المواطنين يأملون في استعادة مجلس النواب.. تفاصيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس
يتجه الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في التصويت بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي يعلق الجمهوريون آمالا كبيرة فيها على استعادة مجلس النواب.
وسيحدد عدد من السباقات المتقاربة أيضًا مصير مجلس الشيوخ، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مشيرة إلى أنه حال سيطر الحزب الجمهوريون على مجلس واحد أو كلاهما، سيتمكنون من "قتل" الأجندة التشريعية الداخلية للرئيس جو بايدن.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أدلى ملايين الأمريكيين بالفعل بأصواتهم إما شخصيا أو عبر البريد، على أن يدلي ملايين آخرون بأصواتهم شخصيا بأماكن الاقتراع الخاصة بهم، في وقت لاحق اليوم.
ماذا يحدث أثناء الانتخابات؟
في مجلس النواب، تجرى الانتخابات على جميع المقاعد الـ435، حيث يخدم المشرعون لفترة عامين. ويسيطر حاليا الديمقراطيون بفارق ضئيل على المجلس، لكن يحتاج الجمهوريون فقط إلى الفوز بصافي خمس مقاعد لتحقيق الأغلبية.
أما في مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد، يجرى التنافس على إجمالي 35 مقعدا. والمجلس الذي يخدم فيه أعضاؤه لستة أعوام منقسم 50 – 50، لكن يحظى الديمقراطيون بالسيطرة مع الصوت الحاسم الذي تسيطر عليه نائبة الرئيس كامالا هاريس. لكن يحتاج الجمهوريون فقط إلى صاف مقعد واحد للسيطرة على المجلس.
وهناك سباقات أخرى تستحق المتابعة، بما في ذلك 36 سباقا على مناصب الحكام، والمزيد من المناصب الأدنى. واكتسبت السباقات على مناصب وزراء الخارجية على مستوى الولاية أهمية إضافية هذا العام، بما أنها تسيطر على انتخابات الولاية – بما في ذلك السباق الرئاسي لعام 2024.
فرز النتائج
تتمتع الولايات المتحدة بنظام انتخابي لامركزي، حيث يتولى المسؤولون المحليون مسؤولية إجراء الاقتراع وفرز النتائج في حين تصدق الولايات عليها، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ويختلف نظام التصويت من ولاية لأخرى: بعض الولايات تجري التصويت عبر البريد، بينما يكون في أخرى مزيج من التصويت وجها لوجه وعبر البريد. وفي أخرى يكون التصويت الشخصي مبكرا.
ولا توجد وكالة حكومية فيدرالية تخبر البلد بمن فاز في الانتخابات فورا، وتفرز الولايات المختلفة بطاقات الاقتراع في أوقات مختلفة. ويعني ذلك أن العملية قد تستغرق وقتا أطول لإعلان الفائز في بعض المناطق. وهناك أيضًا قواعد مختلفة بشأن التوقيت الذي قد تتطلب فيه إعادة الفرز أو إعادة الانتخابات والذي قد يكون عاملا أيضًا.
أهم انتخابات في حياة الناخبين
في كل عملية انتخابية، يخبر المرشحون الناخبين أنها أهم انتخابات في حياتهم. وهذه المرة قد يكونوا محقين.
وستكتسح موجة جمهورية بعشرات المرشحين الذين يقسمون بالادعاءات المزيفة للرئيس السابق دونالد ترامب بشأن سرقة الانتخابات.
وسيستخدم الرئيس السابق على الأرجح مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون كسلاح ضد بايدن قبل التصويت بالانتخابات الرئاسية لعام 2024؛ فلم يستبعد النائب كيفن مكارثي – الذي يرجح أن يصبح رئيس مجلس النواب حال فوز الجمهوريين – مساءلة بايدن، بالرغم من غياب أي أدلة على ارتكابه جريمة تستوجب المساءلة.
أما في حالة تحقيق الديمقراطيين لفوز مفاجئ؛ سيساعد ذلك بايدن في البناء على تشريعاته الاجتماعية، والصحية، والمرتبطة بتغير المناخ، وموازنة القضاء بقضاة ليبراليين بعد أربعة أعوام من خيارات ترامب المحافظة.
قضايا تحدد مصير الانتخابات
يمكن رؤية عبارة "إنه الاقتصاد يا غبي"، التي تعود إلى حملة بيل كلينتون الرئاسية لعام 1992، بكل مكان في موسم الانتخابات الحالي. لكن بحسب "سي إن إن"، يجب أن تكون "إنه التضخم يا غبي".
ووصلت تكاليف المعيشة لأعلى مستوى لها خلال أربعين عاما، مما جعل الناخبين في حالة سخط، ولم تساعد أسعار البنزين أيضا، فضلًا عن أن الوضع الطبيعي بعد الجائحة الذي وعد به بايدن لايزال بعيد المنال.
وعانى الرئيس لتأطير التحديات الاقتصادية في صورة رسائل سياسية قوية أو إعطاء الناخبين أي ثقة في أن الأسعار ستتراجع قريبا.
ويسأل بعض الديمقراطيين الآن ما إذا كان مرشحوهم تجاهلوا المخاوف الحقيقية للناخبين بقضاء وقت كبير في الجدل بأن الجمهوريين سيدمرون الديمقراطية الأمريكية.
وأمل الديمقراطيون في أن يسبب قرار المحكمة العليا المحافظة بإلغاء الحق في الإجهاض ردود فعل عنيفة ضد الحزب الجمهوري. ويمكن أن يحدث ذلك ببعض المناطق، لكن أصبح الاقتصاد هو الشغل الشاغل للناخبين في استطلاعات الرأي قبل يوم الانتخابات.
في المقابل، لم يضطر الجمهوريون إلى العمل بجد – حيث تتمثل استراتيجيتهم في إلقاء اللوم على بايدن في كل شيء – حتى وإن كان التضخم مدفوعا في الغالب بعوامل خارجية مثل الجائحة والحرب في أوكرانيا، بحسب "سي إن إن".
الانتخابات والديمقراطية
هذه هي أول انتخابات وطنية منذ 2020 عندما رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة وحاول البقاء في السلطة. وتولى بايدن المنصب بعدها بأسبوعين برسالة عن "الشفاء وتوحيد الأمة".
ولازال ترامب لا يعترف بخسارته للانتخابات، ويستخدم ذريعة أنه أجبر بشكل غير قانوني على التنحي من السلطة لإطلاق ترشحه المتوقع لإعادة انتخابه. ويصدقه ملايين الأمريكيين، مما يخلق قوة بين المؤيدين الأساسيين الذين يمكن أن يعيدوا الحزب الجمهوري إلى السلطة في الكونغرس.