قطر تؤكد على دور "يونيدو" المحوري في مواجهة الأزمات العالمية
أعربت دولة قطر عن تقديرها لجهود منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) لمساعدة الدول الأعضاء على مواجهة الأزمات العالمية وتحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة للجميع، والأخذ بتكنولوجيات صناعية مبتكرة وحلول لتوفير الطاقة وتقليل الأثر البيئي للتصنيع.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا الاتحادية والمندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، أمام الدورة الخمسين لمجلس التنمية الصناعية لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) المنعقدة في فيينا حاليا.
وقال: إن دولة قطر تؤكد على الدور المحوري لليونيدو ضمن منظومة الأمم المتحدة، بصفته منبرا للمناقشات الرفيعة المستوى، وتقديم خدمات التحليل والمشورة حول السياسات، ونشر الإحصاءات وغيرها من المنتجات المعرفية التي تنهض بالتنمية الصناعية الشاملة والمستدامة للجميع.
جهود قطر لتطوير صناعاتها الوطنية
واستعرض جهود دولة قطر لتطوير صناعاتها الوطنية والاستعانة بأحدث الخبرات والتقنيات في مجال التنمية الصناعية الشاملة بأبعادها البيئية، من ضمنها خبرات اليونيدو ومنتجاتها المعرفية.
وقال، إن دولة قطر أقامت بنية تحتية حديثة ومستدامة، وأنشأت الطرق السريعة والجسور الحديثة، كما أنشأت المطارات والموانئ الحديثة وشبكة المترو والقطارات السريعة التي سهلت إجراءات دخول السلع والمنتجات وحركة نقل الركاب، وأمنت النقل المستدام والصمود بوجه التحديات البيئية.
وتابع: ساهمت هذه البنى التحتية المتطورة في ارتفاع إجمالي الاستثمارات الصناعية في قطر خلال العام الجاري ليسجل نحو (85) مليار دولار، وازداد عدد المنشآت الصناعية إلى 835 منشأة صناعية مقارنة بـ 814 منشأة مع بداية العام. كما تم تخصيص حزمة اقتصادية ومالية بقيمة (25) مليار دولار من أجل دعم القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا.
معالجة البيئية
وفيما يتعلق بالاستثمار في مشاريع التحول إلى عالم أخضر، أشار البيان إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، افتتح خلال الشهر الماضي محطة (الخرسعة) للطاقة الشمسية، التي تبلغ مساحتها أكثر من 10 كيلومترات مربعة، وتتضمن أكثر من 1.8 مليون لوحة شمسية، وتقدر السعة الكلية للمشروع بنحو 800 ميغاوات توفر ما يعادل 10 بالمائة من الطاقة الكهربائية للدولة وقت الذروة، كما أعلنت دولة قطر عن مشروع لإنشاء محطتين إضافيتين للطاقة الشمسية على أن تشرعا في إنتاج الكهرباء في نهاية 2024.
وكشف بأن دولة قطر تجري أبحاثا طويلة الأجل لمعالجة الأولويات البيئية في قطاع الطاقة، بدءا بتقليل غاز الميثان والعمل مع شركاء استراتيجيين لتطوير ودمج تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في جميع العمليات.
وفي إطار استراتيجيتها طويلة الأمد الرامية إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي في البلاد، أشار البيان إلى استضافة دولة قطر النسخة الثانية من إكسبو الدوحة للمدن الذكية 2022، والذي استعرض أفضل الحلول والتطبيقات الذكية لبناء مستقبل أفضل عماده الاستدامة.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، ذكر البيان أن دولة قطر تساهم بسخاء في تقديم المساعدات الإنمائية للدول وخاصة الدول الأقل نموا، التي تواجه أوجه قصور كبيرة في الهياكل الأساسية وخاصة في مجالات النقل والطاقة والمياه والصرف الصحي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأفاد البيان بأن الدوحة تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، على مستوى رؤساء الدول والحكومات في الفترة من 5 إلى 9 مارس 2023، داعيا جميع الدول والمنظمات الدولية المعنية، وخاصة اليونيدو إلى تعزيز دعمهم للبلدان الأقل نموا في مواجهة التحديات الهيكلية ودعم سياساتها للقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية.
وأشار المنصوري إلى أن تحويلات العاملين في دولة قطر تشكل واحدا من مصادر تمويل التنمية في البلدان المرسلة للعمالة، وأغلبها من بلدان الجنوب، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة تحويلات العاملين هذا العام أكثر من (18) مليار دولار، وقال: إن هذه التحويلات تؤدي إلى تحسين هيكل توزيع الدخل ورفع مستويات الاستهلاك والصحة والتعليم في بلدان الجنوب.