بعد رفع علمها فوق نقطة عبور حدودية مع باكستان.. طالبان تحقق تقدمًا سريعا
أفادت تقارير بأن حركة طالبان رفعت علمها فوق نقطة حدود مهمة بين أفغانستان وباكستان، تدعي أنها تقع الآن تحت سيطرتها، وتُظهر مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي العلم الأبيض يرفرف فوق معبر سبين بولداك، بالقرب من قندهار.
ونفى مسؤولون أفغان، سقوط نقطة العبور في أيدي طالبان، بالرغم من أن الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المسلحين وهم يتحدثون مع حرس الحدود الباكستانيين.
طالبان تحقق تقدمًا سريعًا
وحقق مسلحو الحركة في الأسابيع الأخيرة تقدمًا سريعًا في جميع أنحاء البلاد، واستولوا على سلسلة من النقاط الحدودية من أيدي القوات الأفغانية، ومن ذلك معابر مع إيران وطاجكستان وتركمانستان، ويأتي ذلك في الوقت الذي تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان قبل الموعد النهائي في 11 سبتمبر الذي حدّده الرئيس جو بايدن.
سيطرت حركة طالبان، التي طردت من البلاد بعد الغزو الأمريكي قبل 20 عامًا، على عدد من الطرق الرئيسية في إطار سعيها لقطع طرق الإمداد إلى المدن الأفغانية الرئيسية، وتكافح القوات الأفغانية لوقف تقدم طالبان عبر البلاد، والتي تسارعت منذ اتفاق عام 2020 الذي أبرم مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
ووافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، بموجب شروط تلك الصفقة، على سحب جميع القوات مقابل التزام المتشددين بعدم السماح لأي جماعة متطرفة بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
واتُهمت حركة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان منذ منتصف التسعينيات وحتى الغزو الأمريكي، بارتكاب العديد من الانتهاكات الثقافية وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتؤيد الحركة صيغة متشددة من العقوبات الإسلامية – مثل الإعدام العلني للقتلة المدانين – وحظر التلفزيون والموسيقى والسينما، وترفض ذهاب الفتيات فوق سن العاشرة إلى المدارس.
ما خلفته الحرب
خلفت سنوات القتال آلاف القتلى من الجانبين في أفغانستان وعبر الحدود في باكستان المجاورة، منهم مدنيون علقوا في هذا الصراع وقتلوا في ضربات جوية للتحالف وهجمات شنتها طالبان.
وكان عدد المدنيين الذين قُتلوا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 “أعلى بكثير” مما كان عليه قبل عام، وهي زيادة تعزوها الأمم المتحدة إلى استخدام العبوات الناسفة وعمليات القتل المستهدف.
وشكلت النساء والأطفال نسبة 43 في المئة من الضحايا المدنيين في أفغانستان في عام 2020.
أجبرت سنوات الصراع الملايين على الفرار من ديارهم، ولجأ بعضهم إلى بلدان مجاورة أو طلبوا اللجوء في أماكن أبعد. كما أصبح بعضهم مشردين وبلا مأوى داخل أفغانستان، إلى جانب ملايين آخرين ممن يعانون مشقة الحياة والجوع.
في العام الماضي، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب الصراع ووفقاً لوكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يوجد في أفغانستان، ثالث أكبر عدد من النازحين في العالم
الأفيون.. محور اقتصاد أفغانستان
لا تزال أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم، ويقدر المسؤولون البريطانيون أن حوالي 95 في المئة من الهيروين الذي يصل إلى المملكة المتحدة مصدره من أفغانستان.
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد زادت زراعة الخشخاش في أفغانستان بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية، ولا تزال 12 مقاطعة فقط من مقاطعات البلاد البالغ عددها 34 خالية من زراعة الخشخاش، هذا على الرغم من برامج الإلغاء والمنع المستهدفة والحوافز المقدمة للمزارعين للتحول إلى زراعة المحاصيل الأخرى مثل الرمان أو الزعفران، ورغم فرض طالبان حظراً قصير الأجل على زراعة الخشخاش في عام 2001، فقد أصبحت منذ ذلك الحين مصدر دخل بملايين الدولارات لهم ولغيرهم.
وغالباً ما يُجبَر مزارعو الخشخاش على دفع ضرائب على أرباحهم لمقاتلي طالبان.
ويُنظر إلى عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن وقلة فرص العمل على أنها الدوافع الرئيسية لزيادة إنتاج الخشخاش.