الاحتباس الحراري وتقليل درجة الحرارة العالمية.. أهم أهداف قمة المناخ COP27
بدأت فعاليات مؤتمرالأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 "مؤتمر الأطراف 27"، اليوم الاثنين، في العاصمة المصرية القاهرة، تستمر أسبوعاً، لمناقشة قضية تغير المناخ، والحلول المقترحة لمواجهتها ومعالجتها.
وتوافد قادة العالم إلى المؤتمر السنوي الذي يُعد بمثابة اجتماع رسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC)، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
مشاركة 197 دولة
ومن المعروف أن 197 دولةً وقعت الاتفاقية الإطارية التي تسمى الأطراف، حيث يجتمع أطراف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ سنوياً منذ عام 1995، بهدف تقييم التقدم المحرز في التعامل مع التغير المناخي، والتفاوض لمنع التدخل الخطير للأنشطة البشرية على نظام المناخ، ولوضع حدود ملزمة قانوناً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل دولة بمفردها، ولتحديد آلية التنفيذ.
ويجب الإقرار بالموافقة على أي نص نهائي لمؤتمر الأطراف بتوافق الآراء.
في حين تعد اجتماعات COP السنوية وسيلة ينسق المجتمع العالمي من خلالها الإجراءات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
ويُعتبر الهدف الرئيسي وضع حد أقصى لارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية والذي يتجه في الوقت الحالي نحو زيادة تبلغ حوالي 2.7 درجة مئوية أو أكثر بحلول نهاية القرن.
الرئيس السيسي وجوتيريش يستقبلان القادة المشاركين في قمة المناخ
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، استقبال قادة وزعماء العالم المشاركين في قمة المناخ COP27، على المستوى الرئاسي.
ومن بين القادة الذين وصلوا رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، الذي صافح الرئيس وجوتيريش وتم التقاط صورة تذكارية.
كما وصل كذلك الرئيس الجابوني علي بونجو، بالإضافة إلى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتعقد بعد قليل، قمة المناخ على المستوى الرئاسي، وذلك بعدما تسلمت مصر رئاسة القمة أمس من المملكة المتحدة، وذلك بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات ولفيف من الشخصيات الدولية والخبراء.
كما يشار إلى أنه تم التفاوض على امتدادات مختلفة لمعاهدات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ خلال مؤتمرات الأطراف، وتشمل بروتوكول كيوتو في عام 1997، الذي حدد حدود الانبعاثات للدول المتقدمة، وأيضاً اتفاق باريس في عام 2015، حيث وافقت جميع الدول على تكثيف الجهود للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتعزيز تمويل العمل المناخي.
أما بالنسبة لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 (COP27)، فهو المؤتمر السابع والعشرون منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، وستكون مصر هي الدولة المستضيفة للمؤتمر هذا العام وفقاً لنظام التناوب بين القارات المختلفة، وقد وقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الإفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في استضافة المؤتمر.
ومن المقرر أن تجتمع الدول في مؤتمر المناخ 2022 كوب 27 لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مشاكل المناخ في العالم وفقاً للأمور المتفق عليها بموجب اتفاق باريس.
وبناءً على نتائج وزخم الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في غلاسكو العام الماضي، من المتوقع أن تثبت الدول في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف أنها أوفت بكل الوعود التي قطعتها.
ردود أفعال دولية على استضافة مصر لمؤتمر المناخ
أشاد السفير التركي لدى القاهرة، بقدرة مصر على استضافة قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ، مؤكدًا أن التنظيم جيد للغاية، وكل شيء مؤمن.
وقال القائم بأعمال السفير التركي في القاهرة، صالح موتلو شن، على هامش قمة المناخ، إنه من المتوقع أن يشارك أكثر من 35 ألف شخص في قمة المناخ، لافتًا إلى أن البنية التحتية في مدينة شرم الشيخ والتجهيزات الموجودة بالمدينة، من فنادق ومستشفيات وغيره، تؤهلها لتنظيم هذا المؤتمر الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وأعرب السفير التركي عن حبه وعشقه لشرم الشيخ، مؤكدًا أنه يقيم بأحد أفضل الفنادق التي يحبها في المدينة، مشيرا إلى أن عدد كبير من السياح الأتراك يأتون إلى شرم الشيخ لممارسة رياضة الغوص Scuba diving، طوال العام وبشكل يومي تقريبًا.
وأكد أن شرم الشيخ مجهزة جيدا لهذه القمة الهامة جدا، وستكون المدينة مكتظة بالزوار من كل أنحاء العالم.
وشد موتلو على أن السلطات المصرية تسير بشكل جيد حتى الآن، وأبلت بلاء حسنا في تنظيم COP27، عبر تخطيط جيد، مؤكدا أن كل شيء هنا منظم ومؤمن جيدًا، وهذا هو الأمر الأهم
وقال إريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، إن استضافة مصر لقمة المناخ cop27 بشرم الشيخ، يؤكد التزامها بقضية تغير المناخ والخطوات الجادة التي تتخذها في هذا الشأن، كما يؤكد أن القيادة السياسية على مستوى يمكنها من استضافة هذا الحدث العالمي، مؤكدًا أن أهمية القمة الحالية تتزايد في ظل ما يشهده العالم من تغيرات تؤثر على قضية المناخ.
وأضاف أوشلان - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته بالقمة التي تعقد بمدينة شرم الشيخ - أن منظمة العمل الدولية تهتم بملف العمل، ودورها في قضية تغير المناخ يكمن في توفير وظائف خضراء والعمل اللائق للجميع، من خلال تحقيق الانتقال العادل، وهو الانتقال إلى البيئة الأكثر استدامة وشمولًا واقتصادًا أكثر استدامة.
وأكد أن المنظمة تهتم بالتنسيق مع أصحاب الأعمال بدمج قضية تغير المناخ والحفاظ على البيئة والبيئة المستدامة، في كافة المشروعات سواء الصغيرة أو المتوسطة، لأن الهدف الرئيسي هو خلق فرص عمل لائقة وفي نفس السياق تكون فرص العمل عبارة عن وظائف تحقق بيئة أكثر استدامة وشمولا.
وتابع أن منظمة العمل الدولية موجودة بمصر لدعم الحكومة المصرية، وأصحاب الأعمال والعمال، حيث إن هناك مشروعين تعمل عليهما حاليًا بالتنسيق مع وزارة القوى العاملة والجهات ذات الصلة، أحدهما متعلق بالمرأة وتمكينها اقتصاديًا، وذلك من خلال الاهتمام بقضية تغير المناخ والموضوعات البيئية ذات الصلة، إضافة إلى مشروع بحثي يتم الإعداد له قائم على قضية تغير المناخ، موضحًا أنه أحيانا يتم إدماج المشروعات البيئية كمقوم في مشروعات قائمة بالفعل.
أبرز أهداف القمة
أما عن أبرز الأهداف التي يسعى مؤتمر المناخ 2022 في مصر إلى تحقيقها، فتبدأ بالتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ لا بدّ من التعاون للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليل درجة الحرارة العالمية عن 2 درجة مئوية والوصول إلى 1.5 درجة مئوية.
ويتطلب ذلك إجراءات فورية من قِبل جميع الأطراف، لا سيما الدول التي تمتلك الإمكانيات والتي تستطيع أن تكون قدوة يحتذى بها.
كما سيكون مؤتمر المناخ 2022 فرصة للدول للوفاء بتعهداتها والتزاماتها وتحقيق أهداف اتفاق باريس، كما ينبغي أن يشهد تنفيذاً لاتفاق غلاسكو الذي نص على مراجعة المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، وإنشاء برنامج عمل يهدف للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري.
في حين باتت ظروف الطقس القاسية من موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات حقيقة يومية في حياتنا، حيث كان الهدف العالمي للتكيف إحدى النتائج المهمة التي توصل لها مؤتمر المناخ COP26، لذا لا بدّ أن يحقق مؤتمر المناخ 2022 التقدم المطلوب بشكل حاسم، وأن يحث جميع الأطراف على إظهار الإرادة السياسية اللازمة لتحديد التقدم المحرز وتعزيز المرونة ومساعدة المجتمعات الأكثر ضعفاً وفقراً.
إلى جانب الهدف العالمي المتعلق بالتكيف، يجب أن يشهد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 (COP27) جدول أعمال عالمي للعمل بشأن التكيف، ما يؤكد على البنود المتفق عليها في مؤتمر باريس والتي تم توضيحها بمزيد من التفاصيل في مؤتمر غلاسكو حول التكيف العالمي.
وينبغي على مؤتمر المناخ 2022 أن يحرز تقدماً كبيراً في القضية الحاسمة المتعلقة بتمويل إجراءات مواجهة التغيرات المناخية، والمضي قدماً في جميع البنود المتعلقة بالتمويل على جدول الأعمال.
يُعد تمويل إجراءات مواجهة التغيرات المناخية أمراً أساسياً لتحقيق أهداف اتفاق باريس، لذا لا بدّ من تعزيز شفافية التدفقات المالية لتلبية احتياجات البلدان النامية، تحديداً في أفريقيا وأقل الدول نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.
تتطلب الالتزامات والتعهدات الحالية والتي تم الإعلان عنها بدءاً من مؤتمرات كوبنهاغن وكانكون، عبر باريس، وصولاً إلى غلاسكو، متابعة من أجل توضيح الوضع الحالي والأمور الواجب القيام بها لاحقاً.
تسليم 100 مليار دولار أمريكي سنوياً
سيساهم تسليم مبلغ 100 مليار دولار أمريكي سنوياً في بناء المزيد من الثقة بين البلدان المتقدمة والنامية، مما يدل أيضاً على الوفاء بالالتزامات الفعلية.
يهدف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 إلى التعاون والمشاركة بين جميع الأطراف المعنية، خاصةً الدول الضعيفة في الإقليم الإفريقي التي تتأثر بشكل متزايد بمشاكل المناخ. حقوق الإنسان هي محور أهداف مؤتمر المناخ 2022 بشرم الشيخ، لذا نحن بحاجة إلى تحويل نتائج مؤتمر غلاسكو إلى أفعال، والبدء في تنفيذها.
يتعين على الحكومات والقطاعات الخاصة والمجتمعات المدنية، العمل سوياً لتغيير الطريقة التي نتعامل بها مع كوكب الأرض، إذ ينبغي علينا تقديم حلول وابتكارات جديدة تساعد في التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ. كما نحتاج أيضاً إلى تطبيق جميع الحلول الصديقة للمناخ وتنفيذها بأسرع وقت ممكن في البلدان النامية.
خسائر في الأرواح وسبل العيش
ويشار إلى أن العالم بات أمام خسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في مختلف أنحاء العالم نتيجة لأزمة المناخ، بدءاً من الحرائق التي تلتهم الغابات سنوياً، انتقالاً إلى المدن التي تعاني من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وصولاً إلى جفاف الأراضي الزراعية والسواحل التي تجتاحها العواصف. لا بد من التصرف بسرعة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وذلك لكيلا يزداد الوضع سوءاً.
وقد فازت الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 28 COP الذي سيُقام العام القادم.