سفير قطر لدى كازاخستان: علاقات البلدين متطورة وتتسم بالصداقة والثقة المتبادلة
وصف السيد عبدالعزيز بن سلطان الرميحي، سفير دولة قطر لدى جمهورية كازاخستان، العلاقات بين البلدين بالممتازة والمتطورة، وأنها تتسم بالصداقة والثقة المتبادلة.
وشدد ، في تصريحات صحفية، بمناسبة زيارة الدولة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى غدا الثلاثاء إلى جمهورية كازاخستان، على أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة لدى السلطات الكازاخية، وأنها ستعطي زخما ودعما كبيرين لتطوير العلاقات بين البلدين على مستوى كافة الأصعدة والمجالات.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تسفر زيارة سمو أمير البلاد المفدى لجمهورية كازاخستان، عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين قطر وكازاخستان في شتى المجالات، وأن من بين أهم القضايا التي ستبحثها قيادتا البلدين زيادة حجم التبادل التجاري، وإقامة مشاريع استثمارية قطرية في كازاخستان، وخصوصا في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين.
دعم متبادل
وأشار السفير الرميحي، إلى أنه ومنذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين قطر وكازاخستان في الأول من شهر يوليو عام 1993، كان هناك دعم متبادل لمبادرات البلدين في المحافل الإقليمية والدولية، منها انضمام قطر إلى عضوية مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" سنة 2015، وإلى المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي.
ولفت إلى أن هناك العديد من الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين القطريين والكازاخستانيين، أبرزها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى العاصمة الكازاخية نور- سلطان في شهر يناير عام 2014، باعتبارها أول زيارة رسمية لسموه إلى جمهورية كازاخستان، وكذا زيارة فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف إلى الدوحة للمشاركة في منتدى قطر الاقتصادي؛ تلبية لدعوة خاصة من صاحب السمو أمير البلاد المفدى في شهر يونيو الماضي، مبينا أن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى كان أول زعيم عربي زار العاصمة "أستانا" بعد اختيارها عاصمة للبلاد.
وأكد سعادة السفير عبدالعزيز بن سلطان الرميحي رغبة وحرص الجانبين القطري والكازاخي على تفعيل وزيادة التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاستثمارية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.
ونوه بأن العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كازاخستان ترتكز على أسس الصداقة والتعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها علاقات التعاون في المجال الإنساني، بالإضافة إلى أن قطاع السياحة بين البلدين بدأ في النمو مع تدشين خط الطيران المباشر بين قطر وكازاخستان من قبل الخطوط الجوية القطرية في شهر نوفمبر من عام 2021، وفتح خط الطيران المباشر بين الدوحة وألماتا، ما يساهم بدوره في فتح مجالات الاقتصاد والتجارة بين البلدين مستقبلا.
تأشيرات الدخول
وقال: إن كل هذه الأمور الإيجابية بما فيها أيضا تسيير رحلات الشحن وإعفاء رعايا البلدين من شرط الحصول المسبق على تأشيرات الدخول إلى أراضي البلدين، وفتح مصرف الريان القطري فرعا له في مركز أستانا المالي الدولي، تساهم بالتأكيد في تنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ورأى أنه بموجب المعلومات المتوفرة فإن التبادل التجاري ليس بالمستوى المأمول، وأنه من الضرورة تكثيف العمل المشترك من أجل زيادة حجم التعاون إلى أرقام مقبولة.
وأوضح السيد عبدالعزيز بن سلطان الرميحي، سفير دولة قطر لدى جمهورية كازاخستان، أنه منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ضخت دولة قطر استثمارات في الاقتصاد الكازاخستاني، لا سيما في مجال البنية التحتية، كما تم فيما يتعلق بالتعاون المالي بين قطر وكازاخستان تنشيط التعاون المصرفي مع زيارة محافظ مصرف قطر المركزي إلى نور-سلطان في ديسمبر عام 2019، والتي أسفرت عن إصدار مصرف قطر الاستثماري الصكوك الإسلامية في مركز أستانا المالي الدولي.
التعاون الثقافي
وحول التعاون الثقافي بين البلدين لفت سعادته إلى أن دولة قطر قامت بتمويل وبناء مسجد "نور-أستانا" ،"الذي تمت إعادة تسميته بمسجد أبو نصر الفارابي حاليا"، وقال: إنه أحد أكبر المساجد الموجودة في العاصمة الكازاخستانية، وتم تدشينه في عام 2005، بناء على مبادرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال زيارته الأولى إلى جمهورية كازاخستان سنة 1999.
وكذلك قام وفد دولة قطر من "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي" بزيارة ألماتا في إطار الجولة الثقافية؛ للاطلاع على أبرز المرافق الثقافية والفنية والعلمية لكازاخستان، بعد اختيار اللغة الكازاخية لدورة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي لهذا العام، بينما تشارك دولة قطر أيضا في أعمال منتدى زعماء الأديان التقليدية والعالمية الذي تنظمه جمهورية كازاخستان كل 3 سنوات منذ عام 2003، علما أن الدورة السادسة الأخيرة منه عقدت في عام 2018.
مركز التمويل الإسلامي
وأوضح أن دولة قطر قامت كذلك بتمويل وفتح مركز التمويل الإسلامي ضمن جامعة الفارابي الوطنية الكازاخية -أكبر جامعة في جمهورية كازاخستان- وهو الأول من نوعه في منطقة آسيا الوسطى، وأنه من شأن ذلك تعليم الطلاب الكازاخستانيين أصول المتاجرة بالأسهم المالية والهندسة المالية، والتحاليل الفنية اللازمة في الأسهم والبورصات.
وذكر أنه تم خلال مراسم افتتاح المركز، الذي شارك في تدشينه الدكتور أحمد حسنة رئيس جامعة حمد بن خليفة، التوقيع على مذكرة التفاهم الثلاثية بين جامعة حمد بن خليفة وجامعة الفارابي، ومركز أستانا المالي الدولي حول التعاون في مجال التمويل الإسلامي.
كما وقعت جامعة نزارباييف الكازاخية، وهي احدة من أفضل الجامعات في كازاخستان، في شهر مارس 2021 على مذكرة التعاون مع جامعة حمد بن خليفة بشأن تبادل الطلاب وأفراد هيئة التدريس في الجامعتين، وإقامة مشاريع علمية مشتركة، والتدريب المشترك للمختصين، علما أن هناك عددا متزايدا من الطلبة الكازاخستانيين الدارسين بجامعة قطر في تخصصات مختلفة.