بالتفاصيل.. مشاريع عملاقة مصرية وإماراتية في إدارة المخالفات استعدادا لمؤتمر المناخ
شهدت الأيام الأخيرة إتفاقية تعاون بين مصر مع الجانب الإماراتي لتنفيذ منظومة وطنية للمخلفات بمدينة شرم الشيخ يقدم نموذجًا مميزًا للعالم يقوم على الخبرة والتعاون وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص كشريك مهم في التنفيذ، وينظمه قانون متكامل لإدارة المخلفات في مصر يقوم على فكر الاقتصاد الدوار والمشاركة المجتمعية.
ويأتي هذا لمواصلة الدعم الدائم تتعاون مصر والإمارات في COP27 وCOP28 لتقديم رسالة هامة للعالم بإلقاء الضوء على أهمية ملف المخلفات وتأثيره فى حجم الانبعاثات المسببة للتغيرات المناخية.
منظومة وطنية للمخلفات بمدينة شرم الشيخ.
وبدأ العد التنازلي لاستضافة مصر لقمة المناخ بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل “Cop27”.. انطلقت الدولة المصرية في تحويل مدينة السلام إلى المدينة الخضراء لتليق باستضافة حدث عالمي يهتم بتقليل معدلات الانبعاثات والحد من الاحتباس الحراراي وبالتالي مواجهة أزمة التغيرات المناخية.
حيث تستضيف جمهورية مصر العربية الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذي يقام في مدينة شرم الشيخ.
عقد مؤتمر لصحفيى المناخ المعتمدين من الأمم المتحدة الثلاثاء
وجهت الرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27) دعوة للصحفيين المعتمدين لدى سكرتارية الاتفاقية، لتقديم إيجاز صحفي عن الطريق إلى مؤتمر قمة المناخ، الذي يُعقد في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.
وستكون فعاليات المؤتمر الصحفي افتراضية عبر شبكة الإنترنت، في الساعة الرابعة عصر غد الثلاثاء، بحضور السفير وائل أبو المجد، الممثل الخاص لرئيس الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، سامح شكري، وزير الخارجية.
ويأتي هذا المؤتمر الصحفي قبل أقل من 40 يوماً على انطلاق مؤتمر قمة المناخ، الذي تستضيفه مصر نيابة عن القارة الأفريقية، وسط إدراك متزايد بأن تأثيرات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، تؤكد أننا في أشد الحاجة إلى العمل معاً الآن وقبل أي وقت آخر.
وجاء في الدعوة أن السفير وائل أبو المجد، الممثل الخاص لرئيس (COP-27) سوف يطلع الصحفيين، خلال الإيجاز الصحفي، على آخر التطورات على الطريق إلى قمة المناخ، ورؤية الرئاسة المصرية للمؤتمر، كما سيتم الإجابة على بعض التساؤلات فيما يتعلق بمؤتمر الأطراف المقبل.
وزيرة البيئة المصرية تعقد مؤتمر صحفي بشأن استعدادات قمة المناخ
وعقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية مؤتمرًا صحفيًا، أمس، للإعلان عن ملامح عقد تقديم وتوفير خدمات الجمع والنقل ونظافة الشـوارع والمرافق العامة من المخلفات البلدية الصلبة لأحياء مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء مع تحالف مجموعة بيئة وشركة جرين بلانت.
وذلك بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ورئيس الوزراء المصري ووزراء (البيئة – المالية - التنمية المحلية) ومحافظ جنوب سيناء وكبار المسؤولي، حيث وقع العقد اللواء/ خالد فودة بصفته محافظ جنوب سيناء مع كل من خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة والدكتور محمد أسعد رئيس مجلس إدارة مجموعة "سبيشيال جروب".
تسليط الضوء على إدارة المخلفات
وأوضحت وزيرة البيئة أن العقد الموقع اليوم يعكس نموذجاً للتعاون المصرى الإماراتي في تسليط الضوء على دور الإدارة الرشيدة للمخلفات في الحد من مؤثر رئيسي في تزايد آثار التغيرات المناخية، حيث تعد المرة الأولى في مؤتمرات المناخ التي يتم تسليط الضوء على إدارة المخلفات كمكون رئيسى.
منظومة صديقة للبيئة
وأكدت وزيرة البيئة أن الأشهر التسعة الماضية شهدت دراسة عن كثب للوضع القائم وتحديد خطة العمل والتشغيل المناسبة للخروج بمنظومة عمل مختلفة لإدارة المخلفات البلدية الصلبة بمدينة شرم الشيخ "منظومة صديقة للبيئة"، حيث إن كل المعدات المستخدمة بالمنظومة ستعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية بما فى ذلك السيارات، كما ستعتمد المنظومة على السكان المحليين للمدينة من البدو في جزء كبير من العمالة المسئولة عن إدارة المنظومة.
ولفتت الوزيرة إلى أن العقد لن يقتصر على أعمال الجمع والنقل والنظافة، وإنما يهتم بالشق الخاص بالتوعية والتدريب ومشاركة المجتمع من خلال البرامج التثقيفية والتوعوية ونشر وتعزيز الوعي، وتسليط الضوء على أهمية المخلفات كمورد أساسي يمكن الاستفادة منه لتحقيق التنمية المستدامة، وآليات تنفيذ الفصل من المنبع لكل الفئات بدءًا من أطفال المدارس وأهالي المدينة وصولًا إلى المشاركين في فعاليات مؤتمر المناخ COP27 بالمنطقتين الخضراء والزرقاء، حيث سيمارس المشاركون الفصل من المنبع، لتقدم مصر تجربة ذاتية ونموذجًا يحتذى به يمكن تكراره في الفعاليات القادمة.
استعرضت وزيرة البيئة ملخصًا للأعمال التى ستقوم بها شركتا التحالف بمدينة شرم الشيخ ومن أهمها الاعتماد على مع نظام تجميع جمالي موحد مع التنظيف بشكل منتظم من خلال تحديد مواقع التجميع بطريقة تقلل من التأثير البصري والروائح الكريهة بالإضافة إلى توفير خدمة العملاء السريع والاستجابة الفورية لضمان مستوى الخدمات وتلقي الملاحظات مع إتاحة لجميع العملاء من خلال قنوات اتصال متعددة وضمان الرد على الاستفسارات والطلبات في الوقت المناسب باستخدام أفضل المنصات الرقمية التي تم تصميمها لأغراض إدارة المعلومات وذلك من أجل أن تصبح الأفضل في تقديم الخدمات والحلول البيئية المستدامة، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات لدعم كل عملياتنا ولضمان أعلى جودة لتخصيص الموارد والاستجابة للحوادث وإعداد التقارير.
وأشارت الوزيرة إلى أن جميع معدات النظافة المستخدمة تتوافق مع مواصفات التحكم في الانبعاثات وفقًا للمعايير الدولية للحد من تلوث الهواء والضوضاء، باستخدام المكانس الكهربائية لتيسير عمليات التلقيط اليدوي وزيادة كفاءتها خاصة بالمناطق السياحية، حيث إن استخدام هذا النوع من السيارات في الأماكن ذات الضغط العالي، يساعد العامل على تغطية مساحة أكبر دون المشي لمسافات طويلة وبالتالي تقليل عدد العمال، كما يمكن العامل من تخزين المخلفات التي تم جمعها في المركبة نفسها وكذا إجراء خدمات الرش وغسيل الضغط العالي في جميع الطرق الرئيسية والجسور والأنفاق وممرات المشاة والأرصفة في الطرق الرئيسية والأسواق المفتوحة مع تقديم خدمات النظافة بمناطق السفاري من خلال استخدام مركبات دفع رباعي بما يضمن نظافة البيئة فى تلك المناطق.
ولفتت وزيرة البيئة إلى قيام الشركة بوضع استراتيجية لزيادة نسبة إعادة تدوير المخلفات، بالاعتماد على تطبيق جميع الوسائل المتميزة لتحسين عمليات الفصل من المنبع، والتوعية والتدريب ومشاركة المجتمع.
الوصول لـ50% تدوير من المخلفات بحلول عام 2050
كما أشارت الوزيرة إلى المبادرة الدولية الخاصة بالوصول لـ50% تدوير من المخلفات لحلول عام 2050 للقارة الافريقية والتي إعدادها بالشراكة بين وزارتي البيئة والخارجية، وتم اعلانها في مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة الأخير AMCEN، وحصلت على دعم كبير من الجانب الإفريقي والمنظمات الدولية، وسيتم اطلاقها على المستوى الرئاسى خلال مؤتمر المناخ COP27، لتصبح قيد التنفيذ وليست مجرد تعهدات خلال مؤتمر المناخ COP27 الذي يعد مؤتمرًا للتنفيذ، بحيث نقدم نموذج لكيفية تنفيذ القضايا المثارة والمبادرات ذات الصلة بملف التغيرات المناخية، بالتعاون والشراكة مع مختلف الجهات سواء قطاع خاص ، منظمات دولية، مجتمع مدني، ودول أخرى، مشددة على أن مصر تفتح ذراعيها للجميع من أجل عقد شراكات لتسريع وتيرة العمل المناخي.
قضية تغير المناخ
وتأتي قضية تغير المناخ على رأس التحديات التي تواجه العالم حاليًا، بعدما ثبت بالدليل العلمي أن النشاط الإنساني منذ الثورة الصناعية وحتى الآن تسبب، ولا يزال، في أضرار جسيمة تعاني منها كل الدول والمجتمعات وقطاعات النشاط الاقتصادي، مما يستلزم تحركًا جماعيًا عاجلًا نحو خفض الانبعاثات المسببة لتغير المناخ مع العمل بالتوازي على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.
لذلك وضعت مصر قضية تغير المناخ في مقدمة جهودها نظرًا لموقعها في قلب أكثر مناطق العالم تأثرًا بتغير المناخ. فرغم أن القارة الأفريقية هي تاريخيًا الأقل إسهامًا في إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، إلا إنها من أكثر المناطق تضررًا وتأثرًا من آثار تغير المناخ مثل: تزايد وتيرة وحدة الظواهر المناخية المتطرفة، وارتفاع منسوب البحر، والتصحر، وفقدان التنوع البيولوجي، مع ما تمثله هذه الظواهر من تهديد لسبل عيش الإنسان ونشاطه الاقتصادي وأمنه المائي والغذائي وقدرته على تحقيق أهدافه التنموية المشروعة والقضاء على الفقر.
ومن هنا حرصت مصر على مدى السنوات الماضية على الانخراط بقوة ولعب دور مؤثر في توجيه أجندة العمل الجماعي الدولي في هذا الخصوص، حيث ترأس السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لجنة الرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ عامي 2015 و2016 وأطلق حينذاك مبادرتين أفريقيتين على قدر كبير من الأهمية تعني أولاهما بالطاقة المتجددة في أفريقيا، والأخرى بدعم جهود التكيف في القارة. كما ترأست مصر عام 2018 مجموعة الـ 77 والصين في مفاوضات تغير المناخ، وكذلك مجموعة المفاوضين الأفارقة، وبذلك كانت المتحدث باسم الدول النامية لاسيما الأفريقية منها والمعبر عن رؤاها وأولوياتها حول هذه القضية الحيوية.