"واشنطن تايمز" الأمريكية تنتقد تعاون العراق المتنامي مع الصين
انتقدت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية تعاون العراق المتنامي مع الصين، محذرة من أن بكين تستخدم "القوة الناعمة" للتغلغل في الاقتصاد العراقي وخاصة في القطاع النفطي، وذلك في غياب الاهتمام الأمريكي، مستفيدة من علاقتها مع الميليشيات العراقية وأجواء الفساد القائم في البلد.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، انشغلت الصين في استغلال موارد العراق الغني بالنفط، وذلك من خلال التحالف مع الميليشيات من أجل اكتساب موطئ قدم في قطاع النفط المربح.
وبعدما لفت التقرير الأمريكي إلى أن الصين بذلت ثلاث محاولات حتى الان من أجل السيطرة على الموارد النفطية للعراق، أوضح أن وزارة النفط العراقية هي التي أحبطت كل هذه المحاولات.
وعلى سبيل المثال، أشار التقرير إلى أن شركة "لوك أويل" الروسية وعملاق النفط الامريكي "اكسون موبيل" حاولتا بيع حصصهما في حقول رئيسية لشركات تدعمها الحكومة الصينية، إلا أن وزارة النفط العراقية كانت تتدخل لتحول دون حدوث ذلك.
وتابع أن شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية كانت تفكر أيضًا في بيع حصة لشركة صينية، إلا أن المسؤولين العراقيين اقنعوها بخلاف بذلك.
وحذر التقرير من أنه لو أن الصين كانت نجحت في ذلك، فربما كانت اطلقت عملية "نزوح" من جانب شركات النفط الدولية العملاقة، وهو ما كان سيترك العراق مفتوحًا أمام إستحواذ اكبر من جانب الصين، مشيرًا إلى أن مسؤولي الحكومة العراقية اعربوا فعليًا عن قلقهم العميق إزاء الوتيرة السريعة التي تحاول بها بكين السيطرة على العراق.
ولفت التقرير إلى تظاهرة جرت مؤخرًا بالقرب من المقر الرئيسي لشركة نفط صينية في محافظة ميسان في الجنوب، معتبرًا أنها تسلط الضوء مجددًا على القلق العراقي المتزايد إزاء التوسع الصيني في قطاع النفط.
ونقل التقرير عن مركز الأبحاث "جيوبوليتيكا" الإيطالي قوله، أن الصين تستغل الفراغ الأمني الذي ظهر بعد الإنسحاب الأمريكي من العراق، وأن شركات الصين تقوم بالتحالف مع الميليشيات لتحقق موطئ قدم قوي لها في صناعة النفط العراقية.
الصين أبرمت خلال العام 2021 صفقات بقيمة 10.5 مليارات دولار في قطاع البناء بالعراق
كما نقل التقرير عن صحيفة "فاينانشيال تايمز" قولها، ان الصين أبرمت خلال العام 2021 وحده، صفقات بقيمة 10.5 مليارات دولار في قطاع البناء في العراق، مضيفا ان العراق ثالث اكبر مصدر للنفط الى الصين، يظهر حرصه على تأمين الاستثمارات الصينية في تطوير البنية التحتية لان الكثير من الشركات الامريكية والاوروبية مترددة في وضع استثماراتها بسبب الفساد المتفشي والميليشيات التي تستهدف قوات التحالف الامريكية والمصالح الغربية.