من الاتصالات لقوات الحرس.. عمليات شباب الانتفاضة الإيراني شوكة في حلق خامنئي
لا تهدأ عمليات شباب الانتفاضة الإيراني ضد نظام طهران، حيث تقع كل فترة عمليات نوعية جديدة تستهدف مراكز حيوية في إيران، وكانت العمليات الأخيرة تستهدف وزارات حيوية في الداخل الإيراني.
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات
كشف تقرير صادر عن المقاومة الإيرانية، أنه في الساعة 2115 من مساء الأربعاء 14 سبتمبر، هاجم شباب الانتفاضة الإيراني "وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات"، مركز التجسس والحجب والرقابة على الإنترنت في نظام ولاية الفقيه. واجب هذه الوزارة؛ حجب اتصالات المواطنين وتوفير التسهيلات الفنية للتجسس وتعقب المعارضين ووحدات المقاومة من قبل قوات الحرس وقوات الشرطة ووزارة المخابرات.
وكلف خامنئي هذه الوزارة التي هاجمها شباب الانتفاضة الإيراني بمهمة إنشاء شبكة اتصالات تحت عنوان "الإنترنت الوطني" تسيطر عليها قوات الحرس الإيراني ووزارة المخابرات بشكل كامل، بحيث سيمر أي اتصال بالإنترنت مع العالم من خلالها وتحديد ورصد القوى المعارضة لحكم الملالي.
وتعمل هذه الوزارة التي هاجمها شباب الانتفاضة الإيراني بشكل وثيق مع قوات الحرس الإيراني ووزارة المخابرات وكان لها دور مباشر في قطع الإنترنت الدولي في إيران خلال انتفاضتي ديسمبر2017 ونوفمبر 2019. وانقطع الاتصال بالإنترنت تمامًا لمدة 5 أيام في انتفاضة نوفمبر 2019، واستغرقت العودة التدريجية 17 يومًا.
بمجرد حدوث أي انتفاضة، ستتخذ هذه الوزارة إجراءات لإضعاف أو قطع اتصالات الإنترنت في المنطقة المقصودة، وفي حالة حدوث انتفاضات أكبر أو انتفاضات وطنية؛ يمتد انقطاع أو إبطاء اتصالات الإنترنت إلى جميع أنحاء إيران.
تتمثل المهمة الرئيسية لعيسى زارع بور، وزير الاتصالات في حكومة رئيسي، الذي جاء إلى هذه الوزارة من السلطة القضائية، في تنفيذ خطة النظام لتعطيل الإنترنت العالمي داخل إيران وحجب كامل للشبكات الاجتماعية.
مقر قوات الحرس
هاجم شباب الانتفاضة الإيراني مقر قوات الحرس المعروف بصاحب الأمر في محافظة قزوين في الساعة 2145 من مساء الخميس 8 سبتمبر/ أيلول.
وتورطت هذه القوات الدموية وقادتها في قمع وقتل شباب الانتفاضة ومواطني قزوين ومدن أخرى في هذه المحافظة واعتقالهم خلال انتفاضتي 2017 و 2019. وقامت بقتل وجرح عدد كبير من الشباب واعتقالهم. كما تعرض المعتقلون للتعذيب في معتقلات سرية تابعة لقوات الحرس نفسها ولا تتوفر معلومات عن بعضهم حتى الآن.
هجمات فردية
عاقب شابان في مدينة قم اثنين من الملالي، يوم الأربعاء، 31 أغسطس 2022 بضربهما بأنابيب حديدية.
كما ردَّت سيدتان مواطنتان كما يجب، في وقت سابق، وتحديدًا في يوم الأحد، 28 أغسطس 2022، في مجمع مصطفوي التجاري بشيراز، على مضايقات سيدتين على يد المرتزقة الحكوميين.
وفي أحدث حادثة مماثلة وقعت في زنجان، تلقى المعمم الحكومي الذي أزعج سيدتين مواطنتين بحجة ضرورة ارتداء الحجاب؛ الرد الحاسم منهما، وعلِمت وسائل الإعلام المنتمية لولاية الفقيه بصخب النساء على وجه السرعة. (الجمعة، 2 سبتمبر 2022).
والحقيقة المؤكدة هي أن هذه الأحداث الـ 3 التي وقعت خلال 5 أيام فقط، وحظيت برد فعل كبير في وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي؛ تبعث للجميع برسالة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!
تتجلى الرسالة الأولى في زئير أهالي همدان الذين صرخوا بصوت عالٍ في التجمع الاحتجاجي احتجاجًا على شُح المياه، مرددين هتاف: “إن هذا الوطن لن يكون وطنًا ما لم يتم كفن الملالي”.
وتتجلى شدة غضب الشباب وكراهيتهم، وضغينة نساء الوطن الطويلة الأمد لنظام الملالي؛ بوضوح في الهتاف المذكور وفي الأمثلة المذكورة أعلاه التي تحدث كل يوم في زاوية ما من زوايا المدينة، وهي الشرارات التي من الممكن أن تتحول إلى نار تلتهم الملالي.
إن قول المعمم أحمد خاتمي، في الآونة الأخيرة، في مسرحية صلاة الجمعة في طهران: “لقد سقط رجال الدين من الأنظار ولم يعد لهم قيمة” ليس من فراغ. (موقع “انتخاب” – 30 يونيو 2022).
وقال المعمم الحكومي المذكور، المعروف في الفضاء الإلكتروني بـ “سلطعون نظام الملالي”، قبل ذلك في قزوين: ” جاء إليّ بالأمس طالب من قم وقال إنهم قاموا بالاعتداء على الطالب الفلاني جسديًا. فسألته: مَن؟ قال: المواطنون. قلت له: لا تقل المواطنون مرة أخرى”.
بإلقاء نظرة عامة على ردود فعل المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد الأحداث الأخيرة، ندرك بوضوح أنهم يرحبون بمثل هذه الأحداث إلى حد كبير، لدرجة أن نشر تقارير حول ضرب اثنين من الملالي في مدينة قم، على سبيل المثال، أصبح مصدرًا لسعادة المواطنين وإطلاقهم النكات على شبكات التواصل الاجتماعي.
الدور البارز للمرأة
نظرًا لأن الفتيات والنساء الإيرانيات يتعرضن للاضطهاد والقمع المفرط بموجب القوانين التي تتجاهل المساواة، وبموجب طبيعة ولاية الفقيه المناهضة للمرأة؛ فإنهنّ يلعبن في هذه الأثناء، دورًا بارزًا لا غنى عنه في الصفوف الأولى لمحاربة الملالي، خاصة وأن أحد الأسس الثابتة للقمع والترهيب والترويع الاجتماعي هو قضية الحجاب التي فبركها الملالي”.
لذلك، بات من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن أي إجراء يرمي إلى شجْبْ هذا “الاتجاه” الحكومي الجائر أو رفضه أو معارضته سيصبح “صراعًا” شئنا أم أبينا. حتى أنه ليست هناك حاجة لمناقشات سياسية حادة ومعقدة؛ نظرًا لأن حكومة الملالي المخزية هي التي رهنت عمليًا بنفسها تنفسها الصعداء بفرض ارتداء الحجاب الإجباري على المرأة الإيرانية. وبالتحايل الفاضح لا يطلقون عليه “اتجاه سياسي” فحسب، بل يطلقون عليه “اتجاه أمني”. وهذا يعني أن معارضة الحجاب الإجباري ستؤدي تلقائيًا في أعماقها بالضرورة إلى معارضة حكم ولاية الفقيه.
بعبارة أخرى، يمكن القول إن كل ما ينطوي على رائحة الصمود ومقاومة الملالي المناهضين للمرأة هو سبب رعب نظام الملالي وهو الكابوس المفزِع له. كما أن قيام النساء بسحق العمائم المزيفة تحت أقدامهن يُعتبر أحد مظاهر المقاومة الاجتماعية للمرأة ضد نظام ولاية الفقيه المعادي للتاريخ. ويُعتبر ضرب تحريم الوحش المعمم بعرض الحائط، أي معاقبة المعممين الذين لا يرحمون صغيرًا ولا كبيرًا؛ من مظاهر مقاومة الشباب وصمودهم في مواجهة النظام الفاشي المناهض للمرأة.
المقاومة هي كابوس نظام الملالي
إن ما يكمُن في كل هذه الأخبار البعيدة والقريبة ليس إلا عنصر “المقاومة”. فهي العنصر النقي الذي يحمل رايته مجاهدو خلق ويتمسكون به ويقودنه طوال فترة الحكم الإجرامي للملالي الأشرار.
وتزداد روح المقاومة التي يحمل رايتها مجاهدي خلق تلألؤًا كل يوم بشكل غير مسبوق، في المشهد الاجتماعي الإيراني اليوم. والدليل على هذا الادعاء هو وحدات المقاومة وتأثيراتها على الشباب والمنتفضين الذين حرَّموا النوم على عيون الغول الكهنوتي، وهزَّوا أركانه بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
إن تحوُّل كل شاب إيراني من شخص محبَط ومضطهد وسلبي إلى شخص قوي وشجاع إلى حد بعيد؛ لهو الكابوس الأكبر الذي يفزِع خامنئي والقائمين الحكوميين على قمع المواطنين.