أبعاد ودلالات زيارة رئيس الوزراء العراقي للسعودية وإيران "تفاصيل"
يبقى الصراع الإيراني السعودية، من أكثر الصراعات في المنطقة، تأثيراً على العراق لاعتبارات عدة، منها الجغرافي، الذي يربط العراق بإيران من جهته الشرقية، والسعودية من الجهة الغربية، وأيضا الاعتبار الثقافي العقائدي.
وتعتبر السعودية دولة حليفة للولايات المتحدة الامريكية، التي تعتبرها ايران العدو الأول لها، فيما الاخيرة تُعد، راعية لـ"خط المقاومة" الذي يضم فصائل مسلحة في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ومعادية لكل المصالح الامريكية والإسرائيلية في المنطقة."
العراق ليس طرفاً بالخلاف السعودي الإيراني
وضع ذلك العداء العراق تحت طائلة الخلاف الإيراني السعودي، وتأثر به كثيرا، قبل أن يفهم الطرفين بانه يؤمن بحسن العلاقات مع جميع الأطراف ومنهم ايران والسعودية، وانه لن يكون طرفاً بهذا الصراع ولن ينحاز لطرف على حساب اخر.
العراق يحتضن المباحثات الإيرانية السعودية
ومن بين نجاح ثمرات العراق، هو فتح "أبواب بغداد" لتحتضن جولات من المباحثات الإيرانية – السعودية، لتقريب وجهات النظر وانهاء الخلافات مع البلدين.
وتستضيف بغداد منذ العام الماضي، مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في نيسان الماضي، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي لطهران.
وفي 8 حزيران الجاري، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن "المباحثات الإيرانية السعودية التي جرت في بغداد وصلت مراحل متقدمة".
وقال: "سمعتم بالحوار الإيراني السعودي، الذي وصل إلى مراحل متقدمة، وهناك حوارات أخرى وجميعها نجحت ولم نعلن عنها في حينها احتراما لطبيعة الدور السري الذي يقوم به العراق".
الكاظمي: العراق أصبح نقطة لتخفيف التوترات في المنطقة
وأضاف: "أصبح العراق نقطة للالتقاء، وتخفيف التوترات في المنطقة وهذه فيها انعكاسات على الوضع الاقتصادي العراقي وعلى استقرار الوضع الأمني".
جولات إقليمية قبل قمة جدة
وقبل قمة جدة التي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، قاما رأس السلطة في السعودية والعراق بجولة إقليمية، حيث توجه ولي العهد السعودية محمد بن سلمان إلى انقرة لإزالة خلافات بلاده مع تركيا.
وتوجه الكاظمي إلى السعودية يوم امس السبت، للقاء محمد بن سلمان، وبعدها إلى طهران اليوم للقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
الكاظمي يشارك في قمة جدة الشهر المقبل
ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قمة مشتركة تعقد في جدة الشهر المقبل سيحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وجاءت زياراة الكاظمي، لتفعيل المشاورات التي أجرتها السعودية وإيران في بغداد مؤخرا، حيث ناقش الكاظمي خلال زياراته ملفات عديدة من بينها العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية".
أبرز الملفات في زيارة الكاظمي للسعودية وإيران
تضمنت زيارة الكاظمي الى السعودية عدة ملفات اهمها استكمال مبدأ التوازن الفاعل الذي انطلقت به الحكومة فيما ان الهدف الأعمق هو استكمال الوساطة التي يقوم بها العراق ما بين السعودية من جهة وايران من جهة اخرى".
وحاول من خلال هذه الزيارة تنسيق المواقف وتقريب وجهات النظر ما بين بغداد والرياض، فيما يرتبط بقمة الرياض المزمع عقدها في منتصف الشهر القادم".
وسيبحث الكاظمي خلال زيارته لطهران، ترطيب الأجواء بين إيران والسعودية والقضايا العالقة، أبرزها الملف اليمني وقضايا اخرى"، معتبرا أن "الوقت قد حان لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية وفتح سفارات البلدين".
ومن المتوقع بعد زيارة الكاظمي، سيتم إعلان وزارتي الخارجية لإيران والسعودية فتح سفارتيهما إضافة الى حصول لقاء بين وزيري خارجية البلدين".
يعتبر العراق جزء من المنظومة العربية، وقد حان الوقت الى الانتقال الى علاقات يمكن ان تحقق له الضمان والسيادة والاستقرار ولكن في ذات الوقت يجب أن لا يكون طرفاً في اية نزاعات.
تهدئة أجواء التوتر بين واشنطن وطهران
ويعمل الكاظمي خلال زيارته إلى إيران، إلى تهدئة أجواء التوتر بين واشنطن وطهران، بشكل تجعل زيارة بايدن الى جدة خالية من لغة خطابية متوترة ضد ايران، يمهد الطريق من خلالها للمضي بمباحثات الاتفاق النووي الإيراني.
هدف زيارة بن سلمان لتركيا
وربما الامر نفسه ينطبق على السعودية، التي رأت من المفيد أن تحسن علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا ولاعلى المستويات، وهذا ما قام به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي زار انقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان.
وقام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة للعاصمة التركية أنقرة في 22 حزيران الجاري، للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.
وترى تركيا ان تطوّر العلاقات بين البلدين، يمكن أن يساهم بتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتوصل إلى توافقات استراتيجية بين كل من تركيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر، بالملفات التي تشهد خلافاتٍ سياسية بين تلك الدول، وخاصة الملف الليبي.
وسيساعد التقارب التركي السعودي بتطوير العلاقات بين تركيا والدول الخليجية الأخرى، مثل الكويت والبحرين وعمّان، بما يؤدي لتعزيز التجارة بين تركيا وتلك الدول.