علي الزبيدي يكتب ..في الصميم : سلاما يا عراق
لقد فرض ثوار حراك تشرين وجودهم في الشارع العراقي واصبحوا بحق قوة رفض شعبي كبيرة في مواجهة المحاصصة الطائفية والركود السياسي واستمرار التغطية على الفساد والفاسدين .
فقد نزل الحراك التشريني إلى الشارع في الذكرى الثالثة لانطلاقها في الأول من تشرين الأول ٢٠١٩ واستذكروا بفخر مئات الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن حقوق الشعب والوطن أمام عملية سياسية عقيمة لم يجني منها العراقيون غير الخيبة والخسران والتخلف عن ركب التقدم الحضاري والانساني وليثبت هذا الحراك للعالم ان دماء شهداء الوطن بشكل عام وشهداء تشرين هم المنار الذي يهدي جموع الشعب على طريق محاربة الفساد والفاسدين.
ان من يراجع اخبار يومي الجمعة والسبت لوحدها يتلمس حجم الفساد الذي يعيش به العراق فقد صرح نقيب المهندسين العراقيين ان هناك ٢٠٠ الف مهندس عاطل عن العمل في العراق فلنتصور حكومة تعطل طاقات هذا العدد الهائل من المهندسين بمختلف اختصاصاتهم هل تريد بناء وطن وتسعد شعب ؟
في المقابل ومن المفارقة انه في نفس اليوم تخرج اللجنة المالية النيابة بتصريح يقول أن هناك ٣٠٠ الف موظف في الحكومة يستلم أكثر من راتب شهريا !!!
وهنا يصح المثل القائل (الشبعان ميدري بالجوعان)وفي هذه الحالة استذكر قولا للأمام علي عليه السلام (لو كان الفقر رجلا لقتلته ) وكذلك قوله عليه السلام (الفقر أول الطريق إلى الكفر) كل هذا الذي يعيشه الشعب من غياب التخطيط والعمل بتخبط ياتيك خبر اخر يرفع الضغط ويجعلك تشطاط حيث يقول الخبر أن شركة بريطانية تفرض غرامة على شركة الخطوط الجوية العراقية بمبلغ مليار و٢٩٦ مليون دولار فإلى اي مدى يعيش العراق حالة هدر الأموال في مزاد العملة ام في الصفقات الوهمية ام في سوء استخدام السلطة حتى وصل الأمر أن الساسة باتوا يستهينون بكل مطالبات الشعب مستندين في ذلك إلى قوة السلاح والمال التي تحت ايدهم وليأكل الشعب من مكبات القمامة او يقف المتقاعد في تقاطعات الطرق يستجدي حسنة من المارة فذلك لا يعني السياسي ما دامت رواتبه وعمولاته وارتال حمايته من السيارات رباعية الدفع لم يمسها شيء.
ان الحراك التشريني حراك شعبي متصاعد رغم كل التضحيات التي قدمها ورغم كل محاولات التشويه سيبقى صوت الشعب المطالب بكامل الحقوق التي نصت عليها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية لذلك فإن من الصواب الاصغاء إلى صوت الشعب فإن التغيير قادم لا محالة لانه النتيجة الحتمية التي تؤكدها الحقائق على الأرض فهل من مصغي إلى صوت الشعب الهادر؟