طوني خاطر يكتب: صفقة حقل كاريش
ترسيم الحدود وإهداء الخط ٢٩ الى الكيان الصهيوني ، هي هندسة هوكشتاينية ، مع موافقة ايرانية تنفيذ وإمضاء نصرالله و عون، المستفيد الاكبر هي ايران وإسرائيل.
من أهم ما استفادت به إيران، هي الإفراج عن 7 مليارات مجمدة في البنوك وإعادتها الى إيران ، ومن جهةٍ ثانية (قبّة باط) اميركية او غضّ النظر عن ما يجري في الداخل الايراني من مظاهرات وانتفاضات ، فقد لاحظنا في اليومين الاخيرين تعاطي نظام الملالي مع المتظاهرين بشكل عنيف وقد ازداد عدد القتلى بشكل كبير ، ونرى ان الإدانات من الطرف الاميركي خجولة جدًا.
أما إسرائيل فهي المستفيد الاكبر ،إن تنازل الجهات اللبنانية عن حقل كاريش أو الخط٢٩، هو تنازل عن الثروات البحرية اللبنانية ، والبلوكات التسعة، ببساطة ان تقسيم البلوكات هو سطحي، لكن تحت الماء فإنّ الأبار كلها موصولة مع بعضها البعض، يعني إسرائيل تشفط كل الثروات اللبنانية البحرية من خلال حقل كاريش، وإذا كانت الجهات اللبنانية تعلم بهذا الأمر فهي (خيانة عظمى) يرتكبها رئيس البلاد وهي محاولة تعويم عهده الفاشل ومحاولة تسجيل انجاز له بعد هذا الفشل القاتل والمدمر للبلاد والعباد.
واذا لم تكن تعلم الجهات اللبنانية يجبّ التحرك فورًا لوقف هذه المهزلة، وإذا لم يبدأ لبنان بالتنقيب والاستخراج فتستطيع إسرائيل شفط اكثر من نصف ثروات لبنان بأقل من عشر سنوات ، ويبقى حزب إيران في لبنان معضلة اسمها حزب الشيطان ، وليست هذه الطريقة الامثل لادارة مثل هكذا مواضيع من شأنها النهوض بالاقتصاد واعادة لبنان الى وضعه الطبيعي.
نتفق او نختلف ان لبنان اعترف باسرائيل كدولة مجاورة له وتعامل معها وفق المنظور الدولي وبوساطة دولية كاملة ولكي يحصل لبنان على عوائد اعلى وافضل كان عليه التوجه لاستخدام النظام الاقتصادي المشترك بنظام التصاعد مع اسرائيل يضمن كل طرف حصوله على ٣٠٪ من حقل الاخر واحتفاظه ب٧٠٪ لنفسه فاذا كان انتاج اسرائيل اعلى سيعوض لبنان ذلك الفرق من خلال ما يحصل عليه واذا كان انتاج لبنان اعلى سيحافظ لبنان من الاساس على نسبته مع ما سيحصل عليه من اسرائيل مع وضع شرط اخر وهو اعتبار هذه المنطقة الساحلية منزوعة من السلاح تماماً لاستخدامها كشريط ساحلي اقتصادي للسواح يضمن لبنان من خلاله الحصول على اموال اخرى غير النفط او الغاز او اي مفاجئة يحملها الحقل هنا تكن تلك الحقول مستغلة من قبل الجانبين تماماً في الطاقة والسياحة .