انفصال القائمة العربية المشتركة.. ما هو مستقبل الانتخابات الإسرائيلية القادمة
فاجأ العالم قرار القائمة العربية المشتركة للأحزاب ذات الأغلبية العربية في وقت متأخر من يوم الخميس، أنها ستخوض الانتخابات المقبلة كفصيلين منفصلين، في خطوة مفاجئة في الساعة الحادية عشرة أدت إلى تغيير المشهد السياسي الإسرائيلي ويمكن أن تضعف بشكل كبير التمثيل العربي في الكنيست بعد انتخابات نوفمبر.
وجاء قرار الانفصال في القائمة العربية المشتركة إلى قائمتي الجبهة-العربية للتغيير والتجمع قبل ساعة واحدة فقط من تسليم القوائم الحزبية النهائية إلى لجنة الانتخابات المركزية، وبعد يوم واحد فقط من موافقة الفصائل الثلاثة على الترشح مرة أخرى كقائمة مشتركة.
مع اقتراب الموعد النهائي في منتصف الليل لتقديم الأحزاب قوائمها، تراجع حزب التجمع عن قراره بإعادة الانضمام إلى تحالف القائمة العربية المشتركة، مشيرًا إلى خلاف حول التناوب على أحد مقاعده في القائمة مع الجبهة والعربية للتغيير.
ويعني انفصال القائمة العربية المشتركة أن الأصوات من مجموعة صغيرة إلى حد ما من الناخبين العرب ستتقسم على الأحزاب.
ومع توقع حصول القائمة المشتركة على ستة مقاعد قبل الانفصال، سيكون من الصعب على الجبهة-العربية للتغيير أو التجمع الحصول على 3.25٪ من الأصوات في البلاد – أي ما يعادل أربعة مقاعد – اللازمة لدخول الكنيست.
وأكملت الأحزاب الأربعين المتبقية التي قدمت قوائم المرشحين لانتخابات 1 نوفمبر خلال اليومين الماضيين العملية بدون مفاجآت، على الرغم من أن حزب “البيت اليهودي”، الذي تقوده الآن وزيرة الداخلية المنتهية ولايتها أييليت شاكيد، قدم قائمته بوقت متأخرًا نسبيًا.
وكان تحالف “الصهيونية الدينية”، الذي يضم فصيل “عوتسما يهوديت”، قد أضاف حزب “نوعام” اليميني المتطرف المناهض للمثليين إلى قائمته في اللحظة الأخيرة قبل تقديمها يوم الأربعاء.
وكان يمكن لحزب العمل و”ميرتس” إحداث الضجيج من خلال توحيد الأحزاب اليسارية، لكن رفضت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي بثبات ضغط رئيس الوزراء يائير لبيد، الذي سعى إلى تحقيق التحالف لحماية أحد الحلفاء المحتملين من الفشل في تجاوز العتبة الانتخابية.
ويُنظر إلى حزب التجمع، وهو حزب قومي فلسطيني متشدد، على أنه العنصر الأكثر احتمالاً في القائمة المشتركة السابقة للخروج من المشهد السياسي بعد خروجه من القائمة العربية المشتركة، على الرغم من أن فصيل الجبهة-العربية للتغيير قد يكافح أيضًا لكسب ما يكفي من الأصوات.
ومن المتوقع أن يكون للانفصال تأثير كبير على الساحة السياسية، مع انقسام المعسكرات التي تدعم أو تعارض زعيم الليكود بنيامين نتنياهو بشكل متساوٍ تقريبًا قبل الانتخابات، التي يُنظر إليها، مثل أربعة الجولات السابقة، على أنها استفتاء بشأن رئيس الوزراء السابق.
إضعاف فصيل الجبهة – العربية للتغيير من شأنه أن يحرم لبيد من مقاعد الكنيست الحاسمة التي تعارض عودة كتلة نتنياهو الدينية اليمينية إلى السلطة. وفي الوقت نفسه، من المرجح الآن أن ينضم فصيل الجبهة – العربية للتغيير إلى حكومة يرأسها لبيد، وهو احتمال طرح في العام الماضي لكنه لاقى الرفض بسبب معارضة حزب التجمع. ومع ذلك، سيتطلب هذا السيناريو أيضًا الموافقة على مثل هذه الشراكة من قبل شركاء لبيد الأكثر تشددًا.
هذا ثاني انقسام في جولتين من الانتخابات يؤدي إلى شرذمة القائمة المشتركة، بعد انفصال القائمة العربية الموحدة في عام 2021 حيث سعت إلى الاندماج بشكل كامل في الساحة السياسية. وكان من المتوقع أيضًا أن تفشل العربية الموحدة في تجاوز العتبة الانتخابية، ولكنها تحدت التوقعات بالفوز بأربعة مقاعد، وصنعت التاريخ لاحقًا من خلال الانضمام إلى حكومة لبيد ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.
ومن المتوقع أن تنخفض مشاركة الناخبين العرب أكثر مع تفكك القائمة المشتركة، على الرغم من قول كلاً من فصيلي الجبهة – العربية للتغيير والتجمع إنهما سيعملان على زيادة إقبال الناخبين.
وكان زعيم حزب التجمع سامي أبو شحادة قد دفع لزيادة نفوذ الحزب داخل القائمة المشتركة، وسط تراجع التأييد من الشارع العربي.
عضو الكنيست سامي أبو شحادة يتحدث خلال اجتماع لفصيل القائمة المشتركة في الكنيست في القدس، 24 يناير 2022 (Olivier Fitoussi / Flash90)
وفي اتفاق تم توقيعه مع الجبهة يوم السبت، كان من المقرر أن يحتل أبو شحادة المركز الثالث في القائمة المشتركة.
وكان من المفترض تخصيص المركز السادس في القائمة لعضو كنيست عن التجمع، وأن يتم التناوب عليه لاحقًا مع نائب من إحدى القوائم الأخرى.
وسعى حزب التجمع للتناوب مع العربية للتغيير فقط، بدلاً من إضافة الجبهة إلى التناوب، وتقليل الوقت الذي يشغل فيه كل نائب المقعد، لكن لم تتمكن الأطراف من التوصل إلى تسوية.
ووفقًا لبنود الاتفاقية التي تم إلغاؤها الآن، كان من المفترض أن تحصل الجبهة على ثلاثة من المقاعد الخمسة الأولى، مع حصول كل من التجمع والعربية للتغيير على مقعد واحد.
ومن غير الواضح عدد المقاعد التي سيشغلها فصيل العربية للتغيير في القائمة الجديدة.
وقال أبو شحادة، دافعا رسالة التجمع المتشددة، إن الحزب سيدفع باتجاه إقامة دولة إسرائيلية فلسطينية ثنائية القومية إذا نجح بمحاولته الفردية للعودة إلى الكنيست.
“إنها فكرة دولة لكل مواطنيها على أساس العدل وحقوق الإنسان”، قال بعد أن قدم فائمة حزبه للترشح المستقل.
وتم تشكيل القائمة المشتركة لأول مرة في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2015 بعد رفع عتبة التصويت إلى أربعة مقاعد، أكثر مما تمكن أي حزب عربي من الحصول عليه بمفرده. وخلق التحالف زواجًا غريبًا بين الشيوعيين والقوميين والإسلاميين، الذين أجبروا على العمل معا من أجل الاحتفاظ بالنفوذ السياسي، لكن الخلافات والانقسامات كانت تطارد الحزب منذ انشائه.
وتشارك نحو 13 قائمة حزبية عبر الأحزاب الإسرائيلية في انتخابات الكنيست المقبلة، وسط منافسة بنيامين نتنياهو رئيس حزب «الليكود» وزعيم المعارضة، من أجل العودة لمنصب رئيس الحكومة.
الليكود
ضمت قائمة حزب الليكود الإسرائيلي 40 شخصًا من أجل المنافسة في انتخابات الكنيست المقبلة في الأول من شهر نوفمبر، وترأسها نتنياهو.
واحتفظ نتنياهو بخمسة أشخاص من المقربين له في قائمة الليكود الانتخابية، منهم أعضاء سابقون في الكنيست عبر أحزاب يمينية أخرى، أبرزهم: عميخاي شيكلي في الترتيب الـ14، وعيديت سليمان في الترتيب الـ16.
هناك مستقبل.. حزب رئيس الوزراء
ضمت قائمة حزب “يش عتيد- هناك مستقبل”، الذي يتزعمه يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نحو 30 مرشحًا لانتخابات الكنيست المقبلة.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فلم يكن هناك مفاجآت كبرى في قائمة الحزب الإسرائيلي الانتخابية، خاصةً في المراكز الأولى بالقائمة، فمعظم المرشحين من نشطاء الحزب.
معكسر الدولة
تكونت القائمة الانتخابية لـ«معسكر الدولة» الإسرائيلي من حزبي «أزرق أبيض» الذي يتزعمه بيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي، و«أمل جديد» الذي أسسه جدعون ساعر بعد انشقاقه عن الليكود في وقت سابق.
وجاء جانتس على رأس القائمة الانتخابية لحزب «معسكر الدولة» ويليه ساعر، وجادي إيزنكوت رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، فيما شملت القائمة الانتخابية وجود 18 عضوًا.
الصهيونية الدينية
اندمج حزبي «الصهيونية الدينية» برئاسة بتسلئيل سموتريتش، و«عوتسماه يهوديت- القوة اليهودية» بزعامة إيتمار بن غفير، في قائمة انتخابية واحدة لخوض منافسات انتخابات الكنيست المقبلة في إسرائيل.
ووقّع الحزبان الإسرائيليان على الاندماج في قائمة واحدة، ضمت 15 مرشحًا، قبل وقت قليل من انتهاء الوقت المحدد لتقديم القوائم الانتخابية للكنيست الخامس والعشرين.
شاس
يترأس حزب شاس الإسرائيلي «أرييه درعي»، فيما ضمت القائمة الانتخابية 10 مرشحين للكنيست.
ولم تشهد قائمة «شاس» تغييرات واضحة، حيث احتفظ مجلس حكماء التوراة- التابع للحزب- بالعشرة مراكز الأولى في قائمة انتخابات الكنيست، ومنحوا «درعي» حرية الاختيار في المركز الحادي عشر.
يهوديت هتوراة
ضمت قائمة حزب «يهودوت هتوراة» الإسرائيلي 10 مرشحين لانتخابات الكنيست، المقرر لها يوم 1 نوفمبر المقبل.
وشهد الحزب الإسرائيلي، خلال الفترة القليلة الماضية، نزاعات داخلية بشأن دمج الدراسات الأساسية في المدارس مقابل الحصول على ميزانية أكبر من الحكومة، ولكن تدخل نتنياهو أسفر عن عدم تعميق الخلاف داخل «يهودوت هتوراة».
إسرائيل بيتنا
يترأس أفيجدور ليبرمان وزير المالية الإسرائيلي، حزب «إسرائيل بيتنا»، فيما شملت قائمة الحزب 8 مرشحين لانتخابات الكنيست المقبلة.
ويعد حزب «إسرائيل بيتنا» هو ثاني الأحزاب الإسرائيلية التي قدمت قائمتها الانتخابية منذ فتح باب تلقي قوائم انتخابات الكنيست، بينما لم تشهد وجوه القائمة تغيرًا كبيرًا عن الانتخابات السابقة.
العمل
شملت قائمة حزب «العمل» الإسرائيلي 8 مرشحين لانتخابات الكنسيت المقبلة، وعلى رأسها ميراف ميخائيلي زعيمة الحزب.
ورغم المفاوضات حول اندماج حزب «العمل» الإسرئيلي مع «ميرتس»، وممارسة رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا من أجل تحقيق تلك الخطوة، إلا أن الأمر لم يحدث في نهاية المطاف، وتقدم كل حزب بقائمة مستقلة لخوض انتخابات الكنيست.
ميرتس
تقدم حزب ميرتس الإسرائيلي بقائمته لانتخابات الكنيست، والتي شملت 8 مرشحين، بعد وقت قليل من إرسال «العمل» قائمته إلى لجنة الانتخابات المركزية.
ويعد حزب ميرتس من تيار اليسار داخل الكنيست الإسرائيلي، ودعا إلى الوحدة مع حزب العمل، ليكونا كتلة يسارية واحدة في الانتخابات المقبلة، بهدف منع عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة مرة أخرى.
الجبهة العربية للتغيير
مثل انشقاق القائمة العربية الموحدة، لقوائم منفصلة، مفاجأة كبرى قبل ساعة واحدة من إغلاق باب تقديم قوائم انتخابات الكنيست في إسرائيل.
وأعلنت القائمة العربية الموحدة، في ساعة متأخرة من يوم أمس، الخميس، عن أنها انقسمت إلى قائمتين، هما: الجبهة العربية للتغيير، والتجمع.
ولم تنجح المفاوضات بين فصائل القائمة العربية الموحدة، وكان انشقاقها مفاجأة غير متوقعة للداخل الإسرائيلي، حيث وصف أحمد الطبيبي، رئيس القائمة العربية الموحدة، ما حدث خلال المحادثات بـ«الدراما».
القائمة العربية الموحدة “راعم”
شملت القائمة الانتخابية لـ«راعم» 8 مرشحين عرب، ويترأسها منصور عباس نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل.
وكانت القائمة العربية المشتركة هي أول حزب عربي ينضم إلى الائتلاف الحكومي السابق، الذي تم تشكيله بالتوافق بين لابيد ونفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتناوب، في خطوة غير مسبوقة.
بلد
هو حزب عربي كان منضما إلى القائمة العربية الموحدة، عندما خاضت انتخابات الكنيست السابقة بشكل موحد.
وبعد الانقسام الذي شهده التيار العربي، فلم يكن واضحًا إذا كان سينضم إلى القائمة المشتركة، أم سيتجه إلى الوحدة مع الجبهة العربية للتغيير، أم سيترشح أعضاؤه بشكل مستقل عن القوائم.
البيت اليهودي
شملت قائمة حزب «البيت اليهودي» الإسرائيلي 4 مرشحين، وعلى رأسهم إيليت شاكيد، والتي شغلت منصب وزيرة الداخلية في وقت سابق.
وتهدف قائمة حزب البيت اليهودي إلى حشد أصوات اليمين للتصويت لصالح تيارهم في انتخابات الكنيست المقبلة.