أمريكا: الاستفزازات الروسية في سوريا تهدد بنزاع مسلح مباشر مع واشنطن
قال مسئولون في الجيش الأمريكي، اليوم السبت، إن القوات الروسية نفذت سلسلة من العمليات العسكرية ضد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا خلال شهر يونيو الجاري، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على قاعدة استراتيجية في جنوب البلاد.
قلق وترقب أمريكي
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن التحركات الروسية أثارت قلق المسئولين العسكريين حيال تصاعد سوء التقدير إلى نزاع غير مقصود بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا، خاصة وأن التوترات بين البلدين مرتفعة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والجهود الأمريكية لتسليح الجيش الأوكراني بهدف هزيمة الجيش الروسي هناك.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسئولين في الجيش الأمريكي، دون الكشف عن هوياتهم، إلى أن روسيا شنت يوم الأربعاء الماضي ضربات جوية على قاعدة التنف الأمريكية قرب الحدود السورية-الأردنية جنوب شرق البلاد، حيث يعمل الجنود الأمريكيون في مهمة تدريب المقاتلين المحليين بهدف منع ظهور عودة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي.
تنفيذ ضربات الجوية
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة عبر خطوط تواصل قديمة أنها ستنفذ ضربات الجوية ردا على هجوم ضد قوات الحكومة السورية تسبب في إصابات وتدمير عربة عسكرية.
وقال مسئول عسكري أمريكي للصحيفة إن بعدها بقليل تم ملاحظة طائرتين روسيتين من طراز "سو-35" وأخرى من طراز "سو-24" تحلق فوق منطقة التنف قبل استهداف أحد المواقع القتالية في ثكنة تابعة لقاعدة التنف الأمريكية.
ورأى مسئولون بالجيش الأمريكي أن الإخطار المسبق قد يشير إلى أن الجيش الروسي لم يكن يستهدف الجنود الأمريكيين، لكنه يمارس مضايقات ضد البعثة الأمريكية في سوريا، مشيرين إلى أنه تكتيك كان الجيش الروسي يلجأ إليه في السابق.
وأوضح المسئولون الأمريكيون أنه لم توجد قوات عسكرية أمريكية بالقرب من القاعدة وقت ضربات الأربعاء الماضي، ولم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأمريكية أو التحالف نتيجة الضربة، لكن العملية الروسية وصفها مسؤول عسكري أمريكي بأنها تُمثل "زيادة كبيرة في الاستفزاز" هذا الشهر.
ولفت مسئولون عسكريون أمريكيون إلى أنه خلال الأسبوع الماضي أيضا حلقت طائرتان روسيتان "سو-34" فوق موقع كانت تنفذ فيه القوات الأمريكية غارة في شمال شرق سوريا للقبض على أحد صانعي القنابل التابعين لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتراجعت الطائرتان بعد أن ظهرت الطائرات الأمريكية "إف-16" في المنطقة.
ومن جانبه، قال قائد القيادة المركزية العسكرية الأمريكية إريك كوريلا في بيان: "نسعى لتجنب أي سوء تقدير أو مجموعة من الأفعال قد تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا هو هدفنا.. لكن التصرفات الروسية الأخيرة كانت تصاعدية واستفزازية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين العسكريين الأمريكيين رفضوا تقديم أية معلومات إضافية عن أي حوادث أخرى ضمن تلك الاستفزازات التي نفذتها روسيا ضد القوات الأمريكية في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية.