الجزائر توجه نداءً إلى الصين بشأن القضية الفلسطينية
أكد رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الجمعة، إلى الموقف المشترك تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية في العالم العربي بما يستوجب تكثيف الجهود لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لها.
القمة العربية الصينية
وأضاف الوزير الأول في الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الصينية الأولى بالعاصمة السعودية الرياض، إن تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين العالم العربي والصين من شأنه أن يسهم في ظهور عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن السياسات الأحادية ومساعي الهيمنة.
العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين الجزائر والصين
وقد بادر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، خلال القمة العربية التي احتضنتها بلاده، في نوفمبر الماضي، والتي كانت عن حق قمة لم الشمل باقتراح إنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية من أجل دعن القضية الفلسطينية. للمطالبة بعقد جمعية عامة استثنائية لمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة. حيث دعت الجزائر الصين إلى الانخراط في هذا المسعى للموقف العربي، موضحا أن الصين لم تتردد في دعم القضية الفلسطينية ومساندة حركات التحرر في الدول العربية.
وجدير بالذكر، أن الدول العربية لم تتخلف في دعم مبدأ الصين الواحدة واستعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.
ونقل الوزير الأول، تحيات تبون، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والذي يتابع باهتمام خاص أشغال القمة هذه ويتمنى لها كل النجاح باعتبارها خطوة جديدة في مسار بناء شراكة استراتيجية بين الصين والدول العربية، مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والنمو المشترك، ولكونها إضافة نوعية لبناء نظام اقتصادي دولي جديد، أكثر توازنا، لتكون بذلك نموذجا للتعاون جنوب- جنوب.
وقال “إن اجتماعنا اليوم يحملنا على استذكار التواصل بين الحضارتين العربية والصينية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. حيث ارتبط الجانبان بعلاقات امتدت على مدى أكثر من 2000 سنة. عبر طريق الحرير براً وبحراً، وكان السلام والانفتاح والتسامح والتعاون سمة بارزة للتواصل الجانبين”.
وأعلن أن هذا الاجتماع يأتي في موعد متجدد مع التاريخ لنواصل تعميق التعاون بين الجانبين، والذي خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية، بلغت معها معدلات التبادل التجاري والاستثمارات البينية مستويات قياسية. جعلت من الصين الشريك التجاري الأول للدول العربية، التي أصبحت بدورها سابع شريك تجاري للصين، وموردها الأول من النفط الخام.
وقد انتقلت هذه الشراكة إلى مرحلة جديدة عبر تأسيس “منتدى التعاون العربي-الصيني”، سنة 2004. كإطار شامل للتعاون الجماعي، مدعوم بآليات سياسة واقتصادية واجتماعية. تلاها تجاوب الدول العربية مع المبادرة الصينية “الحزام والطريق” وانخراطها في مشاريعها.
وأكد دعم الجزائر لهذه المبادرة لاعتمادها على برامج إنمائية في مجالات البنى التحتية الأساسية والاتصالات والطاقة. وهو ما من شأنه خلق ترابط وتشابك بين الاقتصادات وانسيابية أكثر للمبادلات التجارية وفضاء أرحب للاستثمارات المشتركة.