تصاعد المواجهات بين قوات “قسد” و”الوطني السوري”
ارتفعت وتيرة القصف بين قوات الجيش الوطني السوري، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، منذ مساء الثلاثاء، مخلّفًا عددًا من الجرحى، بالإضافة إلى أضرار مادية.
وقالت وسائل إعلام سوريا، إن رتلًا عسكريًا تابعًا للجيش التركي عبر صباح اليوم الأربعاء، الحدود التركية- السورية باتجاه ريف حلب الشمالي لليوم الثاني على التوالي بعد تعزيزات وُصفت بـ”الضخمة” دفعت بها تركيا إلى المنطقة.
وأوضح “الدفاع المدني السوري”، أن قصفًا صاروخيًا مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام و”قسد”، استهدف الأحياء السكنية في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، دون الإعلان عن إصابات.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر “تويتر” عن “تحييدها” 20 مقاتلًا من “قسد” خلال عمليات أمنية نفذتها قوات “كوماندوز” تابعة للجيش التركي، الثلاثاء، ممن كانوا يحاولون “الاعتداء” على مناطق نفوذ “الجيش الوطني” شمالي حلب.
ودفع تصاعد الأحداث الميدانية شمال غربي سوريا، من جديد، العملية العسكرية التركية إلى الواجهة، إضافة إلى تدريبات أجرتها فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، استعدادًا للعملية، وقصف متبادل بين الطرفين بشكل متقطع لا يزال مستمرًا منذ عدة أيام.
أخبار أخرى..
تحذيرات أممية من وقف المساعدات عبر الحدود إلى سوريا
نبّه مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن وقف العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا سيكون كارثياً في غياب أي بدائل، ومن شأنه أن يقوّض الجهود الرامية لمنع وصول الإغاثة إلى غير مستحقيها.
وينتهي التفويض الأممي لإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الى سوريا في العاشر من الشهر الحالي. وتهدّد موسكو، داعمة دمشق الرئيسية، بعرقلة تجديد التفويض عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، وهو ما سبق وفعلته وأدى إلى إغلاق معابر أخرى استخدمتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية.
وأكّد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس لوكالة فرانس برس أنّ "الفشل في تجديد القرار سيكون كارثياً، إذ لا خيار متوفر حالياً يمكن أن يشكل بديلاً عما تقوم به الأمم المتحدة راهناً على مستوى الحجم أو النطاق".
وقال "نحن نعلم أن الأمور باتت أكثر تسييساً هذا العام من السنوات السابقة. فالتوترات شديدة للغاية مع الحرب في أوكرانيا".
ويستفيد 2,4 مليون سوري شهرياً من مساعدات تدخلها الأمم المتحدة، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حمل غالبيتها مواد غذائية.
وتعدّ عملية إيصال المساعدات ملحّة مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع عام 2011 والذي أودى بحياة قرابة نصف مليون شخص وأدى الى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
واحتاج قرابة 13,4 مليون شخص في أنحاء سوريا إلى المساعدة خلال العام 2021، مقارنة مع 11,1 مليون عام 2020، وفق الأمم المتحدة.
ومعبر باب الهوى هو الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب) ومحيطها، من دون المرور في مناطق سيطرة الحكومة السورية. وتستخدمه الأمم المتحدة منذ العام 2014.
وتؤوي المنطقة 4,4 مليون شخص، نزح عدد كبير منهم من محافظات أخرى على وقع المعارك منذ اندلاع النزاع.
وشدد كتس على أن المنطقة تضم "واحدة من الفئات السكانية الأكثر هشاشة في أي مكان في العالم" موضحاً أنه "من الضروري للغاية أن نحافظ على استمرار شريان الحياة هذا".
وفي حال استخدام روسيا حق النقض، فإن من بين البدائل المطروحة إيصال مساعدات عبر دمشق أو تشكيل منظمات الإغاثة الدولية لتحالف يعمل على مواصلة تقديم مساعدات عبر الحدود، وفق ما قال مسؤولو إغاثة بارزون لفرانس برس من دون الكشف عن هوياتهم.
ورفض كتس الإفصاح عن خطط الأمم المتحدة في هذا المجال، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يمكن لها أن تحل مكان آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، والتي تساهم بشكل كبير في التخفيف من المخاطر وفي عملية الإشراف والمراقبة.
وقال المسؤول الأممي "ينصبّ تركيزنا دوماً على ضمان وصول المساعدات الى الناس الذين يحتاجونها والحؤول دون وقوعها بأيدي المجموعات المسلّحة".
وأضاف "من دون دور للأمم المتحدة، ستكون هناك مساءلة أقل وشفافية أقل في عملية الاستجابة الشاملة.. ومن الصعب ضمان ما سيكون الوضع عليه".