سامر الساعدي يكتب: العراق إلى أين؟
تسود حالة من الاستياء الشعبي لدى المواطنين؛ بعد الانتخابات والتي من المفترض أن تنتج هذه الانتخابات حكومة وبرلمان جديدين وانتظار مرتقب من قبل المواطنين، لتشكيل هذه الحكومة والتي كسابقاتها يتم ولادتها ولادة عسيرة؛ يتطلع الناس الى توفير الخدمات والأمن والسكن والقضاء على الفقر والبطالة، ويتحقق بذلك الازدهار الاقتصادي، والقضاء على الفاسدين والمفسدين وإصلاح النظام السياسي والإقتصادي.
إنهاء الطائفية والتمييز وتوظيف الكفاءات والاهتمام بالجانب الصحي من أولويات مطالب الجماهير، والاهتمام بالشباب والرياضة، وليس فقط بناء الملاعب وتأهيل المدارس والتخفيف عن كاهل المواطن، كتخفيف نظام الضرائب و تفعيل قانون حقوق الإنسان.
المطالب الشعبية
المطالب الشعبية مطالب مشروعة فمنذ عام 2005 لم تنفذ أي من تلك المطالب؛ وما خلفتها الحرب على داعش بعد تحرير المدن، يتحتم على الحكومة إعادة أعمار تلك المدن، وإعادة النازحين الى ديارهم وإغلاق المخيمات، كل هذه الأمور خلقت ازمة كبيرة، بين المواطن والدولة؛ وساد انعدام الثقة، بسبب سياسة التهميش والوعود الكاذبة والحلول الترقيعية وعدم جديه الدولة للحلول الوافية والشافية للجماهير.
إن عدم تمرير أي قانون يخدم المواطن، في السلطة التشريعية، والاقتصار على تمرير قوانين تخدم مصالحهم وتعديل رواتبهم وتخفيض رواتب الموظفين، لذلك دائماً تتعرض الحكومة الى المنافسات والتقاطعات كل أربع سنوات وذلك لعدم قناعة الناس وعدم رضىاهم على الأداء الحكومي، من جهة أخرى وبما أن الحكومة لم تتشكل، فأن هذا الامر مدعاة سرور للبعض من المتنفذين في الحكومة، فالبعض يعمل على تشكيل حكومة طوارئ أو إنقاذ وطني (والعاقل يفتهم)!
الى ألان لم يطرح اسم رئيس الوزراء؛ ويصعب التكهن والتنبؤ في المرحلة الانية باسم رئيس الحكومة، ومن هذه الاستنتاجات يبدوا الأمر صعبا جدا، على اي محلل او كاتب او عراف! على ان يكشف ما يدور خلف الكواليس ومن هو المخرج او المنتج او الممثل او الكومبارس
يدور الحديث حول شخصية رئيس الوزراء القادم اهو مستقل أو من الكتل السياسية او من غير الكتل والأحزاب وهل يتمتع بمعايير المرجعية الرشيدة ويحمل مواصفات شخصية رئيس الوزراء القادم ويكون حازم وقوي ونزيه ومستقل ويتمتع بحرية اختيار الكابينة الوزارية متخذاً الكفاءة والنزاهة والوطنية معياراً، ويجب أن يكون متفاهماً مع الكتل السياسية اجمع لإنجاح العملية السياسية وخروج البلد من الأزمات والاسراع بالحلول الواقعية والبناءه.
وليس بعيدا ان يكون تفاهم او تشاطر في الآراء بين الكتل الكبيرة الفائزه، للذهاب الى اتفاق في اطار الفضاء الوطني وان يتم ذلك بعيدا عن تحالفاتهم، او شرط ذلك وتتقارب الافكار والرؤى، وفق متبنيات تحالف الكتل الكبيرة والتي تصب في روافد مصالح الشعب، ونضيف الى ذلك، من كل التنقلات والتنافسات والمناغمات التي تطفو في شواطىء المتنفذين عل اكمال العمليه القيصريه للمنهاج الحكومي الذي يتجانس مع مصالحهم لا يمكن ان ينفذ هذه المرة وذلك لان الشعب قال كلمته كلا للفاسدين.
ويبقى بصيص الأمل موجود، ونافذة التأمل موجودة لدى الشعب، في طله مشرقه جديدة على البلاد ومواطنيه بالتعافي والتآم الجروح وجبر الكسور، من خلال مستقبل قادم أفضل بإذن الله عز وجل وبوجود كتله انبثقت من أصوات شعب صابر ومقبل للتغير من خلال هذه الكتلة المدافعة عن حقوقهم وعن شهدائهم الذين رسموا خارطة الطريق بدمائهم وعدم الاستجابة الى ضغوطات ومغريات الجانب الامريكي؛ في التدخل بتشكيل الحكومة ورفضهم ورفضنا لهذه التدخلات في الشوؤن الداخلية للبلد.
فالشعب هو من يقرر، انه زمن العراق انه زمن القرار، زمن الخدمات زمن التصحيح وتعديل المسار وتوحيد الكلمة، نبني بالشباب نبني بالرجال نبني بالقيم نبني بروح الفريق الواحد نبني بالتآلف والمحبة.