"حرب أوكرانيا" نافعة للجزائر.. 7 اكتشافات نفطية ضخمة
اكتشافات وعقود ضخمة حققتها الجزائر منذ بدء الأزمة الأوكرانية، لتكون إحدى أوراقها الرابحة لتعزيز نفوذها في مجال الطاقة عالمياً.
أوراق "مستخرجة من تحت الصحراء" بدأت الجزائر الكشف عنها بالتوازي مع تداعيات الأزمة الأوكرانية وما فرضته من "ورطة طاقوية" لأوروبا التي تعد السوق الأولى للنفط الجزائري، وتضمن له 11 % من احتياجاته الطاقوية، وسط توقعات بأن ترتفع إلى نحو 20 %.
وهي التوقعات الرسمية التي بنيت على مؤشرين اثنين، أولهما استمرار وتيرة الاستكشافات النفطية في الجزائر بهذا التسارع، وثانيها، تواصل "الصراع الغازي" بين أوروبا وروسيا، الذي ألهب أسعار الغاز عالمياً، وجعل من الغاز الجزائري "المبحوث عنه بأي ثمن عند الأوروبيين" بحسب تقارير إعلامية جزائرية وأوروبية.
ونعرض أليكم الاكتشافات النفطية الـ7 التي حققتها الجزائر خلال الأشهر الـ6 الأولى من 2022، والتي تزامنت مع الحرب الروسية في أوكرانيا، وما فرضته من "شح طاقوي" لأوروبا جعلها تستنفر عبر مختلف القارات لتعويض الإمدادات الروسية.
الاكتشافات الـ7
وبالتوازي مع تداعيات الحرب الأوكرانية، سرّعت الجزائر من وتيرة استكشافاتها البترولية والغازية، لتتصاعد معها آمال الجزائر والأوروبيين لأن يكون النفط "منقذ اقتصاديات الجميع"، وهي الاكتشافات الضخمة التي لم تحقق الجزائر مثلها منذ 15 سنة كاملة.
آخر الاكتشافات النفطية، أعلنت شركة سوناطراك النفطية الحكومية في الجزائر، بينها 2 غازية بـ"مجهود محلي" وواحدة بترولية بالشراكة مع إيني الإيطالية".
اكتشاف الغاز المكثف كان بـ"مكمنين" من طبقة الديفوني، وهذا بعد التنقيب الذي قامت به سوناطراك في بئر استكشافي بـ"عين إكر" جنوب غرب - 1 في رقعة البحث عين أميناس 2 بحوض إليزي.
وبلغت معدلات التدفق المسجلة خلال الاختبارات 300 ألف متر مكعب من الغاز و26 م3 / يوم من المكثفات من المكمن الأول و 213.000 م3 / يوم من الغاز و 17 م3 / يوم من المكثفات من المكمن الثاني.
أما الاكتشاف الثاني من طرف سوناطراك وشريكها إيني بعد حفر بئر استكشاف غرد أولاد جمعة غرب -1 ( RODW-1) في رقعة البحث "سيف فاطمة 2" الواقع في المنطقة الشمالية من حوض بركين.
وقد كشفت بئر غرد أولاد "جمعة غرب1"، التي تعتبر الثالثة في حملة الحفر الاستكشافية الحالية في المنطقة المذكورة، عن اكتشاف للنفط الخام في الأحجار الرملية في خزان (TAGI) في التكوين الترياسي.
وخلال اختبار الإنتاج، أنتجت البئر 1.300 برميل / يوم من النفط و 51.000 متر مكعب / يوم من الغاز المصاحب.
وأوضحت سوناطراك بأنه سيتم التكفل بهذين الاكتشافين من خلال تطوير " المسار السريع"، وذلك نظرًا لقربهما من المرافق الحالية لأوهانات و غرد أولاد جمعة.
كما سجلت سوناطراك نتيجة إيجابية ثالثة أثناء حفر بئر ترسيم تامزاية - 3 (TAMZ-3) في رقعة أبحاث تاغيت في حوض بشار ، حيث تم الحصول على إنتاج هام من الغاز أثناء اختبار تكوين خزان الطبقة السييجينة (الديفوني السفلى)
وختمت بالإشارة إلى أن "هذه النتيجة تؤكد وجود إمكانات معتبرة من الغاز في هذا الخزان الغير مختبر سابقًا في منطقة تعتبر محيطا ناشئًا".
أكبر اكتشاف غازي
وأكبر اكتشاف غازي كشفت عنه الجزائر، مطلع يوليو/حزيران الماضي، كان في حقل حاسي الرمل جنوبي البلاد، وأعلنت سوناطراك بأن التقييم الأولي أظهر وجود ما بين 100 و340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، وهي أكبر عملية تقييم للاحتياطات الجزائرية منذ عقدين كاملين.
كما حققت سوناطراك 3 اكتشافات نفطية أخرى منذ بداية العام الحالي، وتقع في منطقة "زملة العربي" الواقعة في "حوض بركين" جنوب شرق البلاد، بتقديرات أولية تصل إلى 140 مليون برميل من النفط، بالتعاون مع شركة "إيني" الإيطالية، وانتجت البئر خلال مرحلة الاختبارات الأولية 7 آلاف برميل من النفط يومياً، و140 ألف متر مكعب من الغاز المصاحب يوميًا، وفقاً لبيانات الشركة الحكومية.
بالإضافة إلى اكتشاف "بئر ترسيم" في منطقة حاسي مسعود الذي يقدر الاحتياطي النفطي به نحو 415 مليون برميل، وهو ما يرفع إجمالي احتياطيات الخام في الحقل إلى 961 مليون برميل من النفط.
وأشارت الاختبارات – وفق بيان لسوناطراك – إلى أن البئر الجديدة أنتجت 5.094 آلاف برميل يوميًا من النفط، و186 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي.
والاكتشاف الثالث كان في منطقة "العوابد" بولاية البيض (جنوب)، في بئر "أولاد سيدي الشيخ" بمعدل تدفق وصل إلى 925 برميلً يوميا من النفط، و6 آلاف و456 مترا مكعبا يوميا من الغاز.
وتسعى سوناطراك إلى ما يصفه خبراء الطاقة بـ"الإنتاج المستعجل"، والذي يتوقع أن يصل إلى 10 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وسط توقعات لأن يرتفع إنتاج الجزائر من الغاز مع نهاية العام الحالي إلى نحو 60 مليار متر مكعب.
وتقدر احتياطات الجزائر من الغاز الطبيعي نحو 2.3 تريليون، فيما يصل حجم استهلاكها الداخلي إلى نحو 45.8 مليار متر مكعب، وتقدر صادراتها الغازية نحو أوروبا بـ34.1 مليار متر مكعب، بينما ترتبط الجزائر بأفريقيا بصادرات تصل إلى 4.8 مليار متر مكعب.