علي الزبيدي يكتب : في الصميم .. الثرثرة والصمت البليغ
القول الشائع اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب قول صحيح نسبيا فلا يصح على الدوام فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث كما قالت العرب قديما .
وقد أوضح علماء الكلام ان ليس كل الصمت ممدوح وليس كله مستنكر أيضا فالصمت وقت الغضب قوة وحجة بيان وكذلك هو في وقت الحزن كبرياء وفي وقت الحاجة عزة وفي وقت الفتنة حكمة وفي وقت التفكر تدبر وكذلك في وقت الفوز تواضع لكن الصمت وقت شهادة الحق جبن وخيانة وما أكثر من صمتوا عن قول الحق وما أكثر من صمتوا وقت تطلب الأمر اتخاذ قرار فكانوا مترددين وخذلوا ألناس من حولهم وقد قيل في الامثال (صمت دهرا ونطق كفرا ) ويأتي قول احد الحكماء ليكون فيصلا في هذا الموضوع (اذا لم تكن مع الحق فلا تصفق للباطل) وعذرا ان أطلت الحديث ولكني أرى اليوم الكثير ممن يصفقون للباطل ويجانبون الحق وخاصة ممن يفترض أن يكونوا في جانب الناس لا في جانب الفاسدين والذين يجب ان يكونوا صوت الناس ولسانهم وضميرهم .
نعم لقد صمت الكثير وداهن الكثيرمن حملة الأقلام السياسيين فعلت كفة الفساد والفاسدين وتغولت دولتهم العميقة فامتلكوا قوة المال والسلطة والسلاح فسرقوا ونهبوا المليارات من اقوات فقراء الوطن ولازال هناك من يطبل لهم ويزمر للأسف بلا حياء.
أليس من واجب الإنسان أن يؤشر مكان الخلل والفساد لكي يتعافى الوطن من الفاسدين لقد وجدت ان كثيرا من السياسيين يجعلون السيادة الوطنية مجزأة فإن كانت الدولة التي اعتدت على سيادة الوطن هي من أرباب نعمته يغض الطرف ويصمت واذا اعتدت دولة اخرى ملأ الفضائيات صراخا وثرثرة وكأنه المدافع الصنديد عن سيادة الوطن فيا أيها السادة إن السيادة واحدة لا تتجرأ والاعتداء عليها جريمة بمختلف الشرائع والقوانين فكل اعتداء على ارض الوطن هو جريمة بغض النظر عنمن قام بهذا الاعتداء سواء كان من دول الجوار القريب او من اي دولة فليس هناك (واوي حلال وواوي حرام ) .
ولا بارك الله بكل مسؤول يجعل سيادة الوطن سلعة للمتاجرة ومداهنة اسياده من خارج الحدود.