من العراق إلى الجزائر.. قادة عرب شاركوا في انتصار حرب أكتوبر 1973
يأتي اليوم ذكرى حرب أكتوبر 1973، ويوجد العديد من القادى العرب الذين شاركوا في صناعة هذا النصر، سواء قادة الجبهتين المصرية والسورية، وقادة القوات العراقية والفلسطينية والجزائرية.
المشير أحمد اسماعيل
كان المشير أحمد اسماعيل قائد الجبهات المصرية والسورية والأردنية في حرب أكتوبر 1973، حيث استدعي السادات أحمد إسماعيل إلي منزله في الجيزة في 26 أكتوبر 1972، وكلفه بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت، وبأعلي درجات الكفاءة، ويروي أحمد إسماعيل عن اجتماعه مع السادات: «كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها، بل لعله أهمها علي الإطلاق.. التاريخ26 أكتوبر1972 ـ19 رمضان1392 هـ، حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، والمكان.. منزل الرئيس السادات بالجيزة، كنا ـ سيادته وأنا ـ نسير في حديقة المنزل.. لم أكن أدري سبب استدعائي، ولكني توقعت أن يكون الأمر خطير، وبعد حديث قصير عن الموقف حدث ما توقعته، حيث أبلغني سيادته بقرار تعييني وزيرا للحربية اعتبارا من ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه كلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية، ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني، وكان لقاؤه لي ودودا إلي أقصي حد، وكان حديثه معي صريحا إلي أبعد حد، وعندما انتهي اللقاء ركبت السيارة لتنطلق في شوارع القاهرة وشريط الذكريات والظروف يمر في ذهني وأمام عيني.. هآنذا أعود مرة أخرى لأرتدي الملابس العسكرية».
وبالفعل بدأ أحمد إسماعيل ارتداء البدلة العسكرية من جديد وتولي أرفع منصب في الجيش وقيادة أخطر المعارك في تاريخ الوطن معركة أكتوبر.
كان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر 1973، حيث أنقذ الجبهة المصرية من الانهيار، وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت.
وكانت للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود، إلي جانب أن الخلافات بدأت في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار، بالإضافة إلي الحساسية التي كانت تسيطر علي علاقة إسماعيل والشاذلي، وميل الأول إلي تأييد الرئيس علي حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة، تولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جري تصعيده إلي المنصب رسميا مع انتهاء الحرب، ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ علي وحدة الصف بين القادة، وانصاع في الوقت نفسه إلي تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مصطفى عبد القادر طلاس
وكان الرجل الثاني على الجبهة السورية في حرب أكتوبر 1973 هو العماد أول مصطفى عبد القادر طلاس، سياسي بعثي وضابط عسكري سوري شغل منصب وزير الدفاع ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة السورية ونائب رئيس مجلس الوزراء بالفترة من عام 1972 حتى 2004. يعتبر من أبرز المقربين من الرئيس حافظ الأسد ضمن ما سمي بالحرس القديم. وهو أحد قادة حرب أكتوبر 1973 جبهة القنيطرة
يوسف شكور
بينما كان اللواء يوسف شكور رئيس أركان الجيش السوري أثناء حرب أكتوبر 1973، وذلك في وهو من الشخصيات البارزة التي ظهرت في تاريخ حزب البعت العربي الاشتراكى شغل منصب سفيرا سوريا لدى فرنسا، كما شغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة السياسية في وزارة الخارجية. ولد اللواء يوسف شكور في حمص.
كان من أبرز مخططي حرب أكتوبر 1973 في الجانب السوري. انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث السوري في المؤتمر القطري السادس في أبريل 1975.
عين رئيسا للجنة الحزبية العسكرية في يناير 1977 لعب دورا مهما في إحباط سيطرة رفعت الأسد على الحكم سنة 1984. تقاعد في مايو 2004. له دكتوراه في العلوم السياسية وأخرى في التاريخ، وعدة مؤلفات في السياسة والإستراتيجية والشعر.
سليم شاكر الأمامي
ولا يمكن إغفال دور العقيد الركن سليم شاكر الأمامي في حرب أكتوبر 1973، وهو ضابط عراقي قاد اللواء المدرع الثاني عشر في حرب أكتوبر على الجبهة السورية وأول قائد عراقي يشتبك مع القوات الإسرائيلية، أحيل للتقاعد ثم عين ملحقا عسكريا في لندن ثم عين سفيرا للعراق في داكار.
اتهم عام 1979 بمحاولة انقلاب خطط لها 5 من أعضاء حكم عليهم بالإعدام فيما حكم على سليم الأمامي بالسجن 7 سنوات بالرغم من عدم ثبوت شيء عليه. قضى بالسجن 3 سنوات ونصف وفي عام 1988 اتهم بمحاولة أخرى إلا أنه لم يعتقل أو يحاكم. له عدة مؤلفات عسكرية.
ومن الجزائر يجب ذكر دور اللواء قنايزية عبد المالك (1936 - 2019)، خامس رئيس أركان للجيش الجزائري، وولد يوم 20 نوفمبر 1936م بسوق أهراس، (القاعدة الشرقية)؛ وتوفي يوم الاثنين 4 فبراير 2019 بمدينة جنيف سويسرا.
شارك عبد المالك في الحرب العربية الإسرائيلية من 1973 إلى 1975، كقائد للواء المدرع في الجبهة، كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973، بعد العراق المساهم على الجبهة السورية، فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندي و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري.
أمدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7.
عبدالرزاق المجايد
كان القائد الفلسطيني عبدالرزاق المجايد قائد قوات عين جالوت الفلسطينية المشاركة في حرب أكتوبر، وكانت الفصائل المشاركة في قوات عين جالوت الفلسطينية مكونة من ثلاث كتائب مشاة، إضافة لثلاثة من كتائب المدفعية، لتنتشر فيما بعد على خط النار في مناطق كبريت وكسفريت وجنوب