لبنان.. أمن الدولة يداهم منزل حاكم المصرف المركزي
أفاد مصدر قضائي لبناني لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، بأن قوات أمن الدولة داهمت منزلا تابعا لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة.
وذكرت قناة "LBCI" اللبنانية، إن دورية من المديرية العامة لأمن الدولة، داهمت منزل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الرابية بإشارة من مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، وتنفيذاً لمذكرة الإحضار الصادرة بحقه.
جاء ذلك تزامناً مع مقابلة تلفزيونية معه، والتي كشف سلامة فيها أن احتياطي النقد الأجنبي انخفض 2.2 مليار دولار في عام 2022.
وعن اتهامه بالتفريط بالاحتياطي وبأموال المودعين، أوضح أن لدى البنك المركزي مسؤولية تجاه ما يحصل من أزمات في لبنان ، معربا عن تعبهم من الوضع.
ولفت إلى أن لبنان يحتاج ما بين 15 و20 مليار دولار للعودة، مؤكدا أن صندوق النقد لن يؤمّن هذا المبلغ لكنه يأمل في أن يستقطب الأموال إلى لبنان عبر جهات أخرى.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبناني، عبدالله بوحبيب، أن الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، قد سمع خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان موقفاً موحداً من الرؤساء الثلاثة، مشيرا إلى أن "اللحظة الحالية مؤاتية دولياً لاستخراج الغاز في ظلّ الطلب الكبير عليه بعد الحرب الروسية- الإوكرانية".
وأشار بوحبيب، في حديث لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية نشرته، اليوم الثلاثاء، إلى "التمسّك بالخط 23 مع حقل قانا كاملاً ورفض أي تراجع إلى ما دون هذا الخط"، لافتا إلى أن "الخط 23 جرى إيداعه لدى الأمم المتحدة منذ عام 2011 وهو موضع تفاهم بين جميع المسؤولين المعنيين في الدولة".
وأعلن بوحبيب أن: "الخط 29 فإنه بصراحة تَفاوضي فقط كما جَزمَ مَن وَضعه، وفي حال قَونَنّاه فهذا سيكون معناه (المناقرة) و(المكايعة)، أي تعقيد الأمور وعدم التوصّل إلى اتفاق نحن في حاجة إليه".
الخط 29 يعطل المفاوضات
وقال: "ليس صحيحاً أن المطالبة بالخط 29 تحسن موقعنا التفاوضي، والدليل أنه عندما عُرَض هذا الخط على طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة تعطلت المفاوضات، وبالتالي، فإنّ هذا الخيار قد جُرب ولم يعط نتيجة".
وأضاف: "بعيداً من المزايدات، نحن أصحاب مصلحة كبيرة في حصول الاتفاق سريعاً، لأنه ممرّ ضروري للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية، واللحظة الحالية هي مؤاتية دولياً لاستخراج الغاز في ظلّ الطلب الكبير عليه بعد الحرب الروسيةـ الأوكرانية".
ورجح بوحبيب "أن توافق إسرائيل على احتساب حقل قانا ضمن حصة لبنان شرط أن تنال مقابلاً في مكان آخر"، لافتا إلى أنّ هوكشتاين "بَدا خلال زيارته الأخيرة إيجابياً ومُتفهماً للطرح اللبناني، بينما أتى في المرة الأولى مُستكشفاً وفي المرة الثانية كان يميل للسلبية".
ونبه بوحبيب إلى أن، "الوقت لا يعمل لمصلحتنا وعلى لبنان استغلال الأشهر الأربعة المتبقية قبل انتخابات رئاسة الجمهورية لإنجاز الاتفاق".
واعتبر أنه "إذا تم انتخاب رئيس يرفض الخ، 23 فسنعود إلى النقطة صفر، أو إذا انتهت ولاية الرئيس ميشال عون ولم يتم انتخاب بديل في الموعد الدستوري المحدّد فذلك سيؤدي إلى فراغٍ من شأنه أن يُعطّل القدرة على اتخاذ القرار، خصوصاً أنه سيكون من الصعب على وزراء الحكومة التي ستُمسك بالسلطة أن يتوافقوا على قرار واحد".
وزار الوسيط الأمريكي بيروت في 13 يونيو الحالي حيث التقى كبار المسؤولين اللبنانيين، وسمع منهم رداً موحّداً في مسألة المفاوضات غير المباشرة للترسيم.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، هوكشتاين إلى زيارة بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات، وذلك بعد دخول سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة "إنرجيان باور" اليونانية في الخامس من يونيو الحالي حقل "كاريش" ضمن المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل عند الحدود البحرية الجنوبية.
وانطلقت محادثات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في 2020، وجرى عقد عدة جولات بوساطة الولايات المتحدة واستضافة الأمم المتحدة، إلا أن العملية متعثرة منذ فترة.