إيران تعتقل عشرات المحتجين بسبب جفاف بحيرة أرومية
أوقفت الشرطة الإيرانية، اليوم الأحد، عشرات المحتجين خلال تجمع على خلفية انحسار منسوب بحيرة في شمال غرب إيران كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، قال قائد الشرطة في محافظة آذربيجان الغربية، رحيم جهانبخش، اليوم الأحد: "تم تحديد وتوقيف عدد من الأفراد المشاغبين والمنافقين الذين لم يكن لديهم غرض آخر سوى تخريب الممتلكات العامة والاخلال بأمن السكان" على هامش هذا التحرك الاحتجاجي.
وذلك بعد أن أفادت وكالة أنباء فارس، أمس السبت، بأن "العشرات نزلوا إلى الشوارع في مدينتي نقده وأروميه احتجاجًا على نقص الاهتمام الذي توليه السلطات في مواجهة جفاف بحيرة أروميه".
وأوضحت أن هؤلاء هتفوا بشعارات منها "بحيرة أروميه تحتضر، والمجلس يأمر بقتلها"، و"بحيرة أروميه عطشى".
بحيرة أرومية
ووفقا لوكالة "فرانس برس"، بدأ منسوب بحيرة أرومية، الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأروميه، بالانحسار منذ العام 1995 بعدما كانت تعد من أكبر البحيرات الشديدة الملوحة في العالم.
وشكل جفاف البحيرة أحد أكبر الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، علما بأن السلطات قالت قبل نحو أربعة أعوام إن البحيرة بدأت باستعادة بعض منسوبها.
وتصب في البحيرة المياه المتأتية من 13 نهرا، وهي منطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة الموقعة في 1971 بإشراف الأمم المتحدة.
وتُعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول محببة خصوصا لدى الطيور المهاجرة، وتضم البحيرة نفسها جنسا متأصلا من الأرتيميا (التنين المائي) فضلًا عن ثروة بحرية كبيرة. كما اعتاش أكثر من ستة ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها. وتتبدل المساحة الإجمالية للبحيرة بدرجة كبيرة تبعا لمستويات المتساقطات وتبخر المياه.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصا في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شح المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها شح كميات المتساقطات في مناطق واسعة من الجمهورية الإسلامية.
أقرا ايضا..
إيران تعتقل ناشطا بارزا واثنين من المخرجين السينمائيين
تقلت السلطات الإيرانية ناشطا إصلاحيا بارزا واثنين من المخرجين السينمائيين بتهمة العمل ضد الأمن القومي، طبقا لوسائل إعلام محلية.
وقالت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء إنه تم اعتقال مصطفى تاج زاده نائب وزير الداخلية الإصلاحي السابق الذي تحول إلى ناشط بتهمة "العمل ضد الأمن القومي ونشر الأكاذيب لتعكير صفو الرأي العام".
وواجهت حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي المتشددة استياء عاما بعد أن أثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية احتجاجات في الأشهر الأخيرة.
وقال تاج زاده، وهو منتقد بارز للحكومة، إنه لا بد من تحمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المسؤولية إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف تاج زاده على تويتر الأسبوع الماضي قائلا: "في ظل الظروف الاقتصادية المؤسفة الحالية واستياء الرأي العام فإن عدم إحياء الاتفاق النووي له عواقب مدمرة ، وتقع مسؤوليته في المقام الأول على عاتق الزعيم".
ولم يتضح ما إذا كان اعتقال تاج زاده مرتبطا بهذه التغريدة.
ويملك خامنئي الكلمة الأخيرة في جميع شؤون إيران ونادرا ما يتم انتقاده، وقد تصل عقوبة التعليقات المهينة له إلى الحكم بالسجن بموجب القانون الإيراني.