جبار المشهداني يكتب: ذات حريق في مشفى الحسين
ذات حريق في مشفى الحسين.
تموز ٢٠٢١ .
أبو الأنبياء إبراهيم الخليل .
سلام من الله عليك وبركات.
وأنا أتابع مأساة أهلي الذين هم أحفادك في أور شعرت بالعجز التام الذي نشعر به جميعا.
فكرت أن أكتب قصيدة فوبختني حروفي هاربة صوب كهوفها.
كيف تتجرأ أن تكتب قصيدة لمدينة أعطت للشعر حلاوته؟.
الناصرية أم الشعر فاذهب لتلعب بعيدا أيها الولد الشقي ..
فكرت أن أشتم الحكومات كلها بلا استثناء فما وجدت في نفسي صدى لشتم من ماتت فيهم نخوة.
فكرت أن أكتب إلى المنظمات الدولية والإنسانية وتذكرت أن بلاسخارت قد تكون مشغولة بلقاء ما ….
فكرت أن أهاتف أهلي هناك في أور المحرقة فلم يجبني أحد منهم فقد تناخوا بين مطفيء لحريق وبين جناز يحمل أحبته صوب مثواه الأخير.
اعيتني روحي ولوعتها فلا تقبل أن تنام ولا تقبل تهيد.
تذكرتك سيدي إبراهيم الخليل.
قررت أن أكتب إليك.
سيدي أبو الأنبياء.
هل لنا في دعوة منك إلى الله نيابة عن أحفادك التشويهم النيران من كل صوب ؟.
ادع لنا ربك أن يهدينا سواء السبيل.
ادع لنا ربك أن يرفع عنا بلاء الاستكانة والركون إلى الظالمين.
ادع لنا ربك أن تحرق النيران أجساد من ماتت فيهم الضمائر.
ومن باعوا.
ومن خانوا .
ومن تسيدونا في غفلة من زمن .
أو في حفلة تواطؤ بين الشيطان الأكبر والأصغر.
ادع لنا ربك يخسف بنا الأرض جميعا فنموت نحن وتنجو الخضراء بمن فيها ونرتاح بموتنا ونريحهم من ( همومنا وكثرة شكوانا الباطلة ) .
ادع لنا ربك أن يفرغ علينا صبرا جميلا كي لا نقطع أيدينا فتنة بجمال قادتنا وحكمتهم ولن أعددهم فنحن نعشقهم جميعا .
ادع لنا ربك أن يشق بنا البحر فنهلك وينقذهم منا نحن الفراعنة وهم المؤمنون.
ادع لنا ربك يديم عليهم العشاءات ويطعمهم المن والسلوى ويفقرنا نحن الذين لم نشكره يوما على ما حبانا به من قادة أفاضل.
ادع لنا ربك أن ينهي مأساتنا بأي شكل يختاره لنا ولا يبقينا معهم فنحن لا نستحقهم.
ادع ربك أن يفرق لحمنا بين (الطوايف ) ويوزع أرضنا بين الجيران وكل يأخذ حسب رغبته .
خذوا الميناء والشط.
خذوا المعادن والنفط.
خذوا تاريخنا بكل خطى الأنبياء.
خذوا حديقة تنام فيها نجمات السماء.
خذوا كل شيء واتركوا لنا.
جديلة طفلة محترقة في آخر مشافي النار.
شهقة أمها لصيقتها في الانصهار.
دمعة من أبيها لم تُطفأ لوعته.
سيدي أبو الأنبياء والديانات والمرسلين.
ادع لنا ربك أن يحسم ملفنا إلى الأبد ويلحقنا بأي قوم يختارهم.
لم نعد نطيق هذا العذاب .
نريد جهنمه فهي أرحم بنا من جنة الخضراء