حكومة العراق تتواصل مع إيران بشأن واردات الغاز
حدّدت الحكومة العراقية، اليوم، حاجتها الفعلية من الغاز لتشغيل محطات توليد الطاقة في البلاد، فيما أكدت أن الجانب الإيراني متفهم لحاجة البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، إن الحكومة تبحث مع الجانب الإيراني زيادة هذه الإطلاقات تدريجياً، مؤكداً أن الجانب الإيراني متفهم لحاجة العراق.
وتابع: «نحتاج حالياً من 50 إلى 55 مليون م3 من الغاز الإيراني، ونأمل بالوصول إلى هذه الكمية عبر التواصل مع الجانب الإيراني».
وأضاف أن الحكومة العراقية متواصلة مع الجانب الإيراني لرفع إطلاقات الغاز بالشكل الكافي لتشغيل محطات الطاقة في العراق"، لافتاً إلى أن هنالك زيادة حالياً بإطلاقات الغاز إذ وصل الغاز المدفوع إلى 40 مليون م3 يومياً.
وأعلنت العراقية، الأربعاء الماضي، البدء فعلياً بعملية تسديد ديون الغاز الإيراني، فيما أكدت أن حاجة العراق تصل إلى أكثر من 50 مليون م3 يومياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، إن الحكومة العراقية بدأت بدفع مستحقات الغاز الإيراني المتأخرة عن العام 2020 عبر الاقتراض الداخلي من المصرف العراقي للتجارة وأودعت الأموال من قبل وزارة المالية بصندوق الاعتماد وما زلنا نعول على قانون الدعم الطارئ لسداد مبلغ القرض.
وأضاف أنه بموازاة ذلك هنالك اجتماعات ولقاءات مع وزارة الطاقة الإيرانية وشركة الغاز هناك لرفع مستويات ما يتدفق للعراق بغية تعزيز قدرات المنظومة الوطنية.
وتابع أن العراق يحتاج حالياً الى ما بين 50-55 مليون م3 من الغاز يومياً والجانب الإيراني تعهد برفع الكميات مع بدء عملية التسديد ونتوقع أن تزيد الكميات خلال يومين.
وينتج العراق حاليا 16 ألف ميجاوات من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميجاوات والتي تصل إلى 30 ألفاً في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.
أخبار أخرى..
سوريا.. ميليشيات إيران تحول قبور مدنية بدير الزور لمزارات دينية
على الرغم من وجود الشرطة العسكرية الروسية فيها، إلا أن الميليشيات السورية المدعومة من إيران بدأت بترميم قبور قديمة داخل مدينة دير الزور الواقعة على الحدود السورية ـ العراقية، تمهيداً لجعلها مزارات دينية رغم أنها قبور مدنية ولا تحمل ما يشير إلى أنها دينية.
وكشفت مصادر، أن "المنظمات والجمعيات الخيرية المدعومة من طهران والممولة منها تكثف من أنشطتها مع الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية في الأشهر الماضية، ولذلك بدأت بترميم قبور تقع في منطقة تخضع للنفوذ الروسي داخل مدينة دير الزور".
وبحسب المصادر نفسها فإن هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها ترميم قبورٍ مدنية في منطقةٍ تخضع لسيطرة موسكو، فقد درجت العادة بترميم القبور التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلّحة المدعومة من طهران فقط.
وتقع تلك القبور في منطقة الجبل المطلة على دير الزور والواقعة بالقرب من مطارها العسكري، بحسب ما أفادت وسائل إعلامٍ سوريّة محلّية.
أهداف إيران من الترميم
وأكّد خبير في الشؤون الإيرانية أن "إيران تهدف من ترميم القبور حتى وإن كانت غير حقيقية ووهمية عبر تحويلها لمزاراتٍ دينية، إلى توفير تموضع استراتيجي طويل الأمد في سوريا على عدّة أصعدة".
وقال الأكاديمي محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن "طهران تريد أن يكون لها أتباع ومريدون في الأراضي السورية بأي ذريعةٍ كانت ومن ضمنها الأسباب الدينية، ولذلك هي ترمم هذه القبور لاستخدامها في السياحة الدينية القادمة من إيران، وبالتالي استخدامها لاحقاً لأغراض استراتيجية اقتصادية وعسكرية ودينية".
وأضاف، أن "الشعب السوري وحده من يستطيع الوقوف ضد هذه الإجراءات رغم سيطرة إيران على النظام السوري إلى حدٍّ كبير، لكن من الواضح أن الجانب الإيراني تمكّن أيضاً من تحييد اللاعب الروسي الذي كان غير راضٍ عن بعض الممارسات الإيرانية فيما مضى، إلا أن طهران استغلت المواقف الروسية ـ الغربية للحصول على مكتسبات جيوسياسية جديدة في الملف السوري".
ويتمّ ترميم تلك القبور بإشراف وتمويل مباشر من مؤسسة "جهاد البناء" التي أسستها طهران قبل أكثر من عقدين في العاصمة اللبنانية بيروت، وفق ما أفادت مصادر أهلية من دير الزور. ويمنع الاقتراب من تلك القبور في الوقت الحالي والتي بُني بالقرب منها أسوار حديدية وزُرِعت فيها أشجار للنخيل.
وبالإضافة لشخصياتٍ إيرانية، تتعاون شخصيات سوريّة مع "المركز الثقافي" الإيراني في دير الزور، لترميم تلك القبور التي يحرسها عناصر مسلّحة رغم أن أهالي المنطقة ينفون أن يكون قد دُفِنت فيها شخصياتٍ دينية.
وطيلة سنوات الحرب السورية التي تستمر منذ نحو 11 عاماً، استغلت طهران المقامات الدينية لتبرير تمددها داخل الأراضي السورية بذريعة حمايتها، لكن ما حصل أن تلك المناطق سيطرت عليها ميليشيات مدعومة من طهران بالكامل ونشرت فيها الفوضى ومنها تنطلق عمليات تهريب المخدرات لخارج الأراضي السورية.
كما أن طهران تحاول منذ تدخلها في سوريا تثبيت نفوذها عبر أنشطة ثقافية واجتماعية، إضافة لتجنيدها مقاتلين سوريين لصالحها انضموا لميليشياتها للحصول على رواتب شهرية منها، لكن هذه المحاولات تكثفت منذ انشغال موسكو بالحرب الأوكرانية قبل نحو 4 أشهر.