كيف رأت القوى السياسية السودانية القرارات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي
أثارت القرارات الأخيرة الفريق البرهان ضجة كبيرة في السودان، وذلك بعد إعلانه عدم المشاركة في الحوار الوطني، تمهيدا لعودة الجيش السوداني وانسحابه من الحياة السياسية.
قرارات البرهان
أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبدالفتاح البرهان، الأربعاء، مرسوما يقضي بإعفاء أعضاء المجلس من المدنيين.
وشمل قرار رئيس مجلس السيادة الانتقالي كلا من رجاء نيكولا عيسى عبد المسيح، ويوسف جاد كريم محمد علي، وسلمى عبدالجبار المبارك، وعبدالباقي عبدالقادر الزبير وأبوالقاسم محمد محمد أحمد برطم.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي قد عقد اجتماعا مع الأعضاء الخمسة وشكرهم على استجابتهم لنداء الوطن والعمل بمثابرة واجتهاد من أجل خدمة المواطنين.
وأعرب عن أمله في استمرار عطائهم في ميادين العمل العام المختلفة، مشيدا بالجهد الكبير الذي بذلوه في سبيل تحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.
ولم يشمل قرار الإقالة أعضاء مجلس السيادة من منسوبي الحركات المسلحة وهم مالك عقار والطاهر حجر والهادي إدريس؛ لأنهم تولوا مناصبهم بموجب اتفاق جوبا للسلام في السودان.
يأتي ذلك بعد أن قرر البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات التي تسيرها آلية ثلاثية تضم الاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (إيجاد)، والهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (يونيتامس).، وذلك بغرض إتاحة الفرصة للقوى السياسية الوطنية.
وقال البرهان إنه بعد تشكيل حكومة مدنية بتوافق القوى السياسية سوف يحل مجلس السيادة نفسه ويتم تكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة، يكون مسؤولا عن مهمة الأمن والدفاع في البلاد.
أكد النائب العام السوداني المُكلف خليفة أحمد خليفة، حماية حقوق الضحايا، وإجراء تحقيق فوري، وشفاف في الانتهاكات التي وقعت في مواكب الثلاثين من يونيو الماضي.
وشدد «خليفة» عقب تشكيله لجنة؛ للتحقيق والتحري في أحداث 30 يونيو على ملاحقة الجُناة، وعدم إفلات أي مُتهم من العقاب وتقديم كل من يثبت تورطه في الأحداث؛ للمحاكمة.
فيما زار الخرطوم و شمال دارفور، عضوي الكونجرس الأمريكى نورما توريس وسارة جاكوبس، بمرافقة أعضاء من بعثة الولايات المُتحدة لدى الأمم المُتحدة مُمثلة فى السفير كريستوفر لو، والوزير المستشار جاك شيرمان.
ومن المُقرر أن يلتقى الوفد أثناء تواجده في الخرطوم مع بعثة الأمم المُتحدة المُتكاملة؛ للمساعدة الانتقالية في السودان، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة من الأحزاب السياسية، والمُنظمات غير الحكومية، والمُجتمع المدني؛ لاكتساب فهم أفضل لعمل الأمم المُتحدة في السودان، بما في ذلك دعمه للعملية السياسية والمساعدات الإنسانية.
الانتخابات أو الحوار
"'هي فعلًا انسحاب وليس مسرحية أو مناورة" بتلك الكلمات المحلل السياسي الطيب أحمد، مبيناً أن ألأزمة أصلًا في قوى الحرية والتغيير محاولة الاقصاء والإستئثار خلقت لها خصومة من داخلها فجماعة قحت الوفاق هي ضمن التحالف العريض الذي قاد الحراك.
وأكد ل"الأمصار"، أن البرهان اراد كسب ماء وجهه والانسحاب من المواجهة ليترك المدنيين والعالم امام خيارين اما الانتخابات أو الحوار في اشارة لإدخال معادلة الاستقرار كضغط على المجتمع الدولي ويكشف ان الازمة مدنية.
طبيعة القوى المدنية
بينما راي الطيب جادة ، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن قرارات البرهان الأخيرة بها نوع من الإبهام ، لأنها لم تحدد القوي المدنية بالتفصيل ، ترك الأمر مفتوح هذا من جانب الخطاب. أما بالنسبة للقوي المدنية في السودان مستحيل أن تتفق مع بعض لأن ساسة السودان لا تهتم مصلحة الوطن بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية فقط.
وأكد جادة ل"الأمصار" أن الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية وصفته بحوار الطرشان ، لأن الآلية الثلاثية لديها ميول واضح لطرف محدد ، لوهيةقوة الحرية والتغيير ذلك هذا الحوار سوف يكون فاشل.
أسباب رفض الشارع السوداني
بينما كشفت نشوى عثمان القيادية في قوى الحرية والتغيير ، أن الشارع السوداني والثوار والتنظيمات المؤثرة لن تثق في مجلس السيادة مرة اخري، والثوار قابلو الرد بالتصعيد الثوري
وأكدت عثمان ل"الأمصار"، أن مجلس السيادة تفاوض مع أحزاب كانت مشاركة النظام البائد وكانت جزء من حكومه البشير والشارع اصلا رافض هذة الاحزاب في العملية السياسية.