم فتح الطرق الرئيسية فى تعز وبقية المحافظات كما نص عليه الإتفاق الأممي، والذى يجب العمل به كحزمة واحدة، ودون انتقائية.
المقترح الأممي
وفي وقت سابق، قدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، مقترحا لمليشيات الحوثي والحكومة اليمنية في مفاوضات الأردن حول تعز لفك حصار تعز وفتح الطرقات بموجب الهدنة الإنسانية.
وأعلن مكتب المبعوث الأممي في مفاوضات الأردن حول تعز أن غروندبرغ قدم للحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي "مقترحاً منقَّحاً لإعادة فتح الطرق إلى تعز ومحافظات أخرى تدريجياً وفق أحكام اتفاق الهدنة".
ويتضمن المقترح الأممي الذي جاء بعد تعنت مليشيات الحوثي، ورفضها تقديم أي تنازلات لرفع حصار تعز "آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين".
ويضم "المقترح إعادة فتح طرق، بما فيها خط رئيسي، مؤدية إلى تعز ومنها إضافة إلى طرق في محافظات أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع"، وفقا للبيان.
وأشار إلى أن المقترح الأممي يأخذ "بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان، بالإضافة إلى ملاحظات قدمها المجتمع المدني اليمني".
وجاء الإعلان الأممي في مفاوضات الأردن حول تعز ليحشر مليشيات الحوثي في زاوية ضيقة وأمام الرأي العام الدولي، وذلك بعد تمسكهم باشتراطاتهم وطرحهم مقترح بفتح طرق فرعية، فيما تتمسك الحكومة اليمنية بفتح كل الطرق الرئيسية إلى المدينة قبل فرض الحصار 2015.
واعتبر غروندبرغ في مفاوضات الأردن حول تعز المقترح الأممي يعد" الخطوة الأولى في الجهود الجماعية لرفع القيود عن حرية حركة اليمنيين من نساء ورجال وأطفال داخل البلاد".
وقال "تقع على الطرفين المسؤولية الأخلاقية والسياسية للتعامل بشكل جاد وعاجل مع مقترح الأمم المتحدة وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين والتوصل إلى نتائج مباشرة وملموسة لسكان تعز والشعب اليمني ككل".
وفيما أكد استمراره ببذل جهوده والانخراط مع الطرفين حول ملف فك حصار تعز والطرقات، أعرب عن أمله، أن "يحافظ المقترح هذا على الزخم المطلوب للمضي قدماً في النقاشات حول ترتيبات أكثر استدامة ضمن عملية الأمم المتحدة متعددة المسارات."
اليمن يطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لرفع الحصار عن تعز
وشدد أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية اليمني، على أن القضية الرئيسية هي رفع الحصار عن مدينة تعز، مؤكدًا ضرورة فتح طرقات تعز دون تأخير.
وقال مبارك في مقابلة له، "من الضروري فتح طرقات تعز دون تأخير"، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين في هذا الشأن، وأشار إلى أنه ليس هناك أي ضغوط دولية على الشرعية من أجل تمديد الهدنة.
وأضاف أن فتح الطرقات والمعابر في تعز هو الاختبار الحقيقي أمام الهدنة الأممية في المرحلة القادمة، موضحا أن الهدف الرئيسي من تمديد الهدنة كان حرص الحكومة على تخفيف معاناة الشعب في كل اليمن.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أنه منذ بداية الهدنة لم تشهد البلاد أي التزام من قبل جماعة الحوثى بالهدنة.
انتهاكات ميليشيا الحوثي بتعز
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن ارتكاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، 119 انتهاكًا متعلقًا بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بمحافظة تعز خلال فترة الهدنة الأممية المعلنة لشهرين منذ أبريل وحتى 31 مايو 2022.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها عن خروقات مليشيات الحوثي للهدنة الإنسانية في محافظة تعز، أوردته قناة اليمن الفضائية أن الانتهاكات تنوعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مداخل مدينة تعز.
وأشارت إلى أن المليشيات استخدمت القوة بشكل مفرط حيث قصفت الأحياء السكنية، ومراكز تجارية وأسواق عامة وطرق المدينة بمدافع الهاوزر، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون، وقذائف الدبابات، وأعمال القنص، واستخدام الألغام في الطرقات المؤدية من وإلى المدينة وفي الجبال والوديان والتي تسببت بسقوط العديد من الضحايا المدنيين العزل خاصة الأطفال والنساء.
ووثق الفريق الميداني للشبكة وفقا للتقرير مقتل 22 مدنيًا وإصابة 34 آخرين بينهم نساء وأطفال، كما سجل الفريق تورط مليشيات الحوثي باعتقال واختطاف 12 مدنيًا بينهم طاعنين في السن، وتضرر 17 منزلًا لمواطنين بين ضرر جزئي وكلي جراء قصف الأحياء السكنية بشكل مستمر ومتعمد من قبل المليشيات، ونزوج 34 أسرة من عدة مناطق في مدينة تعز جراء الحصار والقصف على الأحياء السكنية.
ويعاني أبناء محافظة تعز من نقص حاد في الغذاء بسبب حصار المليشيات الحوثية للطرق المؤدية إلى المدينة، ولا تزال الميليشيا الحوثية تمنع تزويد مدينة تعز بالمياه وتستخدم هذا الأمر كعقاب جماعي للمدنيين، وتحويل مدينة تعز إلى منطقة موبوءة بالألغام الأرضية.
الأمم المتحدة: مقتل 19 مدنيًا في اليمن رغم هدنة الشهرين
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 19 مدنيًا، بينهم 3 أطفال في اليمن خلال الشهرين الماضيين، رغم وقف إطلاق النار.
وقالت ليز ثروسيل المتحدثة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للصحفيين في جنيف الجمعة إن معظم الضحايا الذين سجلوا منذ دخلت الهدنة حيز التنفيذ في بداية أبريل قتلوا إثر ألغام أرضية "كان منها ألغام بدائية وعبوات من بقايا الحرب".
وأوضحت أن 3 من 19 قتيلا في الأقل سقطوا بنيران قناصة في تعز والضالع، وأصيب شخصان بشكل خطير أيضا بنيران قناصة.
ووثقت المنظمة أيضا إصابة أربعة مدنيين، بينهم فتاة، بطائرة مسيرة مسلحة.
ووقعت الهجمات كلها في مناطق تحت سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتابعت ثروسيل قائلة: "أن 32 مدنيا أصيبوا أيضا خلال شهري الهدنة".
وكانت الهدنة أول توقف ملموس للقتال في 6 سنوات مضت من الصراع في أفقر دول العالم العربي، بالرغم من تبادل طرفي الحرب الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار أحيانا، والخميس، قرر الطرفان المتناحران تجديد الهدنة لشهرين آخرين.
وقتل الصراع أكثر من 150 ألف شخص بينهم أكثر من 14500 مدني، وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ودفع ملايين اليمنيين نحو هاوية المجاعة.
وثمة مخاوف في الأمم المتحدة من أن الطرفين المتحاربين في اليمن قد يسيئا استخدام وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفهما والاستعداد لمعارك محتملة في المستقبل.