مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

دعمتها العراق.. ما هي عملية الضياء الخالد التي يخشى منها خامنئي؟

نشر
الأمصار

لا تزال ذكرى عملية الضياء الخالد، والتي تسمى أيضًا عملية الفخ، الاسم الرمزي الإيراني، يشار إليها بدلا من ذلك باسم عملية فروغ جاویدان، أو المرصاد، بينما يعتبر اسم عملية الضياء الخالد الاسم الرمزي ل‍مجاهدي خلق يؤرق النظام الإيراني.

كانت العملية العسكرية الكبرى الأخيرة في الحرب العراقية الإيرانية، التي نفذتها وانتهت بانتصار حاسم لإيران، وتضمنت العملية هجوما مضادا ناجحا ضد توغل عسكري من العراق في يوليو 1988 شنته قوة عسكرية قوامها نحو 7،000 مقاتل من مجاهدي خلق. وكان مقاتلو مجاهدي خلق مسلحين ومجهزين وحصلوا على دعم جوي من الجيش العراقي. بدأت عملية مرصاد بقيادة الفريق علي صياد شيرازي في 26 يوليو 1988 ولم تستمر سوى بضعة أيام، حيث سحقت القوات المسلحة الإيرانية مجاهدي خلق في ما كان آخر عملية عسكرية لها أي أهمية كبيرة خلال الحرب.

ملف:Mersad.jpg

وقبلت إيران والعراق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598، الذي سينهي الحرب في 8 أغسطس 1988. بيد ان جماعة مجاهدى خلق المسلحة التي يدعمها العراق انتهزت الفرصة لمهاجمة وسط إيران قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. هزم الجيش الإيراني الهجوم بشكل حاسم.

في 20 يوليو 1988 كانت الحرب الإيرانية العراقية على وشك الانتهاء بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598، وكانت إيران قد منيت بهزائم كبيرة في جنوب العراق خلال معركة الفاو الثانية و‌عمليات توكلنا على الله وكذلك على طول الجزء الأوسط من الحدود داخل إيران، وكانت تفكر في قبول وقف إطلاق النار. 

عملية الضياء الخالد

 

وفي 26 يوليو 1988 أي بعد ستة أيام من اعلان روح الله الخميني قبوله رسميا لقرار الامم المتحدة بوقف اطلاق النار وبعد ان شهد انتصارات عراقية في الأشهر الماضية، تقدم مجاهدي خلق تحت غطاء جوي عراقي كثيف عبر الحدود الإيرانية من العراق، وتقدمت لمسافة تصل إلى 145 كلم (90 ميل) وعلى طول الطريق استولت وهدمت ارض بلدة إسلام أباد غرب الإيرانية. ومع تقدمها نحو إيران، أوقف العراق دعمه الجوي وقطعت القوات الإيرانية خطوط الإمداد التابعة لجيش التحرير الوطني (أي قوات مجاهدي خلق) وشنت هجوما مضادا تحت غطاء الطائرات المقاتلة والمروحيات الحربية.

وكشف تقرير أعدته المقاومة الإيرانية، أنه طغى القلق من المصير الذي ينتظر نظام الملالي على احيائه الذكرى السنوية لنجاته من السقوط في عملية الضياء الخالد ليتحول النواح والشكوى من خطر العدو إلى تحذيرات من المستقبل الئي ينتظر حكم الولي الفقيه. 


 

عمليات ”الضياء الخالد“ الكبيرة

 يتذكر بهمن ريحاني قائد لواء الحرس في كرمانشاه عملية الضياء الخالد قائلا ان هجوم مجاهدي خلق كان كالعاصفة، ويشير عضو مجلس الشورى . نوروزي الى قتال “آلاف المجاهدين مع المئات من ناقلات الأفراد حتى بلوغ عمق 30 كيلومترا في كرمانشاه”   ويستذكر  أسدالله ناصح أحد قادة الحرس في ذلك الوقت هتاف مجاهدي خلق “اليوم مدينة مهران غدا طهران، مؤكدا على ان مجاهدي خلق رأوا الفرصة المناسبة لإبادة النظام، فيما يتساءل  علی  فدوي نائب القائد العام للحرس عن حجم الأذى الذي سببه و يسببه “مجاهدي خلق الذين نجوا في عمليات الضياء منذ أن كانوا في العراق حتى ذهابهم إلى ألبانيا” مشددا على مخاطر كثيرة يتعرض لها النظام في الفضاء السيبراني، وبفعل قضية الحجاب التي انتشرت كحرب  من قبل الشعب ضد النظام. 

 دق رئيس مجلس الشورى الحرسي محمد باقر قاليباف نواقيس الخطر قائلا ان مجاهدي خلق أكثر عداء للنظام من العدو الأجنبي، في ذكرى عملية الضياء الخالد، حيث بث الجيش خامنئي بيانا بالمناسبة محذرا من المخاطر الراهنة حيث “نتلقى صفعات مهلكة تلهب وجه النظام، لكن الجيش والحرس بقيادة خامنئي في يقظة تامة ولا يترددان للحظة في حماية النظام” وقال  وزير الداخلية احمد وحيدي “ان العدو يشن حربا شاملة ضدنا، واسعة الانتشار، لها أبعاد مختلفة، بدء من  الأمني إلى الدمار، وركوب موجة السخط الاجتماعي، وإشعال الإنتفاضات والثورات”. 

 علق خامنئي قائلا “إلهي لا تجعل هذه السنة كسنة 1981” معترفا مرة أخرى بوقوع نظامه في دوامة السقوط، ووصل الأمر ببعض أفراد النظام الذين واجهوا ضربات السيف للاعتراف بانهم هُزِمُوا في الحرب الناعمة، وفي التشكيك بالعدو وقدراته. 


 

ملحمة ضياء الخالد الكبيرة

ظهرت مفاعيل الكابوس الذي تمثله ملحمة الضياء لنظام الملالي اكثر من اي وقت مضى، لعدد من الاسباب، بينها الحدة غير المسبوقة من الكراهية والسخط الاجتماعي التي تجعل من نشوب الانتفاضة الكبرى أمرا مرتقبا، انتشار وحدات المقاومة وتكثيف حدة عملياتها كما ونوعا،  فشل استراتيجية جلب جلاد 1988 ابراهيم رئيسي لترويع المجتمع لدرجة تحول هتاف ” الموت لرئيسي” الى الشعار الاكثر تداولا وانتشارا خلال الاحتجاجات، ولا تقل الإخفاقات الدولية للنظام عن هذه العوامل. 

تظهر طبيعة حضور ذكرى ملحمة الضياء الخالد في ايران هذا العام ذعر نظام الولي الفقيه من قدرة مجاهدي خلق على البقاء وتفعيل ادوات المواجهة، حالة الافلاس والهشاشة التي وصل اليها الملالي، ومدى قلقهم من المرحلة المقبلة، وكلها مؤشرات على قرب التغيير.