بعد اجتماع وزراء خارجيتهم بالجزائر.. هل يستمر التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي
يستمر التساؤل عن مصير التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي بعد الحكومة الجديدة في العراق، خاصة بعد أن التقى كل من سامح شكري وزير الخارجية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، وفؤاد حسين نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق الشقيق، اليوم على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالجزائر، حيث أكدوا على استمرار التعاون والتنسيق في إطار آلية التعاون الثلاثي بما يخدم المصالح المشتركة للدول الثلاث ويعزز التعاون العربي.
وأشاد الوزراء خلال لقائهم بمستوى الإنجاز الذي حققته الفرق الوزارية المعنية في الدول الثلاث خلال الفترة الماضية في التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي، تحقيقًا للتكامل الاستراتيجي ضمن إطار الآلية، وأكّدوا ضرورة متابعة المشاريع المستهدفة والإسراع في تنفيذها من أجل تعظيم الاستفادة والمنفعة وتطوير الإمكانات الاقتصادية.
وشدّد شكري والصفدي على مُواصلة التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي ودعم مصر والأردن للعراق الشقيق وأمنه واستقراره، باعتباره ركيزةً أساسية لأمن واستقرار المنطقة وحماية الأمن القومي العربي.
وهنأ الوزيران نظيرهم العراقي بتشكيل الحكومة العراقية، وأكدا التطلع لزيادة التعاون والتنسيق في مختلف المجالات واستمرار التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي.
حكومة السوداني
يعتبر المتغير الأهم على التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي هو تشكيل حكومة السوداني، بعد شد وجذب استمر نحو 3 أشهر منذ ترشيح الإطار التنسيقي للسيد محمد شياع السوداني لتولي رئاسة الوزراء في أواخر يوليو الماضي، نجح الإطار في تمرير هذا الترشيح عبر البرلمان العراقي، ليصبح الرجل سابع رئيس وزراء للعراق منذ الإطاحة الأميركية بنظام صدام حسين في 2003.
أنهت جلسة المصادقة البرلمانية على ترشيح السوداني أيضا أزمة مستعصية بدت بدون حل، استمرت نحو عام منذ نهاية انتخابات أكتوبر المبكرة، العام الماضي، التي فاز فيها التيار الصدري ومنعته المعارضة الشرسة للإطار التنسيقي من تشكيل حكومة أغلبية بقيادته.
وفي سياق المواجهة بين الطرفين، الصدري والإطاري، على امتداد معظم هذا العام، ظهرت سلسلة التطورات السريعة خلال الأسبوعين الماضيين بدءا من الانسحاب الصدري المفاجئ والسريع من المواجهة وقدرة الإطار، بسبب هذه الانسحاب، إمضاء انتخاب رئيس الجمهورية ثم تكليف هذا الأخير للسوداني بتشكيل الحكومة، وصولا لقدرة السوداني، بدعم إطاري رغم الخلافات الداخلية الحادة، إنجاز هذا التشكيل في وقت قياسي غير مسبوق في كل حكومات ما بعد 2003، خلال 14 يوما، ظهرت هذه كلها انتصارات متتابعة للإطار التنسيقي.
التعاون السياسي
وبدأ التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي منذ عام 2019 ، عُقد عدد من الاجتماعات بين قادة ومسؤولين على مستوى مجلس الوزراء من مصر والأردن والعراق ، كان آخرها بين وزراء خارجية البلدين في يونيو 2022 في بغداد،وبعد ذلك الاجتماع تحدث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن "تعاون مشترك" لمواجهة تحديات مثل تداعيات الحرب في أوكرانيا.
فيما أشار نظيره الأردني أيمن الصفدي إلى اتفاق لتزويد العراق بالكهرباء من الأردن ، مؤكدا أن "أمن العراق هو أمننا". في غضون ذلك ، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث يهدف إلى "دعم العراق وتعزيز مكانة العراق في المنطقة والعالم".
زيادة التبادل التجاري
عُقدت بالقاهرة جلسة مشاورات مصرية أردنية موسعة برئاسة وزير الخارجية سامح شكري ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وبمشاركة كل من الدكتور محمد معيط وزير المالية، والفريق كامل الوزير وزير النقل، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، عن الجانب المصري؛ وكل من الدكتور محمد العسعس وزير المالية، والسيد يوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة والتموين عن الجانب الأردني، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين بالبلدين الشقيقين.
تناولت جلسة المشاورات عددًا من مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية للجانبين على ضوء تصاعد التحديات الدولية والإقليمية، والتي انعكست على أمن واستقرار المنطقة.
وتطرقت المشاورات أيضًا إلى سُبل تعزيز أوجه العلاقات خلال الفترة المقبلة لا سيما على الصعيديّن الاقتصادي والاستثماري وتعزيز حركة التبادل التجاري وفي مجال النقل، وبما يتسق مع توجيهات قيادة البلديّن بالمُضي قُدمًا في دفع مختلف أطر وآليات التعاون بين مصر والأردن في كافة المجالات.
واتفق الجانبان على ازالة القيود التي تحد من انسياب حركة التجارة بين البلدين الشقيقين، مع تشكيل فريق عمل مشترك من الوزارات المعنية بمصر والاردن لتيسير الإجراءات والتعامل مع أي تحديات مستقبلية، فضلا عن تحديد نقطتى اتصال لهذا الهدف في سفارتى البلدين.
كما جرى خلال اللقاء التباحث بشأن المشروعات الثنائية المصرية الأردنية في العديد من القطاعات لمتابعة مسار تنفيذ هذه المشروعات على نحو يُعظم المصالح المشتركة للجانبين، وبما يعكس عمق وتجذر العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلديّن والشعبيّن الشقيقيّن على ضوء ما يربطهما من أواصر أخوة ووحدة مصير وأهداف مشتركة.
في السنوات الأخيرة ، اجتمعت هذه البلدان الثلاثة لتشكيل نوع من التحالف على أساس الأمن المشترك في شراكة العراق ومصر والأردن، والمصالح السياسية والاقتصادية.
وعلى الجانب الاقتصادي ، يبدو أن الدول الثلاث مهتمة بالعمل على تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار في البنية التحتية والزراعة والبناء ، مع إنشاء روابط طاقة جديدة ، لا سيما خطوط أنابيب النفط والغاز الجديدة. توجد خطة واحدة بالفعل لبناء خط أنابيب نفط من البصرة في العراق إلى ميناء العقبة الأردني ، ومن هناك إلى مصر. ستعمل هذه الخطة على تقليل تكاليف النقل لتصدير النفط العراقي ، والسماح للأردن بالحصول على رسوم العبور ، وتزويد مصر بإمدادات إضافية من الطاقة.
على الرغم من أن العراق بلد غني بالنفط ، إلا أن اقتصاده عانى لسنوات عديدة من الحرب والإرهاب والفساد وعدم الاستقرار. تأمل مصر والأردن بلا شك أنه إذا استقر العراق وانتعش اقتصاده ، فإن شركتيهما ستستفيدان من عملية إعادة البناء. على سبيل المثال ، تريد القاهرة أن يتم استخدام شركات الإنشاءات التابعة لها في العراق ، بينما يأمل الأردن ، الذي يعاني من بطالة أعلى من مصر ، وخاصة بين شبابه ، أن التجارة والاستثمار مع العراق سوف يحفز النمو الاقتصادي ويحدث تأثيرًا في معدل البطالة.