الولايات المتحدة تستعد لمواجهة التنين الصيني.. كيف جهزت حلفائها الآسيويين؟
تعتمد استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة آسيا على دعم حلفائها لمواجهة الخطر الصيني المتزايد، ودفع سباق التسبح حتى تتمكن القوى الآسيوية الكبرى الموالية لها من التصدي للصين.
إمداد أستراليا بصفقة الغواصات النووية
تطرح صفقة شراء أستراليا غواصات نووية الدفع، وسط أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وفرنسا، أسئلة كثيرة حول مخاطر انتشار السلاح النووي في المنطقة وما وراءها، برأي محللين.
وقّعت أستراليا بالأساس عقداً مع فرنسا لشراء غواصات ذات دفع "تقليدي" تطفو كل بضعة أيام لشحن بطارياتها. أما الغواصات النووية الأمريكية والبريطانية، فهي مجهزة بنظام دفع نووي يتيح لها شحن بطارياتها بشكل متواصل، وبإمكانها بالتالي البقاء تحت الماء إلى حين نفاد إمدادات طواقمها، وهي مهلة نادراً ما تتعدى ثلاثة أشهر.
وتتميز الغواصات الأميركية والبريطانية، بأنها تستخدم اليورانيوم العالي التخصيب بأكثر من 93 في المئة، وتصل مدة حياته إلى 30 عاماً، غير أن مستوى تخصيبه يسمح باستعماله لصنع قنبلة نووية.
وأكدت واشنطن أخيراً التزامها معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الاثنين، أن أستراليا تشكل "حالة استثنائية لا ترسي سابقة" على هذا الصعيد.
لكن داريل كيمبال، مدير مركز "أرمز كونترول" للدراسات، اعتبر أن "التوصل إلى اتفاق تعاون دفاعي مع حليف قريب أمر، وإبرام الاتفاق بما ينقض مبادئنا ومبادئ الأسرة الدولية أمر مختلف".
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "حين تواصل الولايات المتحدة التي تقول إنها في موقع متقدم على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية، الالتفاف على قواعد ومبادئ منع الانتشار لمساعدة حلفائها، فهذا يؤدي إلى تقويض النظام الدولي الذي تؤكد هذه الإدارة أنها تدافع عنه".
زيادة القدرة العسكرية اليابانية
عبر إضافة ٢٠ مقاتلة من طراز الشبح اف-٣٥ في السنوات الخمس المقبلة، حيث وافقت الولايات المتحدة، على بيع أكثر من 100 طائرة شبح من طراز "أف-35" إلى اليابان.
وقالت واشنطن إنها وافقت على بيع اليابان 105 مقاتلات شبح من طراز أف-35، في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 23.11 مليار دولار.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن اليابان طلبت شراء 63 طائرة "أف-35 إيه"، و42 طائرة "أف-35 بي"، وفقا لوكالة فرانس برس.
يشار إلى أن طائرة "أف-35 إيه"، هي النسخة التقليدية من هذه المقاتلة المتعددة المهام والمزودة بالقدرة على التخفي، في حين أن "أف-35 بي" هي نسخة مخصصة لحاملات الطائرات كونها مزودة بالخصوص بالقدرة على الإقلاع من على مدرج قصير والهبوط عموديا.
وأضاف بيان الخارجية الأميركية أن الوزارة قررت الموافقة على هذه الصفقة التي "ستعزز أمن حليف كبير" في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، مشددة على أنه "من مصلحة الولايات المتحدة الحيوية مساعدة اليابان على أن تطور وتحافظ على قدرة دفاع ذاتي قوية وفعالة".
تقوية التحالف الاستراتيجي بين الهند واليابان عبر تحالف كواد
في ختام جولة آسيوية للرئيس الأمريكي جو بايدن، عقد، الثلاثاء، اجتماع قمة في طوكيو مع قادة الهند وأستراليا واليابان ضمن تحالف "كواد".
ووفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن "كواد، أو الحوار الأمني الرباعي، هي مجموعة غير رسمية تركز على الأمن وتعود إلى بداية الألفينات. وأصبحت أكثر نشاطا خلال السنوات الأخيرة في إطار الجهود للتصدي إلى نفوذ الصين ومطالبها الإقليمية في المحيطين الهندي والهادئ".
بايدن في "جلسة تصوير" يرفع "لا" بشأن تايوان
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الحرب في أوكرانيا، وبرنامج كوريا الشمالية الخاص بالأسلحة، وتايوان، والاتفاق الأمني الجديد المثير للجدل بين الصين وجزر سليمان في المحيط الهادئ من بين القضايا التي يرجح مناقشتها خلال القمة.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن الشراكة تستمد جذورها من الرد على الزلزال المدمر والتسونامي الذي وقع عام 2004 بالمحيط الهندي، عندما شكلت أربع دول "مجموعة أساسية إقليمية" للمساعدة في جهود الإغاثة. لكن أنشئت كواد في شكلها الحالي عام 2007 وعقدت أول اجتماعاتها في مايو/أيار من ذلك العام.
وخلال خطاب بعد عدة أشهر من انعقاد اجتماعها الأول، وصف رئيس وزراء اليابان -آنذاك- شينزو آبي رؤيته عن "آسيا الأوسع نطاقا.. شبكة هائلة تمتد عبر المحيط الهادئ بأكمله، وتضم الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا".
وقال إن الدول تشاركت "قيما أساسية" مثل الحرية والديمقراطية ومصالح استراتيجية مشتركة.
اعتراض التحركات الصينية في بحر الصين الجنوبي والشرقي
يستمر تصاعد التوتر بسبب صراع القوى الكبرى، خاصة بين أمريكا وحلفائها من جهة، والصين وحلفائها، حيث لجأت كوريا الجنوبية لتطبيع التعاون الأمني مع اليابان، وتعزيز التعاون الثلاثي الذي يشمل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، بينما بعث وزراء دفاع أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية برسالة إلى الصين، معربين عن معارضتهم الشديدة لأي أعمال أحادية الجانب تغير الوضع الراهن وتزيد من التوتر الإقليمي، وأكد الثلاثة أهمية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وردت بكين مؤكدة أنها «ستقاتل حتى النهاية وبأي ثمن» لمنع تايوان من الانفصال.
٥-تشجيع الهند على اتخاذ مواقف ندية تجاه الصين، بعد رفع دلهي التعريفات الجمركية لحماية صناعتها من الصين
فقد لجأت كوريا الجنوبية لتطبيع التعاون الأمني مع اليابان، وتعزيز التعاون الثلاثي الذي يشمل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وذلك وفق كلمة ألقاها وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي جونغ-سوب، الأحد، في الجلسة العامة لحوار شانغريلا السنوي في سنغافورة، حيث عقدت الجلسة وسط توترات ناجمة عن إطلاق بيونغ يانغ، مؤخراً، صواريخ باليستية واستعداداتها لإجراء تجربة نووية.
وقال الوزير الكوري سوب، إن بلاده تعتزم الدخول في حوار جاد مع طوكيو، معرباً عن نية بلاده أن يتوصل البلدان إلى حلول معقولة بطريقة تتماشى مع المصالح المشتركة للبلدين، في إشارة إلى القضايا التاريخية المتعلقة باستعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية في الفترة بين 1910- 1945، مؤكداً وضع إجراءات مقابلة واضحة مع المجتمع الدولي لمتابعة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
زيادة الحضور العسكري البريطاني في الباسفيك عبر المناورات المشتركة
شاركت قوات من الولايات المتحدة واستراليا واليابان وثمان دول أخرى فى تدريبات مشتركة باستراليا والمياه القريبة منها ، وذلك فى الوقت الذى تتزايد فيه حدة التوتر في منطقة الأندو - باسيفيك .
وقال سكرتير عام مجلس الوزراء اليابانى كاتسانوبو كاتو - في تصريحات صحفية اليوم " إن هذه التدريبات ستؤدي إلى تعزيز تعاوننا من أجل أن تكون منطقة الاندو - باسفيك منطقة حرة ومفتوحة .
ومن جانبه ، قال الجنرال يوشيهايد يوشهايدا رئيس أركان قوة الدفاع الذاتي البرية اليابانية "إن إجراء مناورات برمائية أمر ضرورى للدفاع عن جزر نانسى التى تمثل إحدى أولويات الدفاع بالنسبة لليابان " مضيفا "إن دعم مهاراتنا التكتيكية سيعزز قدراتنا الدفاعية ".
أجرت حاملة الطائرات البريطانية "الملكة إليزابيث" أول توقف لها في اليابان، بهدف إبراز التعاون الدفاعي بين البلدين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، المنطقة التي يزداد فيها حزم الجيش الصيني على نحو متزايد.
وذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية على موقعها الإلكتروني، أن حاملة الطائرات البريطانية تشارك في مناورات مشتركة مع اليابان والولايات المتحدة وهولندا وكندا، لافتة إلى أن حاملة الطائرات حطت في القاعدة البحرية الأمريكية بميناء يوكوسوكا جنوب غرب طوكيو، ومن المقرر أن تبحر الخميس المقبل.