احمد علي يكتب: ماذا على السيد مقتدى الصدر فعله في الأيام القادمة؟
باستقالة نواب الكتلة الصدرية يتبارد الى الذهن سؤال مصيري وهو:
هل لدى سماحة السيد مقتدى الصدر حفظه الله خطة لبعد هذه الخطوة؟
والسبب ان مثل هذه الخطوة الغير مسبوقة تعني ان لدى سماحة السيد مقتدى الصدر خطة متكامل لما هو يريده في قادم الأيام، و من الأولوية هو ان لا يكون هناك أي انتظار لاي مدد زمنية أخرى او مبادرات من الإطار التنسيقي، وسبق وان ذكرت في مقال سابق ان المهل الزمنية سواء 45 يوم او 30 لن تضفي الى شيء نهائيا، بل قلت لو اعطي الإطار 30 سنة فلن يكون هناك أي تقدم مهما كانت الظروف، وعليه من الواجب عدم التفكير في أي مهلة جديدة لأنها مضيعة للوقت وخسارة في قوة الموقف الأخير الذي وصل له السيد الصدر بخطوة استقالة نواب الكتلة الصدرية فهو قد فخخ مشروع الحكومة التوافقية و جسر الى مشروع الحكومة الوطنية العابرة للمكونات والامر واضح جدا بحيث بدون أي مشاهدة ولو قليلة فان السيد مقتدى الصدر بخطوة الامس اصبح يحظى بتأييد شعبي كبير في المناطق السنية وهذا ما سوف ينعكس في الانتخابات القادمة التي يجب ان تكون في اقرب وقت مع الحفاظ على القانون الانتخابي وهذه المفوضية لضمان عدم التزوير .
اذن ما على سماحة السيد مقتدى الصدر القيام به بالدقة لضمان هذا النصر؟
قبل الإجابة اذكر كل الاخوة والاخوات انني سبق وان ذكرت جملة أمور تحققت تباعاً وحتى لا يصبح الكلام مرة أخرى وارد التحقيق بعد شهرين فأتمنى ان يصل كلامي هذا الى سماحة السيد مقتدى الصدر حفظه الله لعل فيه ما يقدم إضافة لبنك الأهداف التي يطمح في تحقيها .
اهم الخطوات تكون كالتالي :
أولا: على سماحة السيد ان لا ينتظر الاطار التنسيقي يشكل حكومة او يتشاور لان الاطار مختلف الأهداف ولا يجمعهم الا موقف المحاصصة وهذا يعني عراقيل داخلية لن تثمر عن شيء , وهذا يعني ان يبادر سماحة السيد مقتدى الصدر وبشكل واضح وعلني وبعبارة ( على المجلس ان يحل نفسه وان نذهب الى انتخابات جديدة , لان أي حكومة سوف تتشكل فأنها ستكون حكومة محاصصة و فساد و خلطات العطار).
هذه العبارة ينهي على الاطار وعلى الأطراف المترددة بين الذهاب الى تشكيل الحكومة من عدمها.
ثانيا : السيد مقتدى الصدر حفظه الله عليه كذألك ان يكون واضح جدا بعبارة لا تقل أهمية في ذكرها وهي ( لا نزول للشارع الا بأمر مني ) وبهذه العبارة فهو يضرب اكثر من طرف , الأول هي الولايات المتحدة الامريكية التي تعول على استخدام ورقة الشارع من خلال الفريق الذي ارسلته للعراق والذي يعمل على جمع شتات كل الأطراف الناقمة على العملية السياسية , الطرف الثاني : هو يجرد تشرين من كل مباردراتها ويجعلها مكشوفة الظهر وبالتالي سوف تخضع له و تكون تحت سيطرته ويتحكم به تماما.
ثالثا: حقق سماحة السيد مقتدى الصدر النجاح الكبير في تثبيت ( لا شرقية ولا غربية ) وهذا يعني ان استطاع كبح الولايات المتحدة الامريكية و ايران من التدخل فيها , ولهذا من الأفضل هو عدم توجيه أي خطاب الى ايران من خلال التغريدات حتى لا يتحقق لدى الإيرانيين قناعة بان سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله لديه يعتبر ايران عدو وهذا بالتأكيد خلاف الواقع لدى سماحة السيد مقتدى الصدر , ولكن من المستحسن كذألك إطفاء الأسباب التي تجعل ايران تشعر بالخوف من سماحة السيد مقتدى الصدر , و تصبح الساحة الداخلية هي الميدان الوحيد الذي يصب اهتمامه عليه من خلال تأكيده على مواضيع الفساد والمحاصصة و كل الملفات الشائكة , لأنها تأكل من الإطاريين و تزيد من القناعة الى قناعة اكبر بالمنهج الذي يعتمده سماحته في التعامل مع الوضع العراقي.
رابعا: الجانب الكردي لا يجب ان يكون غائباً عن رؤية سماحته من خلال استخدام عبارات واضحة ولكنها حساسة من قبيل (التأكيد على أهمية الدستور و أهمية الالتزام بالقوانين بما فيها قانون النفط والغاز الأخير ) وهذه العبارة سوف تزيد من رصيد سماحة السيد في المنطقة الشيعية والسنيه , وتساعد على كسب سليمانية بالكامل بالإضافة الى ان مسعود البرزاني سوف يرضخ فلا بديل لديه وهذا يعني ان سماحته كل المواقع حاضره لديه بنفس القوة كونها تمثل وحدودية العراق.
خامسا: كم رفض سماحته أي تدخل إيراني او امريكي فكلامه ان ضد أي تدخل مباشر او غير مباشر من تركيا او دول الخليج وهذا يقطع الطريق على الذين يراهنوا على الاتراك او الخلايجة وأيضا يضيف ما هو أكبر لرصيد سماحته في المناطق السنيه والشيعية و يجعله ينهض بمشروع انتخابي متكامل لم يترك فيه أي شارده او ورادة.
سادساً: نظام اللجان السياسية والانتخابية والقانونية ضرورة قصوى , وهنا لا بديل عن وجودها لأجل اعداد دراسات استشرافية مستقبلية لكل ما هو وارد التحقق من جانب السلب والايجاب .
سابعا: بعد الإعلان الذي سوف يدلي به سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله والذي يضع فيه العملية السياسية في الطريق الذي يريده , على سماحته ان يبتعد قليلاً عن التغريدات ويكتفي بحساب صالح العراقي و المدونيين الرسميين او الفريق الإعلامي الذي أتمنى ان يكون اكثر حرفية في إدارة المعركة القادمة وان يتم انتخاب واجهات إعلامية تضاف الى الاخوة الأعزاء الذين قدموا صورة ممتازة و يفضل ان يكون من الجنسين بعد اخضاعهم الى تدريب سريع ولكن مكثف.
ثامنا: اقامة علاقة مميزة مع السليمانية واعادة الجسور مع السيد هادي العامري والسيد عمار الحكيم لتفادي عزل التيار الصدري عن الشيعة.
هناك بعض العبارات التي يجب معاينتها ومعالجتها قبل ان تخرج الى الجمهور وهذا يعني وجود خبراء اعلاميين يقوموا بأعداد خطة والاطلاع الكامل على ما يجب ان يتم التصريح به من عدمه.
المرحلة القادمة تحتاج كادر محترف وكفوء للنهوض بهذه المهمة العظيمة والتي أرى من خلالها قدرة سماحة السيد مقتدى الصدر على تقديم عراق جديد بالفعل يختلف عن عراق بعد 2003 عراق للعراقيين بنكهة هذه الأرض الطيبة ويؤكد على نبوءة اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله سره في ان من سوف ينهض بالعراق من ركام ينتظره هو سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله.
المسؤولية الجماعية اليوم واجب على كل مخلص يريد لهذا المشروع ان يرى النور وان نبتعد عن الكيفيات وعن الشخوص الذين لديه مصالح شخصية او مواقف مسبقة من اخرين، التيار الصدري بحاجة الى كل أبنائه.
هذا ما جال في بالي منذ ليلة امس وهناك كلام كثير ولكنه دقيق ولكن يبقى هذا الكلام كلام مالم يرى النور ويصل الى سماحته.