قمة المناخ "COP 27".. جهود الإمارات تلهم العالم
الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة تغير المناخ تعد نموذجا ملهما لمختلف دول العالم، لحماية مستقبل البشرية من الخطر الأبرز الذي يواجه العالم حاليا.
ودخلت دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن الـ20 دولة الأوائل عالمياً في 8 مؤشرات خاصة بالتغير المناخي والبيئة لعام 2020.
قمة المناخ
وفي إطار أحدث تلك الجهود، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في قمة المناخ "كوب 27"، وأكد فيها على أن العالم يواجه تحديات معقدة وأهمها تغير المناخ.
وقال "إن العالم يواجه تحديات معقدة.. ومعالجتها تتطلب عملاً مشتركاً وتعاوناً دوليا"، مشيراً إلى أن مستقبل الأجيال القادمة يعتمد على القرارات والإجراءات والخطوات التي نتخذها اليوم.
ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي والحد من تداعياته والتي تؤثر على جميع دول العالم دون استثناء.
وسيشهد مؤتمر "كوب 28" أول تقييم عالمي لمدى تقدم الدول في تنفيذ مساهماتها المحددة بموجب اتفاق باريس، كما سيتيح للإمارات إطلاق نهجٍ استباقي شامل يراعي احتياجات وظروف مختلف الدول، المتقدمة والنامية، مع توحيد جهود المجتمع الدولي.
المحطات التاريخية للإمارات في العمل المناخي
مؤخراً وقعت دولة الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية اتفاق شراكة استراتيجية لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتحقيق الأهداف المناخية المشتركة للدولتين، ودعم أمن الطاقة العالمي؛ إذ تهدف "الشراكة الإماراتية الأميركية لتسريع مسار الطاقة النظيفة"، إلى تحفيز جمع تمويل ودعم بقيمة 100 مليار دولار، وتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في دولة الإمارات والولايات المتحدة والاقتصادات الناشئة بحلول عام 2035.
تتماشى هذه الإنجازات مع جهود دولة الإمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف 13 منها، وهو "اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره".
في عام 2006 ، أطلقت دولة الإمارات "مصدر"، التي أصبحت من أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا في العالم، وتطمح مصدر إلى تحقيق قدرة توليد طاقة تفوق 100 جيجاوات بحلول عام 2030، وقد كان لمصدر دور رئيسي في تشكيل قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات والأسواق الدولية.
في عام 2008، عززت دولة الإمارات التزامها الاستدامة من خلال إطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي صارت من الفعاليات الرئيسية لأسبوع أبوظبي للاستدامة.
وبدءاً من الدورة السنوية للجمعية العامة لوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي تشهد حفل توزيع جوائز جائزة زايد للاستدامة، تَطور معرض أبوظبي للاستدامة ليصبح من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم؛ إذ يستقبل مئات العارضين في مجالات الطاقة، والغذاء، والمياه، والإدارة المستدامة للنفايات، والمتحدثين في المؤتمرات ذات الشهرة العالمية.
تعد الإمارات العربية المتحدة الآن مثالاً يحتذى، وهي موطن لثلاثة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها تكلفة.
كما أنها شريك في كثير من المشاريع التحويلية على الصعيد الدولي، بما في ذلك أول مزرعة رياح عائمة لتوليد الطاقة على نطاق تجاري، هايويند اسكتلندا، الواقعة قبالة ساحل أبردين.
في إطار جهود توسيع الوصول إلى الطاقة النظيفة على الصعيدين المحلي والدولي، اختيرت دولة الإمارات لتستضيف المقر جديد للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في عام 2009.
يقع هذا المقر في مدينة مصدر بأبوظبي، وهي مشروع تطوير حضري مستدام رائد بدأ في عام 2008، يحتضن اليوم تجمعًا متناميًا للتقنيات النظيفة، وواحد من أعلى تركيزات المباني الصفرية الكربون في العالم.
أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها الطويل الأمد تجاه تحول الطاقة، من خلال الشراكة مع آيرينا لإطلاق منصة تسريع تحول نظام الطاقة (ETAF) بقيمة مليار دولار، وتهدف تلك الآلية العالمية لتمويل المشروعات المناخية إلى تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة من خلال دعم توفير 1.5 جيجاواط من قدرات الطاقة المتجددة الجديدة في البلدان النامية بحلول عام 2030.
ومع ذلك، لا تقتصر مشاركة دولة الإمارات على المشروعات الواسعة النطاق؛ فعلى مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، كانت تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية والمدارس، بتمويل حيوي من خلال جائزة زايد للاستدامة.
وقد كان للفائزين بالجائزة البالغ عددهم 96 حتى الآن أثر إيجابي في حياة المجتمعات، خاصةً في الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي، من خلال تشجيع إنشاء المشروعات المحلية في مجالات الغذاء والطاقة والمياه والصحة.
تشكل النظم الغذائية نحو ربع انبعاثات الكربون العالمية، ولذا تتخذ دولة الإمارات نهجًا شاملاً للعمل المناخي. وفي العام الماضي اشتركت الدولة مع الولايات المتحدة في إطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، وسيساعد البرنامج الإماراتي الأميركي على ازدهار الاستثمار والابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية الذكية مناخيًا بمشاركة عشرات الدول.
لا يكفي ذكر هذه المبادرات وحدها لإيضاح العمق الحقيقي لجهود العمل المناخي في دولة الإمارات، وإذ تتعاون الدولة مع جمهورية مصر العربية والمجتمع الدولي في مؤتمر COP27، فإنها تستعد بالفعل لمؤتمر COP28 بدولة الإمارات، راجيةً أن تستطيع مواءمة الطموح العالمي مع العمل، ومواصلة دورها في بناء توافق الآراء نحو تقدم أكبر في العمل المناخي.