تجربة فريدة لأكثر من 20 ألف متطوع بمونديال قطر
يشارك أكثر من 20 ألف متطوع في دعم العمليات التشغيلية لكأس العالم 2022 في قطر، ويشكّلون ركناً أساسياً من النجاح الذي حققته البطولة إلى الآن.
ومن بين هؤلاء روفارو ماكامبيرا ونجلها كونداي من زيمبابوي، اللذان أعربا عن فخرهما بالإسهام في إنجاح استضافة أول نسخة من مونديال كرة القدم في العالم العربي.
وتشارك روفارو في مساعدة ممثلي وسائل الإعلام في المركز الإعلامي الرئيسي، الذي يقع ضمن مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بينما يقدم نجلها كونداي خدمات الجماهير في استاد خليفة الدولي، أحد الاستادات الثمانية المستضيفة لمنافسات البطولة.
بدأت رحلة روفارو مع التطوع منذ انتقالها إلى الدوحة عام 2019، للعمل كمعلمة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى المدارس الدولية، حيث تطوعت في العديد من البطولات التي استضافتها قطر منذ ذلك الحين، بما في ذلك كأس السوبر الأفريقي ومباريات في دوري أبطال آسيا، وكأس الأمير، وكأس العرب.
وفي حوار لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، تحدثت روفارو عن تجاربها التطوعية في قطر، فقالت: "لقد عزز التطوع من ثقتي بنفسي وأصبحت لدي القدرة على التعامل مع الناس والتواصل معهم ببساطة. كما ساعدتني هذه التجارب على فهم الثقافة المحلية هنا في قطر، والتعرف على جوانبها".
وأضافت: "لقد دهشت منذ قدومي إلى قطر قبل سنوات بالطبيعة الودودة للناس هنا، وطيب الترحاب الذي يستقبلون به كل من يأتي إلى بلدهم".
وشجعّت تجارب روفارو في التطوع نجلها كونداي، الطالب الجامعي الذي يعيش في عاصمة زيمبابوي هراري، على التطوع في كأس العرب العام الماضي، مع تعزيز حماسه للمشاركة في أول مونديال يستضيفه العالم العربي والشرق الأوسط.
وفي هذا السياق تابعت روفارو: "اكتساب الخبرة والمهارات والتجارب الاجتماعية لا تقدر بثمن، أردت لنجلي كونداي أن يعيش كل هذا، كنت أعلم أن التطوع سيعزز من نضجه وتطور شخصيته، وأشعر بالفخر والامتنان لدولة قطر أن أتاحت لنا هذه الفرصة".
من جانبه تحدث كونداي، الطالب في جامعة حزقيال جوتي، عن دوره التطوعي في استاد خليفة الدولي، الذي سيشهد مباراة تحديد المركز الثالث في 17 كانون الأول/ديسمبر، بعد أن استضاف سبع مباريات في البطولة حتى دور الـ16، وقال: "أستمتع بهذه التجربة، فأنا أحب مساعدة الناس وأنا أقوم من خلال عملي التطوعي بتقديم المساعدة للمشجعين في الاستاد، وقد تمكنت من خلال التطوع من تحسين مهاراتي في التواصل، كما منحني الكثير من الثقة بالنفس".
وأضاف كونداي: "أستمتع حقاً بمقابلة المشجعين القادمين من جميع أنحاء العالم، فالتعامل مع هذه الأعداد الهائلة من المشجعين القادمين من خلفيات وثقافات متنوعة، هي تجربة رائعة بالنسبة لي. ولا شك أن التطوع سيعزز من شخصيتي ومهاراتي، وسيمثل إضافة رائعة لمسيرتي التعليمية وآفاقي المهنية في المستقبل".
وتابع: "أريد للمشجعين أن يحظوا بتجربة مميزة، وأن تترك مساعدتي لهم تأثيراً إيجابياً، كما أني من عشاق كرة القدم، لذا فإن مشاركتي في البطولة تمثل تجربة العمر بالنسبة لي".
ويدرس كونداي في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كما يعمل كمنسق رياضي بجامعته في زيمبابوي، وقال إنه يعتزم مشاركة المعرفة والمهارات التي اكتسبها في قطر، مثل العمل الجماعي والتنظيم والتخطيط الاستراتيجي مع زملائه بالجامعة بعد انتهاء المونديال.
وقال: "هدفي هو أن أصبح رائداً في العمل الاجتماعي وأن أؤثر بشكل إيجابي في مجتمعي، ومن المؤكد أن كل هذه المهارات التي اكتسبتها في عملي التطوعي ذات قيمة كبيرة لا تقدر بثمن".
واختتمت روفارو حوارها قائلة: "كانت فرصة مشاركتي في الحدث الرياضي الأكبر في العالم إلى جانب نجلي أمر مدهش ومميز للغاية، فهذه النسخة الاستثنائية من المونديال لن تترك إرثاً دائماً لدولة قطر والمنطقة العربية فحسب؛ بل سيبقى إرث المونديال خالداً في عائلتنا أيضاً، وذلك من خلال ما اكتسبناه من خبرات ومهارات في هذه التجربة الفريدة".