برئاسة عربية.. تفاصيل اجتماع تأسيس بنية تحتية للاستعداد للطوارئ النووية الإشعاعية
دائما ما تتأهب الجهود لوضع ترتيبات وقدرات وطنية وعربية وعالمية فعالة للتصدي من أجل التقليل إلى أدنى حد من الآثار الناجمة عن الحوادث والطوارئ النووية والإشعاعية..
اجتماع المسؤولين العرب لتأسيس بنية تحتية للاستعداد للطوارئ النووية:
انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال اجتماع كبار المسؤولين العرب بشأن تأسيس بنية تحتية عربية للاستعداد للطوارئ النووية، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ينظم الاجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الهيئة العربية للطاقة الذرية، وهيئة الطاقة الذرية المصرية كمنظم محلي للاجتماع، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على مدار يومين.
ويهدف الاجتماع إلى إرساء أسس التعاون العربي في مجال الإستعداد والإستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية وكذلك المساهمة في خلق جو من التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات والتجارب بين الدول العربية في مجال الطوارئ النووية والإشعاعية، هذا بالإضافة إلى رفع الوعي على مستوى متخذي القرار بأهمية الرصد الإشعاعي البيئي وخاصة في ظل الظروف الراهنة المضطربة في العالم.
كما يستعرض بعض التجارب في التعامل مع المخاطر النووية والاشعاعية، منها تجربة مجلس التعاون الخليجي وكذلك دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من الحوادث الاشعاعية.
جاءت الجلسة الافتتاحية بكلمة للأستاذ الدكتور سالم حامدي – المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية، ثم تليها كلمة الاستاذ الدكتو عمرو الحاج – رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية، ثم كلمة كارلوس توريس – رئيس مركز الحوادث والطواريء النووية مع كلمة مسجلة من السيد رفائيل جروسي – مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وختاماً، كلمة لأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
وبعد ذلك بدءت الجلسة الأولى بعنوان “سياسات الحد من مخاطر الكوارث والطواريء النووية والاشعاعية في المنطقة العربية”، والجلسة الثانية عن التعاون الدولي في الحد من مخاطر الكوارث النووية والاشعاعية.
وذلك بحضور أعضاء الوفود الدائمة بجامعة الدول العربية بالاضافة إلى حضور مهدي العجمي، رئيس مركز مجلس التعاون الخليجي لإدارة الطواريء، وكذلك السيدة السفيرة شهيرة وهبي، رئيس ألية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية، والأستاذ الدكتور ضو مصباح، المشرف على أدارة الشئون العلمية بالهيئة العربية للطاقة الذرية، والدكتورة مزنة عاصي، الخبيرة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، والدكتورعبد السلام ناديث، الخبير بقسم التعاون الفني بالوكالة الدولية للطاقة الذرية والدكتورة حنان دياب، المنسق الوطني للاجتماع.
وشارك في الاجتماع رؤساء وممثلين من الهيئات النووية بمصر والعديد من المنظمات الدولية هذا بالإضافة إلى وفود الدول العربية التي شاركت في الاجتماع الفني الذي سبق هذا الاجتماع، وتشمل: البحرين والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب والسودان ومصروفلسطين وتونس، ويصل عدد المشاركين بالاجتماع لحوالي مائة مشارك، بالإضافة إلى تواجد إعلامي كبير يصل لحوالي عشرون صحفي وإعلامي من وسائل الاعلام والصحف الرسمية والخاصة هذا بالإضافة إلى مشاركة التلفزيون المصري والإذاعة المصرية في التغطية الاعلامية لهذا الاجتماع الهام.
كلمة مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية خلال الاجتماع:
قال مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، سالم الحامدى، إن المهمة الرئيسية للهيئة هي التنسيق بين الدول العربية في مجال مجابهة الطوارئ النووية والاشعاعية والاستعداد لها وتعزيز البنية التحتية المتعلقة بها لتكون مؤهلة للتصدى لأي كارثة أو حادث نووى أو اشعاعي.
وأكد أن الهيئة تعمل حاليا على إعداد خطة طوارئ إقليمية عربية شاملة للاستعداد والمجابهة لحالات الطوارئ عبر آلية الإبلاغ وتفعيل الاستجابة وطلب المساعدة على المستوى العربي.
كما شدد على أهمية التعاون الدولي، عبر التواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتنفيذ عدد هام من الأنشطة ومساهمتها في تاسيس شبكة للرصد الاشعاعي البيئي والانذار المبكر، موضحا أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دعم مالي معتبر لهذا المشروع.
كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية:
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن وقوع أى حادث نووى أو اشعاعي سوف يترتب عليه مخاطر جمة لها تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية فضلا عن الاثار الصحية المدمرة ذات الاثر الممتد.
وأضاف، في كلمته أمام اجتماع كبار المسؤولين العرب والتي القتها نيابة عنه نائب مدير إدارة الاسكان والموارد المائية شهيرة وهبي، أن المنطقة العربية ليست بمنأى عن هذه المخاطر ليس فقط بسبب وجود منشآت نووية بدول الجوار العربي، ولكن بسبب التوسع في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في المنطقة العربية مما يحتم البدء في وضع سيناريوهات بشأن إحتماليه نشوء طوارىء أو حوادث اشعاعية ووضع خطط للتصدي لها.
وشدد الأمين العام على وعي الدول العربية بأهمية الكوارث و ضرورة إدارة مخاطرها مشيرا إلى القمة العربية للاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، والتي أقرت آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث.
وأوضح أن الاجتماع الحالي يهدف إلى تأسيس بنية تحتية عربية للاستعداد للطوارىء تنفيذا لقرارات الاجتماع الوزاري الأول للحد من مخاطر الكوارث في مايو 2022.
وتابع: هناك حاجة ملحة لخلق حالة من التعاون والتآزر العربي والتنسيق بين الدول العربية في مجال الاستجابة للطوارىء النووية والاشعاعية والعمل على بناء القدرات وتعزيز البنى التحتية الوطنية والإقليمية لتطوير إمكانات الانذار المبكر وتعزيز قاعدة للبيانات وتبادل المعلومات والتجارب بين الدول العربية في كل ما هو نووى واشعاعي والسعي نحو رفع الوعي على كافة المستويات، بما في ذلك على مستوى متخذى القرار.
واستطرد أبو الغيط أن التعاون العربي في هذا الإطار يتجلى في تطوير الشبكة العربية للرصد الاشعاعي البيئي والأنذار المبكر بغرض مواجهة أى حوادث قد تطرأ في المنطقة العربية وهو ما يحتم معرفة إمكانات الدول العربية واستعداداتها وقدرتها على الاستجابة للطوارىء النووية والاشعاعية والاستفادة من التجارب وقصص النجاح وتسليط الضوء على التحديات التي تعيق التصدي لهذه المخاطر.
وعن الحرب الأوكرانية، تناول الأمين العام المخاوف التي أثارتها الحرب الأوكرانية والتكهنات باحتمالية وقوع حوادث نووية أو إشعاعية في ظل التهديد المستمر لوجود مفاعلات على اعتاب المنطقة العربية، مشيرا الى ضرورة التزام الدول العربية باجراءات حقيقية
واختتم أبو الغيط كلمته بأقتراح قيام كل دولة بتحديد منسق وطني للكوارث النووية والاشعاعية ليكون عضوا أساسيا في الالية الوطنية المعنية بالحد من مخاطر الكوارث وتخصيص ميزانية وطنية لبناء القدرات والبرامج والتشريعات لتوفير الاطار القانوني في هذا المجال.
الهيئة العربية للطاقة الذرية:
الهيئة العربية للطاقة الذرية منظمة علمية عربية متخصصة تعمل في نطاق جامعة الدول العربية وتعنى بالعلوم النووية وتطبيقاتها في المجال السلمي كما تسعى إلى تطوير العمل العلمي العربي المشترك ومواكبة التقدم العلمي والتقني العالمي في هذا المجال. كما تهتم الهيئة بخلق وعي علمي وتقني لدى المواطن العربي في العلوم النووية ومجالات استخداماتها السلمية، والعمل على خلق نقلة علمية وتقنية نوعية في مسار التطور الحضاري العربي.
وقد بدأ العمل الفعلي للهيئة العربية للطاقة الذرية في 1989/2/15. ويقع المقر الرسمي الدائم لها في مدينة تونس بالجمهورية التونسية.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الهيئة أربعة عشر عضواً هي: الأردن، البحرين، تونس، السعودية، السودان، سورية، العراق، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، موريتانيا، اليمن، علماً بأن المملكة المغربية في طور الإنضمام للهيئة، والهيئة العربية للطاقة الذرية ترحب بانضمام بقية الدول العربية لها.