سفيرة سلوفاكيا بالقاهرة: مصر أحد الشركاء الرئيسيين لنا عربيا وإفريقيا
قالت لينكا ميهاليكوفا سفيرة سلوفاكيا لدى القاهرة إن بلادها تعتبر مصر أحد الشركاء الرئيسيين لها فى المنطقة العربية وفي أفريقيا، وكذلك عضوا مهما في المجتمع الدولي فى ضوء مساهمتها الكبيرة فى استقرار المنطقة التى تعاني حاليا من الأزمات.
وأضافت ميهاليكوفا في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، أن مصر مازالت الشريك الاقتصادى الأكثر أهمية لنا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها مركزا إقليميا وبفضل موقعها الجغرافى الفريد، يمكن لمصر أن تكون بوابة لأفريقيا لمنتجاتنا وفى الوقت ذاته إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا، مشيرة إلى أن العام المقبل سيشهد الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى أول يناير عام 1993 وافتتاح سفارة سلوفاكيا بالقاهرة.
وأكدت على أن سلوفاكيا تحافظ على الحوار السياسي النشط مع مصر وتشجع الزيارات المتبادلة كدعامة أساسية لبناء العلاقات الممتازة والحفاظ عليها، مشيرة إلى لقاء الرئيس السيسى مع رئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيجر فى قمة دول الفيشجراد (فى 4) فى العاصمة المجرية بودابست فى أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه من المتوقع مشاركة وفد سلوفاكي رفيع المستوى في الاجتماع الوزارى الذى يتم الإعداد له حاليا بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والذى سيعقد فى القاهرة فى أكتوبر المقبل.
وأشارت إلى إنه من المتوقع مشاركة زوزانا تشابوتوفا رئيسة سلوفاكيا فى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب- 27)، الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل لبحث قضايا تغير المناخ وحماية البيئة التى تعتبر من أولوياتنا.. مشيرة إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر بين القادة والبحث عن حلول حول سبل التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ.
وشددت على ضرورة وضع خطط لمعاجلة حالة الطوارئ المناخية وتشكيل اقتصاد القرن الواحد العشرين نحو اقتصاد نظيف وأخضر وصحى وآمن، وأكثر مرونة فى الوقت الذى تسعى فيه الدول نحو التعافى من الآثار السلبية لوباء كورونا.
فيما يتعلق بتكاليف الطاقة ونقص الإمدادات، أعربت عن اعتقادها بأن التوصل إلى حلول لأزمة المناخ يجب أن يكون متزامنا مع التعاطى مع ارتفاع تكاليف الطاقة ونقص الإمدادات، فضلًا عن تهديدات ندرة الغذاء والمياه وأن تسن الدول تشريعات للتعامل مع المناخ، مثل ما قامت به مصر التى حدثت خطتها المناخية، مشيرة إلى أن بلادها سنت قانونًا يحدد طرقًا للقضاء على الانبعاثات الضارة بحلول عام 2050 بهدف التوصل إلى عصر الحياد الكربوني.
اقتصاديا، أوضحت ميهاليكوفا أنها تسعى إلى فتح آفاق جديدة للتعاون مع مصر، فى المجالات التى تعد سلوفاكيا رائدة فيها كالهندسة والتصنيع خاصة السيارات، وكذلك مجالات الطاقة والبحث والتنمية الصناعية وأمن البيانات والكمبيوتر والملاحة والسفر وتكنولوجيا التعليم والخدمات والإنشاءات.. معربة عن أملها فى تنظيم قريبا بعثة لوفد رجال الأعمال السلوفاكيين لمصر لبحث إمكانيات التعاون المشترك.
وأكدت ميهاليكوفا على أهمية التوصل إلى اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب الضريبى، وكذلك اتفاقية التعاون الاقتصادى بين وزارتى الاقتصاد فى كلا البلدين، مشددة على ضرورة استئناف المفاوضات على مستوى الخبراء خلال الفترة المقبلة بعد تباطئها نتيجة لتفشى فيروس كورونا.
وقالت أن التعاون الثنائي يرتكز غالبا على نشاط الاستيراد والتصدير المباشر، وهناك بالفعل شراكات تجارية ومكاتب تمثيل للشركات السلوفاكية فى مصر، مضيفة أن الصادرات المصرية لسلوفاكيا بلغت نحو 278.86 مليون يورو عام 2021، بالمقارنة ب194.19 مليون يورو عام 2020، بينما وصلت صادرات سلوفاكيا لمصر نحو 307.42 مليون يورو بالمقارنة ب178.83 مليون يورو عام 2020.
وتابعت: أن صادرات مصر لسلوفاكيا تشمل الأدوات الميكانيكية والأجهزة والآلات الكهربائية والكابلات ومكونات أجهزة البث، والأجهزة الإلكترونية الخاصة والمنتجات النباتية والألومنيوم والمعادن الأساسية والمطاط والمنتجات البلاستيكية، بينما تستورد مصر من سلوفاكيا السيارات ومعدات النقل والآلات والأدوات الميكانيكية والآلات الكهربائية والأجهزة والورق والكرتون وخشب الزان وأجهزة بصرية وتصويرية وقياسية.
مصر أكثر المقاصد السياحية للسلوفاكيين
وسياحيا، قالت ميهاليكوفا إن مصر تعد أكثر المقاصد السياحية الشهيرة للسائحين السلوفاكيين الذين يستمتعون بالشواطئ الجميلة، ويشاهدون المعالم بالتاريخية العريقة، ونسعى حاليا لعودة أعدادهم لما كانت عليه قبل تفشى وباء كورونا، مشيرة إلى أن بلادها تتمتع بمناظر رائعة من الجبال الخضراء والمدن الخلابة والقلاع والكهوف، فضلا عن المنتجعات الصحية البالغ عددها 22 التى توفر رعاية طبية كاملة معتمدة على المياه المعدنية والحرارية من الممكن أن تجذب السائحين المصريين.
وأوضحت أن قطاع التعليم يحظى باهتمام من الجانب السلوفاكى حيث أن هناك برامج مشتركة بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ونظيرتها السلوفاكية، حيث تقدم مصر منحا لطلاب الجامعات السلوفاكية كل عام تشمل إقامة لمدة 15 شهرًا فى جامعة عين شمس، والحصول على دورة لتعلم اللغة العربية لمدة شهر، بينما يستفيد الطلبة المصريون الذين يدرسون اللغة السلوفاكية فى جامعة عين شمس من دورات تعليم اللغة السلوفاكية التى تقدمها الأكاديمية السلوفاكية للتعليم وكذلك برنامج المنح الدراسية الحكومية المقدمة.