الأردن.. سياسيون يؤكدون أهمية زيارة الملك لواشنطن
بعد نحو أسبوع، من المقرر أن يلتقي جلالة الملك عبد الله الثاني الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، حاملا معه ملفات عدة في مقدمتها القضية الفلسطينية والإجراءات الإسرائيلية الأحادية في القدس المحتلة، وكذلك الانتهاكات الاستفزازية اليومية لمقدسات القدس، فضلًا عن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وغيرها من الملفات المرتبطة بالمنطقة وأزماتها.
وتكتسب زيارة جلالته إلى واشنطن هذه المرة، أهمية استثنائية لجهة توقيتها والملفات والقضايا التي تتناولها، والتي تأتي بعد سنوات طوال من الأزمات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة وانعكاساتها الوخيمة على الكثير من دولها، جرّاء سياسات الإدارة الأميركية السابقة وتخليها عن دورها في رعاية العملية السلمية على أساس حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووفق عدد من السياسيين، فإن اللقاء سيكون مهمًا على كل المستويات، وسيتناول سبل أحداث انطلاقة في العملية السلمية بعد سنوات من الجمود التي شهدتها، لتجنيب المنطقة انفجار أزمات ومواجهات جديدة.
وقال وزير الثقافة السابق الدكتور باسم الطويسي، إن زيارة الملك إلى الولايات المتحدة تحمل دلالات سياسية عدة بالنسبة للأردن والإقليم، لا سيما أنها أول زيارة لزعيم عربي في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة؛ وتأتي بعد مرحلة من الفوضى السياسية والانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل في عهد الإدارة الجمهورية السابقة .
وأشار إلى أن الأردن واجه خلال السنوات الماضية بقوة وإرادة صلبة ما سمي بـ “صفقة القرن”، التي شكلت أحد أكبر التحديات المصيرية، التي يواجهها الأردن واستطاع تجاوزها، حيث تشكلت بيئة معادية للمصالح الأردنية في أوساط بعض ممثلي النخبة الأميركية في ذلك الوقت، في المقابل كان رهان الأردن على المؤسسات الأميركية، التي تقدر دوره الاستراتيجي في المنطقة باعتباره أحد ضمانات الاستقرار فيها.
وأضاف أن الملك يحمل في هذه الزيارة التاريخية ملفات عدة، على رأسها القضية الفلسطينية وأزمات المنطقة، علاوة على ملف التعاون الثنائي والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ما يؤكد أهمية الدور الذي تضطلع به الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك وانتصارها للقيم الوطنية والقومية، ورفضها لكل ما يتعارض ومصالحها العليا، واستخدامها أدوات الدبلوماسية والسياسة الدولية في حماية تلك المصالح وتعزيز قيم التعاون والحوار.
الأكاديمي والكاتب السياسي الدكتور عبد الحكيم الحسبان، قال إن زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني تأتي بعد مرحلة صعبة وازمات عدة شهدتها المنطقة القت بظلالها على العلاقات الأردنية الأميركية في عهد الإدارة الأميركية السابقة، تم خلالها ممارسة ضغوط على الأردن؛ لتغيير مواقفه السياسية والقومية العربية تجاه أهم القضايا المصيرية؛ القضية الفلسطينية، وما شهدته من تضييق على الاقتصاد، وأمام كل هذه الضغوط كانت لاءات الملك الثلاثة حاضرة وثابتة لا تتغير واعتبر الزيارة سياسية اقتصادية بامتياز، مرتبطة بالتغييرات التي شهدتها المنطقة، وسوء المآل الذي وصل إليه نموذج السلام بعد الانتكاسات المتلاحقة والجمود الذي غيب العملية السلمية، وذلك لرسم ملامح التوجهات المستقبلية وإعادة إطلاق جهود العملية السلمية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على اساس حل الدولتين.
وقال إن الشعب الأردني موحد اليوم خلف جلالته ويدعم قراراته ومواقفه المنافحة عن مصالح الاردن وخياراته وقضيته الأساسية في فلسطين والقدس والوصاية على مقدساتها.
من جهته، قال الكاتب السياسي، عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القطاطشة، إن لقاء جلالته المرتقب مع الرئيس الأمريكي وأركان إدارته يحمل الكثير من الدلالات والرسائل للداخل والخارج، لعل أولاها أن يكون جلالة الملك أول زعيم من منطقة الشرق الأوسط يزور البيت الأبيض زمن إدارته الجديدة واللقاء مع الرئيس بايدن وأركان إدارته، مشيرا الى العلاقة التاريخية والاستراتيجية والمصالح المشتركة بين الأردن والولايات المتحدة.
واضاف أن الإدارة الأميركية الجديدة تدرك الأهمية الاستراتيجية للأردن ودوره المؤثر في المنطقة، فضلا عن دوره المحوري في القضية الفلسطينية ودرتها القدس ومقدساتها، وتمسكه بحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع وإقامة السلام الشامل والعادل الذي يرتضيه الفلسطينيون وشعوب المنطقة.
وأشار إلى رفض الأردن الشديد لأية حلول لا تلبي مصالح الأردن العليا وتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.