العميد يعرب صخر يكتب: لقد أهنتنا أيها الرئيس
بلسان الكل، وبصيغة المفرد نيابة" عن الجل، أقول ما قل، عله يدل:
أنا الضابط المتدرج في الرتب، خريج مدرسة الكرامة والرجولة، صرح الشرف والتضحية والوفاء، خائض الميادين، حامل اللواء، باذل العطاء بالدماء بسخاء، رمز السيادة والكبرياء والإباء؛ من نذرت نفسي ونكرت ذاتي فداء وطني، من لذت به نهلت منه وذدت عنه، بسهري وسحري دمي ودموعي وعرقي وعروقي، صنت حياضه وحفظت ترابه…
كيف لي أن أفرط بكل ذلك، وأقبل واسكت عما آلت إليه حال وطني؛ وطن استلبته الغربان وعاثت به القرود وسلمت أمره للعملاء والخونة!! وأرضى أن أكون لهم تابع ولأمرهم طائع!! ألحس مبادئي وأرمي مثلي وأدعس قيمي وأهين شرفي؟!! لا والله لم ولن أكون.
يدعوني لذلك رئيس جمهوريتي التي استلبتها الميليشيا وأتت به رئيسا" في غفلة منا عبر نواب غفلة ومسؤولين مغفلين وزعماء غافلين… يدعوني لأكون هامشا" على صفحة بلدي شوه كلماتها وربض في سطورها وهتك دستورها المحتل الأسود. له الصدارة والمكانة ولي الخلفية وعلي التبعية.. لا والله إنها مهانة ما بعدها إهانة.
كان يسميها إرهابا" وصار يسميها مقاومة لأنها سهلت له ومهدت له ثم أوصلته؛ لكنها مهما تقلبت وكيفما تقولبت وحيثما انقلبت، تبقى عندي وستبقى احتلال صريح وإرهاب فصيح. ألم ير هذا الرئيس؟ بلى إنه يرى لكن يتعامى، لأنه وصولي نرجسي أناني شخصاني مهما ترقى وتقلب ومهما بلغ.. وبزيف ما رأى يريدني أن أرى كما هو يرى؛ لا والف لا؛ لا ورب الورى.
وتدعوني أن أقبل هذا المحتل حاميا" لي ومدافعا" عني؟ انك اذا" تشطب الدولة وقواها الشرعية وأولها الجيش الذي رباك ورعاك وأنشأك، ثم صعدت عليه ودست على أجساد الجرحى وتسلقت على أكتافنا وتضحياتنا، وبعدها تنكرت ونقضت ثم رقصت على جثث الشهداء تحتفل رافعا" كأس المحتل.
ما عاش العدو أزهى زمانه إلا بظل هذا المحتل. مقاومة؟ بل انها مقاولة تتاجر بخيراتنا وتسرق ثرواتنا، مقاومة؟ بل مساومة تساوم العدو لتحرس حدوده، تغتال كبار لبنان وتقتل قامات الفكر فيه، ترهب الأوفياء تهجر الشرفاء، وتشرد الطاقات وتطمس الكفاءات، وتأتي بأرخص أنواع البشر فتزرع العملاء وتنصب الخونة نوابا" وزراء مدراء سفراء ورؤساء، عليهم تقود وبهم تسود.
ممانعة؟ ما منعت سوى الخير والنور، وما جلبت سوى الجور والظلام وما ناهضت الا كل نهوض… ومبايعة بايعت كل الشرور.. وها قد صرنا بفضلك وفضلها على هامش الدول وقارعة الأمم، وعلى يديك ويديها تربى الفساد وساد اللصوص وتبوأ الأقزام والإمعة و'ذل الشعب وانعدم القوت و طار المعاش.
كيف أيها الفخامة يا من عطلته العمامة، يستقيم بلد بوجود قوتين، فكيف إذا كانت إحداهما غير شرعية، وقد صنفتها للآن ٦٩ دولة كمنظمة إرهابية بجناحيها السياسي والعسكري، تتلطى بمسمى المقاومة لتضفي لنفسها حجة وجود وتمانع وتناهض كل نهوض للدولة لتفرض نفسها دويلة" تقوم مقامها، فلا المقاومة أدت غرضها وها هي إسرائيل العدو شماعة هذا المحتج تعيش أزهى أيامها ونحن في قعر التردي، ولا الممانعة منعت سوى التقدم والازدهار، وعزلتنا عن أصدقائنا وأشقائنا وجوارنا الطبيعي وبيئتنا العربية ووجهنا الحضاري ومجدنا نضرب به في كل بقاع الأرض.
لذلك؛ فالمقاومة التي تجعل بلدها المأزوم في جحيم وعدوها المزعوم في نعيم، هي إحتلال، ويجب مقاومته… ونحن المقاومة.
أليس كذلك أيها الفخم الرئيس؟؟؟!!!
بذلك؛ إنك الخائن الأعظم، خارق الدستور، هادم الجسور، حليف القاتل حفار القبور.
لعنة الله على هذا الزمن التعيس، الذي فيه استرأس الرخيص وساد الأحمق وعز الخسيس.
إنك تهيننا في كل يوم أيها العميل برتبة رئيس.