مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خزان صافر.. قنبلة موقوتة تهدد البيئة في اليمن

نشر
خزان صافر
خزان صافر

تم بناء خزان صافر في عام 1976 من قبل شركة هيتاشي زوسن في اليابان بصفتها ناقلة النفط إيسو جابون، وعند بنائها كانت حمولتها الإجمالية 192,679 طنًا، ووزنها يبلغ 406,640 طنًا، ويبلغ طولها 362 متر (1,188 قدم)، وتعمل الناقلة بواسطة توربين بخاري بسرعة خدمة تبلغ 15.5 عقدة (17.8 ميل/س).

في عام 1987 تم تحويل الناقلة إلى سفينة تخزين غير مدفوعة وأعيدت تسميتها صافر. حيث كانت راسية على بعد 7 كيلومتر (4.3 ميل) قبالة سواحل اليمن في عام 1988 تحت ملكية الحكومة اليمنية عبر المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز التي استخدمتها لتخزين وتصدير النفط من حقول النفط الداخلية في مأرب. وتستطيع صافر تخزين حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط.

تدهور السفينة

في مارس 2015 مع بداية الحرب الأهلية اليمنية سيطرت قوات الحوثيون على الناقلة، وفي السنوات التالية تدهورت حالتها الهيكلية بشكل كبير ما أدى إلى خطر اختراق كارثي أو انفجار أبخرة النفط التي عادة ما يتم قمعها عن طريق الغاز الخامل المتولد على متنها، وتشير التقديرات إلى أن السفينة تحتوي على حوالي 1.14 مليون برميل من النفط بقيمة تصل إلى 80 مليون دولار أمريكي، والتي أصبحت نقطة خلاف في المفاوضات بين متمردي الحوثي والحكومة اليمنية، وكلاهما يطالب بأحقيته في البضائع والسفينة.

 خزان صافر

في أوائل ديسمبر 2019 ذكرت قناة الجزيرة أن النفط بدأ في التسرب من الناقلة على الرغم من أن صور الأقمار الصناعية اللاحقة أظهرت أن التقرير كان غير دقيق وليس هناك أي علامة على وجود تسرب من السفينة.

دخلت المياه في منتصف 2020 إلى غرفة محرك الناقلة، ما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها وقالت الأمم المتحدة إنه كان من الممكن أن ينتهي الأمر بكارثة بعد تسرب في نظام التبريد دخلت المياه إلى غرفة الآلة مما دفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع خاص حول الأمر في يوليو 2020. 

تسريب في أنبوب نفط صافر

وفي أواخر العام الماضي، كشف مسؤول يمني عن حدوث تسريب من أنبوب النفط الممتد إلى خزان صافر قبالة سواحل الحديدة، غربي اليمن، والذي يوصف بأنه “قنبلة موقوتة" يهدد بكارثة بيئية ضخمة.

وأجلت الأمم المتحدة زيارة فريق خبرائها لأكثر من مرة بعد تراجع ونكث ميليشيات الحوثيين لتعهداتها السابقة بالسماح للفريق بصيانة الخزان العائم وتفريغه، لتجنب حدوث كارثة بيئية لا قبل للمنطقة بها، فيما تتهم الحكومة اليمنية الميليشيات باستخدام الخزان ورقة ابتزاز سياسي".

وقال وكيل محافظة الحديدة اليمنية، وليد القديمي، في تغريدة وصفها بـ"عاجل وهام" على صفحته بموقع "تويتر"، إن "هناك تسريبا من أنبوب النفط الممتد إلى الخزان صافر"، معتبرا ذلك "كارثة ستحل في البحر الأحمر".

تسريب في أنبوب نفط صافر

تحذير من كارثة بالبحر الأحمر

واتهم المسؤول اليمني، مجلس الأمن بالفشل في تنفيذ قراراته، وأنه "أصبح بكل بساطة ليس على مستوى مهمته"، وذلك في إشارة إلى القرارات والدعوات المتكررة الصادرة عن مجلس الأمن للحوثيين بالسماح بسرعة لخبراء الأمم المتحدة بفحص خزان صافر النفطي، وتحميلهم مسؤولية تأخير التقييم الفني للخزان، وتحذيره من خطر انفجاره والتسبب بكارثة بيئية واقتصادية وبحرية وإنسانية لليمن والمنطقة.

ودعا وكيل محافظة الحديدة، الدول المطلة على البحر الأحمر بقيادة السعودية واليمن ومصر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة تجاه هذه الكارثة البيئية.

وأعلنت ميليشيا الحوثي، مؤخرا، رفضها من جديد خطة الأمم المتحدة لصيانة وتفريغ ناقلة النفط صافر التي تنذر بحدوث تسرب نفطي وكارثة بيئية هي الأكبر في التاريخ.

صافر

وطالب وزير المياه والبيئة اليمني، في وقت سابق، بإدراج قيادة ميليشيا الحوثي كمجرمي بيئة، وأكد أن الوقت يتطلب دراسة كل الخيارات لتفادي كارثة ناقلة صافر بما في ذلك دراسة إمكان استخدام القوة العسكرية من قبل الدول المتضررة لمحاصرة التهديد الذي يطال مواردها الطبيعية ونظامها البيئي.

والناقلة "صافر" وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية.

وبسبب عدم خضوع السفينة لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام المحمول على متنها (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة.

وأظهرت صور من الأقمار الاصطناعية سابقا، بدء حدوث تسرب نفطي من خزان صافر العائم بميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة في البحر الأحمر غربي اليمن.

مطالبة بدعم خطة مواجهة خطر التسرب النفطي من خزان صافر

والشهر الماضي، طالب الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية كيتاك ليم، بتقديم المزيد من الدعم المالى لخطة تشغيلية منسقة من قبل الأمم المتحدة لمواجهة خطر حدوث تسرب نفطى كبير من خزان صافر، الراسى قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد مؤتمر لاهاي لجمع التبرعات الذي تعهد فيه المانحون بتقديم 33 مليون دولار الأمريكي من التمويل الإضافي.

وقال "ليم"ـ بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ـ في بيان له ـ "ندعم جهود التخطيط للطوارئ في المنطقة تحسبا لتسرب محتمل من خزان صافر وللحد من الآثار في حال حدوثها، وسيمثل تسرب النفط من الناقلة صافر كارثة إنسانية وبيئية يترتب عليها آثار اقتصادية هائلة على قطاع الشحن البحري والملاحة في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف" أنه في مواجهة كارثة بيئية وشيكة، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنعها، يجب أن نتحرك الآن.

وأشار إلى خطة التخفيف من المخاطر عن طريق نقل النفط إلى سفينة مؤقتة آمنة تحتاج إلى موارد مالية، إذ يتوفر الآن 40 مليون دولار أمريكي لإنجاز العملية، ويشمل هذا المبلغ الأموال التي تم التعهد بها سابقاً.

صافر

وترسو الناقلة صافر العائمة المتدهورة قبالة الساحل اليمني، وتحتوي على حوالي مليون برميل من النفط، ويمكن أن تتفكك أو تنفجر في أي وقت.

وأشار الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية إلى أن مؤتمر جمع التبرعات، الذي استضافته حكومة هولندا والأمم المتحدة في 11 مايو 2022، يمثل بداية الجهود لجمع 144 مليون دولار أمريكي التي تتطلبها الخطة الكاملة، بما في ذلك 80 مليون دولار لعملية نقل النفط الطارئة إلى سفينة مؤقتة بشكل آمن، وأن تركيب مرفق بديل طويل الأجل أمر بالغ الأهمية أيضاً لنجاح الخطة.

كان الأمين العام أنطونيو جوتيريش قد وصف مؤتمر التبرعات بأنه "خطوة حاسمة لمنع كارثة من شأنها أن تؤثر على اليمن والمنطقة والعالم"، وحث الأمين العام جميع شركاء اليمن على تقديم التمويل الكامل حتى يبدأ العمل على الفور، مؤكدا أنه "لا توجد لحظة نضيعها".

مليشيات الحوثي تنشر ألغامًا بحرية في محيط صافر

والاثنين، كشف مرصد حقوقي يمني مستقل، عن نشر ميليشيا الحوثي ألغاما بحرية في محيط خزان صافر النفطي، الذي يحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، مهددة بالتسرب بسبب عدم خضوعه للصيانة منذ سنوات، ما ينذر بحدوث أسوأ كارثة بيئية في التاريخ.

وحذر المرصد اليمني للألغام، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر، من أن اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك سيخلف كارثة كبيرة على اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.

وأضاف: "نشر الحوثيون ألغاما بحرية عن طريق الإلقاء اليدوي وطرق أخرى، في مساحات واسعة بالبحر الأحمر بما في ذلك المنطقة المحيطة بخزان صافر النفطي" .

وأكد المرصد الحقوقي، أن هناك مخاوف حقيقية من اصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك، حيث ستحل كارثة كبيرة على اليمن والدول المشاطئة.

وحذرت الحكومة اليمنية مرارا من التهديد الخطير وغير المسبوق الذي باتت تشكله الألغام البحرية الحوثية على سلامة السفن التجارية وأمن حركة الملاحة في الممرات الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

كما تسببت الألغام البحرية التي تزرعها ميليشيا الحوثي في مقتل عشرات الصيادين في السواحل اليمنية.

وتوقفت نتيجة تلك الألغام حركة الصيد في العديد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد.

في السياق، جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن تسرب النفط من ‎خزان صافر سيؤدي إلى حدوث كارثة بيئية إنسانية واقتصادية في البحر الأحمر.

جاء ذلك في بيان للأمم المتحدة، الأحد، أفاد أن السفينة "صافر" معرضة لخطر تسرب نفطي ضخم وشيك، والذي من شأنه أن يخلق كارثة إنسانية وإيكولوجية ترتكز في بلد أنهك بأكثر من سبع سنوات من الحرب.

وأضاف البيان أن هذا التسرب سيؤدي إلى أضرار بيئية دائمة وتكاليف اقتصادية عميقة في جميع أنحاء المنطقة.

وتطرق البيان إلى أن المانحين ساهموا بمبلغ 40 مليون دولار لتنفيذ الخطة الأممية المعدة مسبقاً لتفادي الكارثة، مشيرة إلى أن هنالك حاجة ماسة للمزيد من الدعم ليتم فعلياً البدء بتنفيذ الخطة قبل فوات الأوان، مطالبة بدعمها لتفادي عملية التسرب الوشيك.