بين مكاسب وخسائر.. تفاصيل زيارة بايدن إلى السعودية
سيبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، جولة في الشرق الأوسط بزيارة إسرائيل يوم الأربعاء ثم يتوجه إلى السعودية يوم الجمعة، وهذه هي الزيارة الأولى له منذ توليه منصبه قبل عام ونصف العام.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة وذلك للقضايا التي ستتناولها، وبالطبع لدلالتها المهمة، وتشمل هذه أهداف الجولة إلى" توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي".
وتأتي هذه الزيارة التي كان من المفترض أن تتم نهاية يونيو وتم تأجيلها لالتزامات الرئيس باجتماعات مجموعة السبع وحلف الناتو، وربما بسبب التطورات الداخلية التي حصلت في إسرائيل، وسط ظروف إقليمية ودولية مهمة.
خسارة بايدن
تحتاج أمريكا إلى مساعدة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي فإن خفض مستويات التضخم وأسعار الغاز يعدان على رأس أولويات.
وفي حال فشل زيارة بايدن في تحقيق ذلك فهذا يعني سيطرة الجمهوريين على الكونغرس في انتخابات التجديد، يليها خروج الديمقراطيين من البيت الأبيض في 2024.
وفي الأونة الأخير هاجم بايدن شركات الطاقة الأميركية بسبب عدم استخدام أرباحها القياسية للتنقيب عن المزيد من النفط، إلا أن بناء المزيد من منصات البترول لن يكون كافياً.
وما يحتاجه الغرب حقاً هو أن تزيد كل من السعودية والإمارات إنتاجهما النفطي بملايين البراميل يومياً، للمساعدة في خفض الأسعار وتقليل اعتماد أوروبا على النفط الروسي.
ومن الممكن يلعب كلا البلدين العربيين دوراً استراتيجياً في التخفيف من حدة الصراعات الحالية التي تشمل أميركا وأوروبا وروسيا والصين. بخاصة أن كلاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد يتمتعان بعلاقات جيدة ومؤثرة مع كل من روسيا عبر عضويتها في "أوبك بلس"، والصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، التي من أجلها تعمل بكين على الحفاظ على علاقات ممتازة مع شركائها في الشرق الأوسط. غير أن الزعيمين العربيين سيفضلان البقاء على الحياد إذا لم يلمسا التزاماً أميركياً جاداً بأمنهما ومصالحهما.
مكاسب السعودية من الزيارة
أطلقت المملكة العربية السعودية تحت قيادة ولي العهد رؤية 2030، كإطار استراتيجي للحد من اعتماد المملكة على النفط، وتنويع اقتصادها، وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. ومثلما تدرك المملكة مدى أهمية الدعم الأميركي لنجاح رؤية 2030، فإنه من الأهمية بمكان أن تدرك الولايات المتحدة الفرص التي توفرها هذه المبادرة لعلاقة طويلة ومستقرة مع المملكة.
القضايا الإقليمية
وسيبحث بايدن مجمعة من القضايا الإقليمية، ومن بينها الهدنة في اليمن وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني، بما في ذلك مبادرات البنية التحتية الواعدة وحماية حقوق الإنسان إضافة إلى أمن الطاقة العالمي.
وسيؤكد بايدن خلال اللقاء التزام الولايات المتحدة بأمن الشركاء والدفاع عنهم في وجه التهديدات القادمة من إيران أو غيرها، وفقا للمسؤول.
وسيسعى الرئيس الأميركي لتعزيز الهدنة في اليمن، والتي دخلت أسبوعها التاسع بينما سُيرت طائرات من مطار صنعاء.
زيارة إسرائيل
يزور بايدن إسرائيل الأربعاء، ووفقا لمسؤول أميركي، فإن بايدن نجح عبر الدبلوماسية والعمل مع القادة الإقليميين في إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل التي اندلعت في مايو العام الماضي.
وعملت الإدارة الأميركية مع الكونغرس لتوفير مليار دولار لتجديد القبة الحديدة في إسرائيل، بعد ذلك الصراع، وفقا للمسؤول.
وفي مارس الماضي، مرر الكونغرس أكبر تمويل في التاريخ لإسرائيل، يركز على المساعدات الأمنية ودعم الأنظمة الدفاعية الصاروخية.
ومن المرجح أن يزور الرئيس الأميركي خلال وجوده في إسرائيل منطقة تتواجد فيها هذه الأنظمة، وسيطلع على أحدث تكنولوجيا الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ.
كما سيركز الرئيس الأميركي أيضا على اندماج إسرائيل في المنطقة عبر اتفاقات أبراهام، التي تضم الإمارات والمغرب والبحرين، و"ستعمل أميركا على جعل شركائنا يعملون معا لتحقيق شرق أوسط أكثر ازدهارا".
وخلال الزيارة، سيعقد الرئيس الأميركي قمة افتراضية مع قادة الإمارات والهند وإسرائيل ضمن مبادرة تحت اسم "I2U2".
كما قد يلتقي بايدن رياضيين يهود يشاركون في ألعاب أولمبية في إسرائيل، يتوافق موعدها مع زيارته.
الضفة الغربية
وسيلتقي الرئيس جو بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، وسيؤكد التزامه بحل الدولتين، وسيبحث سبل الحل السياسي والعمل على تحقيق العيش بكرامة وأمن وحرية وازدهار للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ووفقا للمسؤول الأميركي، كانت العلاقات منعدمة بين الإدارة الأميركية السابقة والفلسطينيين، والآن تنخرط واشنطن مع القيادة الفلسطينية بشكل متواصل، مشيرا: "قدمنا نحو نصف مليار كمساعدات إنسانية واقتصادية وأمنية للفلسطينيين".
وأضاف: "سنسعى لتعزيز العلاقات بين السلطة والولايات المتحدة والعواصم الإقليمية والأهم بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين".
إسرائيل تتطلع لسوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية من خلال زيارة بايدن
قال وزير المالية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إنه يأمل أن تقود زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة هذا الأسبوع إلى إنشاء سوق مشتركة بالشرق الأوسط تشمل السعودية.
وردا على سؤال خلال مؤتمر اقتصادي تستضيفه صحيفة كالكاليست عما يتوقع أن تسفر عنه زيارة بايدن، قال ليبرمان "حان الوقت لإنشاء سوق جديدة مشتركة في الشرق الأوسط (تشمل) إسرائيل والسعودية ودول الخليج والأردن. هذا هو التحدي الكبير".
ومضى قائلا "(هذه السوق) ستغير الواقع هنا كليا، في كل من المجالين الأمني والاقتصادي. لذلك آمل أن يكون التركيز خلال زيارة بايدن على إقامة هذه السوق الجديدة في الشرق الأوسط".
وقامت إسرائيل بتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية في ظل حملة دبلوماسية أمريكية في عام 2020 نالت مباركة الرياض. لكن السعودية لم تذهب إلى حد الاعتراف الرسمي بإسرائيل في غياب حل يحقق قيام دولة فلسطينية.
وفي تصريحات منفصلة أمام المؤتمر، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيل إيال حولاتا "من الممكن بالتأكيد بدء الحديث عن التوسيع الممكن لأسواقنا في المنطقة" في إطار جولة بايدن.
وقال ليبرمان إن رؤيته الإقليمية تشمل "طريقا سريعا عابرا للشرق الأوسط من نوع ما" وشبكة للسكك الحديدية تربط الدول والمدن المشاركة مثل إسرائيل والأردن والسعودية والبحرين وأبوظبي ودبي في الإمارات.