وزير خارجية الجزائر: معالجة القضية الفلسطينية تبقي المفتاح لتحقيق الاستقرار بالمنطقة
قالت الجزائر إنها تستعد لاحتضان قمة الدول العربية في أول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وتتطلع لأن تشكل محطة فارقة في مسيرة العمل العربي.
وفي كلمة بلاده أما الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الإثنين، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة: "أمننا الجماعي مرتبط ارتباطا وثيقا بازدهار شعوبنا".
قال وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، إننا نستعد لاحتضان قمة مهمة للدول العربية باعتبارها محطة فارقة بالعمل العربي المشترك، مضيفا على أهمية مواجهة التحديات المشتركة ومعالجة القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وفقا لخبر عاجل أذاعته قناة العربية منذ قليل.
وجدد تأكيد الجزائر على أن معالجة القضية الفلسطينية المفتاح الرئيسي لإعادة الأمن والاستقرار للشرق الأوسط، مشددا على دعم بلاده لطلب فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتابع لعمامرة في كلمة الجزائر بالأمم المتحدة إن كسر الحلقة المفرغة للأزمات لن يتم إلا بمعالجة أسبابها الجذرية.
في وقت سابق قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن القمة العربية المقبلة بالجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب.
وقال السيسي: "في تقديري إن القمة العربية المقبلة بالجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب".
وأضاف السيسي: "أشدد على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية".
الجزائر تضع اللمسات الأخيرة لاحتضان القمة العربية
تضع الجزائر اللمسات الأخيرة لاحتضان الدورة الـ31 للقمة العربية من 1 إلى 2 نوفمبر القادم.
وتؤكد مصادر مطلعة، أن الجزائر تلقت ضمانات كبرى لحضور أكثر من 17 رئيس وملك عربي، يتوقع حضورهم الشخصي.
ويترقب الأسبوع القادم توجه مبعوث الجزائر، إلى المملكة المغربية لتسليم الدعوة الرسمية للملك محمد السادس للمشاركة في قمة الجزائر.
الخيارات السلمية في الصدارة
وتقترح قمة الجزائر معالجة القضايا العربية الشائكة على ثلاثة مستويات، تتعلق أولا، بالمستوى الأمني وما يحمله من وضع معقد على الأرضي الليبية والأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والسودان والصومال التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح.
ويشمل المستوى الثاني والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الثالث الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتسعى الجزائر لمعالجة تلك الملفات عن طريق الحلول السلمية بما فيما القضية الفلسطينية التي تدعو فيها الجزائر لإحياء (مبادرة السلام العربية 2002) كحل لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وخلال فترة التحضير لعقد القمة، نجحت الجزائر في كسب ثقة الدول الكبرى التي لها مواقف متصارعة في الأزمات الدولية والإقليمية، وتجسد ذلك في التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي أكد دعم موسكو المطلق للجزائر على المستويين الدولي والإقليمي.
وهو التصريح الذي رافقه عدة تصريحات مماثلة لكبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، على رأسهم نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، التي أكدت على أهمية الدور الذي تعلبه الجزائر في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية.
في هذا الإطار يؤكد المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية الجزائري وحيد بو طريق، أن الجزائر تتحرك بناء على تجاربها السباقة في معالجة العديد من الملفات الشائكة عن طريق الحل السلمي، فضلاً عن تجربتها في محاربة الإرهاب خلال العشرية السوداء 1990-1999.
ويستشهد الخبراء باتفاقية السلام التي وقعت في الجزائر سنة 2000، بين إثيوبيا وإريتريا، وأيضا بدور الدبلوماسية الجزائرية خلال الحرب الأهلية في لبنان التي دامت 25 عاما من 1975 إلى 1989 والتي انتهت بالتوقيع على اتفاق الطائف بالمملكة العربية السعودية، وهي المبادرة التي لعب فيها المبعوث الأممي والسفير الجزائري الأسبق لخضر الإبراهيمي دورا هام.
وقال بو طريق”: “قادة الدول العربية يدركون جدية وأهمية الطروحات التي تقدمها الجزائر وهي مبادرات تعد فرصة حقيقة وسترة نجاة العرب للخروج من العديد من الأزمات الأمنية الكبرى”.
وقد وجهت الجزائر دعوة رسمية إلى رئيس أذربيجان إلهام علييف، بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، للمشاركة كضيف شرف في القمة العربية، كما وجهت دعوة مماثلة إلى الرئيس السينغالي ماكي سال الذي سيحضر للقمة بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي.
وحسب الخبراء فإن هذه الدعوات تعكس الشعار الأساسي الذي ترفعه الجزائر خلال هذه القمة، والذي يدعو إلى وضع حد للنزعات الأمنية في المنطقة دون التدخل العسكري.
وسعت الجزائر بكل الطرق لعودة سوريا إلى مقعدها في القمة العربية بصفتها دولة مؤسسة لجامعة الدول العربية، غير أن دمشق قررت عدم المشاركة، وهو ما فسر على أنه خطوة إيجابية جاءت لرفع الحرج عن الجزائر التي تسعى لجمع كل العرب على طاولة واحدة.
ويؤكد عضو مجلس الأمة الجزائري كمال بوشامة، أن نجاح القمة العربية، يبقى مرهون بمدى الجدية في طرح المواضيع الكبرى للنقاش، وسط تحديات إقليمية وجيوسياسية عالمية باتت تحاصر كل الدول العربية دون استثناء.
وقال بوشامة : “قمة الجزئر ستكون فرصة لتتكلم الدول العربية بصوت عالي بما يعكس تاريخها وماضيها”.
وأكد السياسي الجزائري، أن الجزائر تسعى لتعزيز فكرة عدم الانحياز وحق الشعوب في تقرير مصيرهم.
وخلص بوشامة إلى أن الدول العربية بحاجة لتوحيد الصفوف والأهداف والبرامج، وتبنى مبادرات لم الشمل لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين.