الحرب فى اليمن.. طريق ليس له نهاية
بعد مقتل قائد القوات والمهمات الخاصة للحوثيين “عبد الكريم حنظل” بمعارك البيضاء، لا يُظهر النزاع في اليمن أي مؤشرات حقيقية عن انحسار الأعمال القتالية، حيث وثقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني في القتال منذ مارس/آذار 2015. واشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم..
نزاع متصاعد
إن الحراك الشعبي الذي اندلعت في اليمن في 2011 والذي أطاحت بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح، بعد 33 عاماً من تربُّعه على سدة الحكم بسبب اتهامات بالفساد والحكم الفاشل، وعلى خلفية نزاع مستمر وقديم مع الحوثيين، وهي جماعة مسلحة تتمركز في شمال البلاد، ويعتنق أعضاؤها المذهب الزيدي، وهو أحد فروع المذهب الشيعي.
وتم استبدال صالح بنائبه عبدربه منصور هادي، تمهيد لمؤتمر للحوار الوطني.
وبعد عامين من المشاورات، قدم مؤتمر الحوار الوطني مسودة لخريطة اتحادية جديدة قسمت اليمن إلى مناطق دون النظر في الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو الإقليمي. ولم تحظَ الخطة بتأييد شعبي يُذكر، وقوبلت بمعارضة قوية من مختلف الفصائل، بما فيها الحوثيين.
اغتنم الحوثيون حالة السخط الشعبي، وشددوا سيطرتهم على محافظة صعدة والمناطق المجاورة في الأجزاء الشمالية من اليمن، وفي سبتمبر/أيلول 2014، تمكَّن الحوثيون من توسيع نطاق سيطرتهم على الأراضي، واستولوا على عدد من المواقع العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء – وقد ساعد على ذلك، إلى حد ما، تحالف المصالح الذي عُقد حديثاً مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كانوا قد قاتلوه على مدى عقود. وعقب استيلاء الحوثيين على صنعاء في مطلع 2015، أُرغم الرئيس هادي وأعضاء حكومته على الفرار.
وبحلول 25 مارس/آذار2015، قام تحالف من عدة دول بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالتدخل ضد الحوثيين بناءً على طلب الرئيس هادي بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة.
وقد أطلق ذلك شرارة نزاع مسلح شامل، حيث شنَّ التحالف حملة قصف جوية ضد قوات الحوثيين. وعلى مدى السنوات اللاحقة امتدت رقعة النزاع لتشمل البلاد بأسرها وشهد تكاثر أطراف النزاع، من بينها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من التحالف. “.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أحكمَ الحوثيون سيطرتهم في أعقاب اغتيال حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وما زالوا حتى الآن يسيطرون على معظم المراكز السكانية، ومنها العاصمة صنعاء.
دور التسليح الإيراني في اليمن
لا زالت إيران ترفض الاتهامات المتواصلة التي تطلقها دول عربية عن دورها في تسليح الحوثيين باليمن إلا أن هناك مصادر أشارت أن حجم التسليح الإيراني للحوثيين وصل إلى نحو 300 مليون دولار، بينما تستمر الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني بتزويد الحوثيين بالسلاح وبتكنولوجيا تصنع الصواريخ التي استهدفت مدن في المملكة العربية السعودية حلال الأشهر الماضية.
وكانت قوات التحالف العربي قد ضبطت شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال عام من انطلاق عاصفة الحزم ففي 12 يوليو 2020 كشف محافظ عدن اللواء عيدروس” الزبيدي” أن قارب صيد تمكن من نقل ست حمولات أسلحة من سفينة إيرانية راسية قبالة السواحل الإفريقية في المياه الدولية متهماً الانقلابيين بتهريب تلك الأسلحة.
وقد أعلن الجيش الأميركي في بيان أن سفينتين للبحرية الامريكية في بحر العرب اعترضتا وصادرتا شحنة أسلحة من إيران كانت في الطريق الى المتمردين الحوثيين في اليمن، وأفاد بيان للبحرية الأميركية أن الأسلحة التي صادرتها السفينتان الحربيتان “سيروكو”
أضافت القيادة المركزية، في بيان، أنه في 9 فبراير/شباط الجاري أوقفت البحرية الأمريكية على متن السفينة يو إس إس نورماندي مركبًا شراعيًا واكتشفت فيه مخبأ كبيرًا للأسلحة، وذلك أثناء قيامها بعمليات الأمن البحري في منطقة عملياتها وبثت القيادة المركزية مقطع فيديو للحظة مهاجمة المركب، إضافة إلى صور للصواريخ، التي قالت إنها استولت عليها..
ضبطت البحرية الأمريكية على متن المركب نحو 150 صاروخًا مُضادًا للدبابات من نوع “دهلاوي” وهي نسخ إيرانية من صواريخ كورنيت الروسية، بحسب البيان بجانب مكونات أسلحة أخرى إيرانية الصنع، منها 3 صواريخ أرض – جو، ومناظير أسلحة تصوير حراري، ومكونات إيرانية لمركبات مُسيرة جوية وسطحية، وذخائر أخرى وأجزاء أسلحة متطورة من طراز “جرافلي” في الأسبوع الماضي كانت مخبأة في مركب شراعي واشتملت على 1500 بندقية كلاشينكوف ،200 قذيفة صاروخية، و21بندقية آلية من عيار 50 ملليمترا.
وتتهم السعودية والولايات المتحدة إيران بتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بأسلحة في انتهاك للقرارات الدولية التي تحظر على طهران تصدير أسلحة كما تفرض حظرًا على إرسال أسلحة إلى اليمن، ولكن طهران تنفي باستمرار هذه الاتهامات.