ميقاتي: لبنان خسر فرصًا كثيرة للدعم ولا بد من تغليب المصلحة العامة
قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، إن لبنان لم يعد يملك ترف الوقت والتأخير والغرق في الشروط والمطالب، معتبرا أن لبنان أضاع ما يكفي من الوقت وخسرت البلاد الكثير من فرص الدعم من الدول الشقيقة والصديقة، والتي لطالما كان موقفها واحدا وواضحا "ساعدوا انفسكم لنساعدكم" - على حد تعبيره.
جاء ذلك في كلمته اليوم من قصر الرئاسة ببعبدا عقب تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد حصوله على أغلبية 54 صوتا في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم مع الكتل النيابية والمستقلين.
ودعا ميقاتي إلى تعاون الجميع لإنقاذ لبنان وانتشال الشعب مما يتخبط فيه لأن مسؤولية الإنقاذ جماعية وليست مسؤولية فرد، مؤكدا أنه سيمد يده إلى الجميع دون إستثناء، بارادة وطنية طيبة وصادقة.
لبنان بحاجة لسواعد الجميع
وقال ميقاتي، إن لبنان بحاجة اليوم إلى سواعد الجميع، معتبرا أن الفرص لا تزال سانحة لإنقاذ ما يجب إنقاذه وإنتشال البلد من أزماته، مؤكدا على ضرورة وضع الخلافات جانبا مع العمل على استكمال مسيرة الانقاذ من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أنها بدأت بالتوقيع على الاتفاق الأولي الذي يشكل خارطة طريق للحل والتعافي، معتبرا أنه قابل للتعديل والتحسين بقدر ما تتوافر معطيات التزام الكتل السياسية، وعبرها المؤسسات الدستورية، بالمسار الاصلاحي البنيوي.
وأضاف أن لبنان أصبح أمام تحد الانهيار التام أو الإنقاذ التدريجي إنطلاقا من فرصة وحيدة باتت متاحة في الوقت الحاضر، داعيا للتعاون في اسرع وقت التعاون مع مجلس النواب لإقرار المشاريع الإصلاحية المطلوبة قبل إستكمال التفاوض في المرحلة المقبلة لإنجاز الاتفاق النهائي مع صندوق النقد وبدء مسيرة التعافي الكامل.
واستطرد قائلا: "من دون الاتفاق مع صندوق النقد لن تكون فرص الإنقاذ التي ننشدها متاحة، فهو المعبر الأساس للإنقاذ، كما أننا في صدد استكمال الخطوات الاساسية لحل معضلة الكهرباء التي تستنزف الخزينة وطاقات الناس".
ودعا ميقاتي جميع القوى السياسية إلى لحظة مسؤولية تاريخية لتجاوز كل أسباب الانقسامات والرهانات والتعاون من أجل استكمال مسيرة الإنقاذ الفعلي باقصى سرعة، وبثقة كاملة من المجلس النيابي الكريم لوضع لبنان على مشارف الحلول المنتظرة.
رسالة للشعب اللبناني
ووجه كلمة للشعب اللبناني عبر فيها ثقته الكبيرة بأن الشدة لم تقهرهم ولم تهزمهم المحن والشدائد رغم كل ما مر على لبنان عبر تاريخه، داعيا لتعاون الجميع ليصنعوا من الضعف قوة.