احتجاجات الشعب الصيني.. حقبة جديدة في بكين

كشفت صحيفة “إلبوبليكو” الإسبانية، أنه تستمر احتجاجات الشعب الصيني في غوانغزهو والعديد من المدن الصينية الأخرى على الرغم من تخفيف السلطات للقيود إلى حد ما، مما يسمح لأقارب المرضى بالحجر الصحي في المنزل بدلاً من البقاء في مراكز حكومية غير مضيافة تم إنشاؤها لهذا الغرض. 

في استراتيجية إعطاء واحد من الجير وأخرى من الرمال ، كان الحزب الشيوعي الصيني ، أعلى مؤسسة في البلاد والذي يقوده الرئيس الصيني شي جين بينغ نفسه ، واضحًا: سيتم اتخاذ جميع الإجراءات ضد "التسلل والتخريب" الذي ترتكبه "القوات المعادية".

وكان الحزب الشيوعي الصيني يشير إلى المواطنين المشاركين في  احتجاجات الشعب الصيني التي قام بها الذين ضاقوا ذرعا بالحبس التعسفي والحجر الصحي. وانتشر الآلاف من عناصر الأمن في جيوب الاحتجاجات ، وهم يرتدون بدلات مقاومة للتلوث ، لكنهم مسلحون بدفاعاتهم الشخصية لتفريق  احتجاجات الشعب الصيني.

كما تم زيادة الضوابط لمعرفة ما إذا كانت الهواتف المحمولة للمشتبه في مشاركتهم في  احتجاجات الشعب الصيني قد وزعت العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر الاشتباكات مع الشرطة وما إذا كانت لديهم تطبيقات أجنبية ، مثل Twitter أو Instagram أو Telegram.

في مدينة تشنغتشو ، تم الإعلان عن بؤرة أخرى لأعمال الشغب و احتجاجات الشعب الصيني، عن الافتتاح التدريجي للمحلات التجارية والشركات الأخرى.

 في تلك المدينة ، يوجد مصنع ماكرو فوكسكون الذي يجمع أجهزة iPhone لشركة Apple حيث اندلعت الاحتجاجات العنيفة قبل أيام قليلة ، حيث أصبح المصنع سجنًا فعليًا لعماله. ومع ذلك ، فإن عدم الثقة منتشر على نطاق واسع وهذه الإجراءات المحددة لا ترضي  احتجاجات الشعب الصيني.

 وفقًا لمعهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي (ASPI) ، كان هناك بالفعل ما لا يقل عن 43 احتجاجًا في 22 مدينة في الصين ، في أكبر حركة عصيان مدني في ذلك البلد منذ مذبحة تيانانمين في عام 1989 على يد الجيش ، والتي راح ضحيتها الآلاف. من الناس تجمعوا في تلك الساحة في بكين للمطالبة بالحريات الديمقراطية.

جيانغ تسه مين ، آخر القادة الإصلاحيين ، يموت بعد تيانانمين ، بدأت عملية طويلة من الانفتاح والتحرير في الصين ، ساهم فيها الأمين العام الجديد للحزب الشيوعي الصيني آنذاك ، جيانغ زيمين ، الذي توفي يوم الأربعاء عن 96 عامًا.

تم انتخاب جيانغ زيمين أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الصيني في عام 1989 ورئيسًا للصين في عام 1993.

 وقد سمحت الإصلاحات الاقتصادية التي تم إجراؤها في ظل ولايته وولاية خليفته ، هو جينتاو ، بنمو الصين غير المسبوق ، والذي ترافق مع اندفاع ملحوظ للازدهار. والحرية الفردية. 

لعب جيانغ دور البطولة في بعض لحظات الاسترخاء الأكبر للبلاد تجاه الخارج ، مثل الانضمام في عام 2001 إلى منظمة التجارة العالمية أو حصول الصين على الاحتفال بدورة الألعاب الأولمبية لعام 2008.

وبحسب ما أوردته وكالة شينخوا الصينية الرسمية ، فإن الرجل الذي كان الزعيم الصيني بين عامي 1989 و 2003 توفي بسرطان الدم في مدينة شنغهاي ، إقطاعيته السياسية حتى وصوله إلى السلطة في بكين. كان جيانغ أحد مهندسي الإصلاحات التي صاغها بالفعل الزعيم الصيني التاريخي دنغ شياو بينغ. وتحت ولايته ، انتهت أيضًا عودة هونغ كونغ إلى الصين في عام 1997 وماكاو في عام 1999.

كان جيانغ أحد مهندسي الإصلاحات التي صاغها بالفعل الزعيم الصيني التاريخي دنغ شياو بينغ ومع ذلك ، ترافق نمو الصين وتوقعاتها في العالم مع درجة عالية من الفساد في الطبقة السياسية ومجتمع الأعمال ، والتي منحت إصلاحات جيانغ حرية الوصول إلى الحزب الشيوعي الصيني. 

كانت مكافحة هذا الفساد هي العلم الذي اختاره شي جين بينغ للفوز بالأمانة العامة للحزب في عام 2013. 

وبالتوازي مع هذه المعركة ضد الفاسدين ، بدأ شي بالتدريج في القضاء على كل آثار المعارضة لسلطته ، وكذلك محو ذاكرة التحرير. 

كان أحد أسباب اندلاع أعمال الشغب في ميدان تيانانمين وفاة الزعيم الصيني الإصلاحي هو ياوبانغ في أبريل 1989. الآن ، كما كان الحال آنذاك ، يمكن أن يؤدي موت جيانغ زيمين ، كرمز لنهاية حقبة كاملة من الإصلاحات التي أفسحت المجال لاستبداد شي القاسي ، إلى إثارة عدد كبير من الاستياء من القيادة الحالية للبلاد ، المسؤولة عن ثلاث سنوات ضائعة مع الحبس بالقوة.

انعكس هوس شي جين بينغ بقمع أي نوع من المعارضة في اليد الثقيلة التي كان يرد بها على الاحتجاجات الحاشدة ضد سياسته في حبس السكان لاحتواء جائحة كوفيد. 

يعتبر الزعيم الصيني أن اندلاع التمرد هو علامة على الفساد ، ولكن على الفساد الذي يحاول الغرب تصديره إلى الصين. "المتسللون" الذين تحدث عنهم الحزب الشيوعي الصيني.