ما هي الخيارات المطروحة لاختيار رئيس جديد للبنان؟
لم تسفر جلسة البرلمان لانتخاب رئيس جديد للبنان، اليوم الخميس، عن توافق لاختيار رئيس جديد يخلف الرئيس الحالي ميشال عون إذ صوتت الأغلبية بـ"ورقة بيضاء".
وأخفق مجلس النواب اللبناني في جلسته البرلمانية، الخميس، في انتخاب رئيس جديد للبنان، قبل نحو شهر من انتهاء ولاية الرئيس الحالي، ميشال عون .
إخفاق الوصول لرئيس جديد
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انتهاء عملية فرز الأصوات لاختيار رئيس جديد للبنان، بعد وقت قصير من انعقاد الجلسة البرلمانية بحضور كل النواب (١٢٠):
وجاءت نتائج التصويت في الجولة الأولى من جلسة انتخاب الرئيس، كالتالي: "٦٣ ورقة بيضاء، و٣٦ صوتا للنائب ميشال معوض، و١١ صوتا للسياسي سليم إده"، فيما حصدت أسماء أخرى 12 صوتا"، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وفي وقت سابق اليوم، انطلقت أولى جلسات انتخاب رئيس لبنان في مقر البرلمان بساحة النجمة، بعد تأمين النصاب القانوني وحضور 120 نائبا.
وبدأت الجلسة بتلاوة المواد الدستورية، ثم توزيع أوراق التصويت على النواب، قبل بدء عملية التصويت عبر دعوة النواب كل على حدة إلى الصندوق، لوضع ورقة التصويت في الاقتراع السري.
كتل الورقة البيضاء
و لم تتمكن الكتل النيابية سواء في محور السلطة (حزب الله وحلفاؤه)، أو تكتل المعارضة وقوى التغيير، من التوافق على مرشح للرئاسة.
وكانت هناك نية معلنة لبعض الكتل السياسية للتصويت بورقة بيضاء على رئيس جديد للبنان في ظل غياب اسم مرشح واضح للتصويت له.
إذ أعلن رئيس حزب التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أمس الأربعاء، أن "تكتله (يضم 18 نائبا) ليس له أي مرشح حتى الآن لانتخاب رئيس جديد للبنان"، مستطردا: "سنقترع في جلسة الخميس بورقة بيضاء".
ميشال معوض
فيما يبدو أن كتل المعارضة والتغيير توافقت فيما بينها على اسم النائب ميشال معوض، وهو ما يفسر حصوله على 36 صوتا في تصويت اليوم، بعد أن كانت حائرة بين اسمين.
وكانت تصريحات نشرت بتوافق أحزاب القوات (19 نائبا) والاشتراكي (9 نواب) والكتائب (5 نواب) وقوى التغيير (13 نائبا)، ومستقلين، على اسم الوزير السابق صلاح حنين، ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض"، وهناك محاولات للاستقرار على اسم واحد.
فيما لم تصوت كتلة حزب الله وحركة أمل، في اختيار رئيس جديد للبنان لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، كما توقع مراقبون قبل التصويت، ما يعني أنهما لا يزالان بلا مرشح واضح.
يما يتم تحديد موعد لجولة ثانية حال لم يحصل أي مرشح على النسبة المحددة دستوريا، ليفوز في الجولة الثانية من يحصل على الأغلبية النسبية (65 صوتا من أصل 128).
ورغم الدعوات التي خرجت لمقاطعة جلسة اليوم لاختيار رئيس جديد للبنان لتفقد نصابها القانوني اعتراضًا على الدعوة لجلسة الانتخاب قبل التوافق على مرشحين محددين، إلا أن أغلب الكتل النيابية أعلنت مشاركتها في الجلسة فيما تباينت مواقفهم خلال الاجتماعات المطولة التي عقدت على مدار يوم أمس الأربعاء لتنسيق المواقف ومحاولة طرح مرشحين جديين خلال الجلسة اليوم.
ماذا بعد الفشل
وتقتضي الأعراف السياسية بلبنان أن يتولى منصب رئيس الجمهورية أحد أبناء الطائفة المسيحية المارونية والتي تعد الطائفة المسيحية الأكبر في لبنان، ويضم البرلمان اللبناني 34 نائبا من الطائفة المارونية موزعين على 4 كتل نيابية إلى جانب عدد من المستقلين، حيث تأتي كتلة حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع كأكبر كتلة مسيحية وتضم الكتلة 19 نائبا (مارونيون وآخرون)، فيما تأتي تاليًا الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر والتي تضم 18 نائبًا (مارونيون وغيرهم)، وهو الفريق السياسي لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون ويرأسه النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية، كما تتواجد كتل صغيرة من بينها كتلة حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب سامي الجميل (4 نواب) وكتلة تيار المردة (3 نواب) والذى يترأسه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية.
تمثل الجلسة محاولة من بري في الضغط على مختلف الفرقاء وخاصة التيار الوطني الحر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ويوصل بها رسالة إلى كل من الرئيس ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأنه لا يمكنهما الرهان على عدم دعوته إلى الجلسة رغم بدء المهلة الدستورية في 1 سبتمبر للظن بأنه لن يدعو إليها قبل 20 أكتوبر المقبل، ما يعني إعلانًا مبطنًا من جانبه بأنه لن يدعم باسيل في انتخابات الرئاسة.