الجيل السادس والفضاء.. هدايا الرئيس الأمريكي جو بايدن الاقتصادية للسعودية
تأتي قمة جدة وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية في ظل تحديات أمنية تواجه دول الخليج وخطوة لتحسين العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد أن توترت في بداية ولاية بايدن.
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الرئيس الأمريكي جو بايدن في قصر السلام بجدة، الذي يزور المملكة العربية السعودية لمدة يومين.
وعقد خادم الحرمين لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن المملكة العربية السعودية، ساهمت بشكل كبير في تثبيت ودعم الهدنة في اليمن.
وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد منذ قليل من مقر إقامته في جدة بالسعودية، أنه اتفق مع ولي العهد السعودي على العمل لتعزبز الهدنة الأممية باليمن، بالإضافة إلى العمل على إنهاء حصار تعز ووضع حلول جذرية للأزمة اليمنية.
وكان عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جلسة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحضور عدد من مسؤولي البلدين؛ وذلك لمناقشة عدد من الأمور الشائكة وبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
وكان قد وصل الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، ومن المُقرر أن تستمر ليومين يلتقي فيهما بولي العهد السعودي وبخادم الحرمين الشريفين.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتُعتبر الأخيرة في خطة زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط.
ومن جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتطلع إلى إعادة التوازن في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة وليس الإضرار بها، مشيرًا إلى أن السعودية لم تكن هي من طلبت زيارة بايدن إليها.
وأضاف "نرجح أن زيارة بايدن للسعودية ستسفر عن تدابير إضافية لتعزيز السلام في المنطقة"
وقال سوليفان إن بايدن سيبحث تسريع زيادة إنتاج النفط خلال زيارته للسعودية ويأمل في رؤية تحرك إضافي من أوبك+ في الأسابيع المقبلة.
وأوضح سوليفان "لا ينبغي توقع إعلان بعينه بشأن الطاقة على المستوى الثنائي بين واشنطن والرياض".
أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن الشراكة مع الولايات المتحدة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين.
واستكمل " بن فرحان"، في بيان له قائلا " علاقتنا مع الولايات المتحدة قديمة وراسخة ومستمرة"
وأكد وزير الخارجية السعودي، أن المباحثات التي تمت خلال قمة جدة للأمن والتنمية كانت تصب جميعها في الأمن الإقليمي والعالمي والتكامل الإقتصادي بين دول المنطقة، لافتًا إلى عدم مناقشة زيادة إنتاج النفط.
وتابع :" لا يوجد أي مقترح بتشكيل "ناتو عربي" "
وفي وقت سابق، وقعت السعودية وأمريكا مُذكرة تعاون في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي.
وتعزز المذكرة وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية في السعودية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
يأتي ذلك في ظل دعم المملكة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، بهدف تعزيز منظومة الاقتصاد الرقمي تحقيقًا لأهداف رؤيتها 2030، كما تأتي في خضم الدفع بالعلاقات الاستراتيجية في الجانب الاقتصادي لمستويات أعلى بين الولايات المتحدة والسعودية؛ خاصةً في مجالات التقنية وتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي.
وجرى التوقيع على مراسم هذه الاتفاقية على هامش زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة، حيث مثّل الجانب السعودي فيها وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، بينما مثّل الجانب الأمريكي مدير إدارة الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات NTIA مساعد وزير التجارة للاتصالات والمعلومات آلان ديفيدسون.
الاقتصاد الرقمي
ومن المتوقع أن تُسهم الاتفاقية بشكل كبير في دعم مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي للمملكة، إضافة إلى إيجاد الآلاف من الوظائف؛ وتعزيز مكانة المملكة كقائد إقليمي في تقنيات المستقبل والابتكار.
وتشير تقديرات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) إلى أن العائد الاقتصادي من تقنيات الجيل الخامس ستسهم بقرابة 60 مليار ريال في الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2030، حيث ستحتفظ المملكة صاحبة أكبر اقتصاد رقمي في المنطقة بالحصة الأكبر من هذه المساهمة بتقديرات تصل إلى 18 مليار ريال في الناتج المحلي للمملكة بحلول نفس الفترة، إضافة إلى إيجاد مئات آلاف الوظائف الحديثة في المنطقة من خلال رفع الإنتاجية وإطلاق أسواق جديدة رقمية.
وبموجب المذكرة؛ سيتعاون الجانبان السعودي والأمريكي على تعزيز وتشجيع التعاون في مجالي الاتصالات وتقنية المعلومات والاقتصاد الرقمي من خلال دعم تقنيات الجيل الخامس وحلول التوسع التجاري، والتعاون في البحث والتطوير في تقنيات الجيل السادس.
وتُعد المملكة أضخم سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ40 مليار دولار، وثاني أسرع دولة نموًا في تقرير التنافسية الرقمية حسب المنتدى الاقتصادي العالمي وضمن أسرع 10 دول نموًا في التقنيات المالية والمحتوى الرقمي والتجارة الإلكترونية.
السعودية وأمريكا توقعان 18 اتفاقية في مجالات الفضاء والاستثمار والطاقة
وقع الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة السعودى، ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم فى الولايات المتحدة الأمريكية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة الرئيس جوزيف بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وتأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأمريكية الرائدة، مثل شركة بوينج لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأمريكية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.
كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، اتفاقية (أرتميس) لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة (ناسا)، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.
ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً محورياً للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأمريكية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.
ووقع البلدان، اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما وقعت وزارتا الصحة السعودية والأمريكية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي.