تحرير مدينة الموصل العراقية.. من خلافة داعش إلى نصر العراق
تأتي اليوم الذكري الخامسة لتحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم داعش وتعد الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، هي عاصمة محافظة نينوى في شمال غربى العراق وتحيط بالمدينة الأشورية القديمة في نينوى.
كانت المدينة واحدة من «المدن المستنيرة» في الشرق الأوسط التي تستضيف واحدة من أكبر المراكز التعليمية والبحثية في العراق والمنطقة، كما تضم مباني قديمة يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر مثل المسجد الكبير والمسجد الأحمر والمزارات الإسلامية والعديد من الكنائس بالإضافة إلى الأضرحة.
وقد لعبت الموصل دورا رئيسيا في داعش ليصبح تهديدا مشروعا في المنطقة واستقطاب المجندين من الخارج. وكان في نفس المدينة في يوليو 2014، عندما قدّم زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي مظهرا عاما نادرا ليعلن «خلافة» الجماعة في العراق وسوريا في موقع مسجد النوري الكبير.
وقد انخفض عدد السكان الأصليين البالغ 2.5 مليون نسمة إلى نحو 1.5 مليون نسمة بعد عامين من حكم تنظيم الدولة الإسلامية، كانت المدينة في وقت واحد متنوعة للغاية، مع الأقليات العرقية بما في ذلك الأرمن واليزيديين والآشوريين والتركمان والشبك، وجميعهم عانوا ولا يزالون يعانون إلى حد كبير في ظل الدولة الإسلامية.
وتكشف دوائر رسمية عراقية عن خسائر فادحة تكبدتها البلاد من بينها تدمير الدواعش أكثر من خمسة آلاف مبنى تم إزالتها أو فقدان صلاحيتها للاستخدام، أبرزها 108 مساجد و15 ضريحا و19 كنيسة و37 مدرسة ومعبدا واحدا و13 سوقا و13 حماما و431 بيتا تراثا.
وبحسب السومرية نيوز فإن هناك متاحف ومواقع أثرية تعرضت للتدمير على يد تنظيم داعش الإرهابي قبل أن تنجح دولة الإمارات واليونسكو في إعادة إحياء بعض منها.
وتشمل خريطة الخسائر المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء من كركوك وديالى وبابل وبغداد، إذ تقدر الخسائر الحكومية بـ36 مليار دولار من مبان وخزائن البنك المركزي والأسلحة، وفقا لما نقلته القناة العراقية عن خبراء اقتصاديين.
وتشير التقديرات نفسها إلى تدمير أكثر من ربع مليون منزل خاص، بما يعادل 7.5 مليارات دولار، على اعتبار أن أقل تكلفة لإعادة الإعمار تقدر بـ 30 ألف دولار للمنزل الواحد"، إلا أن الأرقام الرسمية تتحدث عن 150 ألف منزل مدمر فقط.
وتصنف شبكة الكهرباء على أنها واحدة من أكبر البنى التحتية التي تعرضت لخسائر ضخمة تقدر بـ12 مليار دولار نتيجة التفجيرات التي لحقت بها.
يذكر أن المستشار المالي لرئيس الحكومة العراقية مظهر صالح أكد أن حرب بلاده ضد الإرهاب خلال الفترة من 2014 إلى 2017 كلفت الخزينة العراقية نحو 30 مليار دولار.
ليس هذا فحسب؛ بل إن الإرهاب الداعشي استنزف قرابة خمس الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للعراق، وفقا لما أكده مستشار الحكومة، حيث كانت تكاليف العمليات العسكرية اليومية تصل لـ30 مليون دولار يوميا.
دأت الدفعة في تحرير مدينة الموصل العراقية في أكتوبر عندما بدأت القوات الموالية للحكومة - من قوات الامن العراقية إلى مقاتلي البيشمركة وقوات الحشد الشعبي في التجمع بالقرب من المدينة، حيث إن رئيس الوزراء العراقى نفى أن يكون للقوات الأجنبية دور في تحرير المدينة.
في يوم 1 تموز يوليو في تحرير مدينة الموصل العراقية تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى بقايا جامع النوري ومنارته الحدباء، وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن انتهاء «دويلة باطل الداعشية» ومهدداً عناصر التنظيم بملاحقة آخر واحد منهم، ولقد تمت السيطرة على مدينة الموصل من قبل الجيش العراقي، وحسب البيان المشترك الذي أذيع حال إعلان النصر وتحرير الموصل في 10 تموز 2017 م.
يقدر عدد مقاتلي داعش في الموصل حوالي 3،000- 5،000 وفقاً لوزارة الدفاع الامريكية، وتترواح تقديرات أخرى منخفضة تصل إلى 2000 وقد تَصل إلى 9000 الاف مُقاتل.
ويقدر تعداد القوات العراقية في تحرير مدينة الموصل العراقية بحوالي 94000 جُندي، منهم 54،000 إلى 60،000 من قوات الأمن العراقية (ISF) جندياً، وينتشر تقريباً 16000 ألف مُقاتل من القوات الشبة العسكرية، و40،000 الف مُقاتل من البيشمركة في المعركة، نصارى نينوى والتي تتألف من الآشوريين والكلدان الكاثوليك، هي من بين القوات الشبة العسكرية في أئتلاف العراقية، كذلك الحشد الشعبي المدعوم من إيران ومن ضمن الآلوية التي شاركت هي سرايا السلام، وعصائب أهل الحق وبدر قسم الجناح العسكري، وشاركت أيضا قوات حرس نينوى بدعم تركي
شارك في معارك تحرير مدينة الموصل العراقية حوالي 60 ألف من القوات الأمنية وتمكنوا من قتل 25 ألف مسلحا ونزوح ما يقارب مليون شخص من الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحريرها في شهر تشرين الأول الماضي.
وأعلن مجلس محافظة نينوى أن 80 % من مدينة الموصل قد دمرت بالكامل حتى تحرير مدينة الموصل العراقية، كما نفذت طائرات التحالف الدولي حوالي 20 ألف طلعة جوية قتل فيها حوالي خمسة آلاف مسلح.
وبعد ثمانية أشهر من الحرب الحضرية الصعبة، استولت القوات العسكرية العراقية في 29 يونيو على مسجد الموصل في قلب المدينة الشمالية الاستراتيجية التي أعلنتها داعش عاصمة بحكم الأمر الواقع.
رغم النصر العراقي على داعش إلا أن التنظيم لا يزال يشن هجمات من مواقع جبلية وأوكار مخصصة للاختباء، حيث سبق وتحدثت قيادة العمليات المشتركة عن أقل من ألف عنصر داعشي في البلاد حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مع بدء العد التنازلي للمهلة التي حددها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لأبرز المتورطين في «سرقة القرن» المتهم الرئيسي نور زهير؛ الذي أفرج عنه بكفالة لإعادة باقي المبالغ التي بحوزته، دبَّت صراعات داخلية بين المتورطين قادت إلى كشف مسؤولين جدد ضمن شبكة المتورطين في ما يصفه مراقبون عراقيون بأنها «فضيحة القرن» التي لا يجب أن تمر من دون محاكمة وعقاب
الشخصيات الجديدة التي كشف تورطها في «سرقة القرن» قادت التحقيقات الأولية معهم إلى اعترافات بوجود سرقات أخرى ربما توازي سرقة القرن سبقت ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في عام 2014، ما يقود إلى الاستنتاج بأن هناك أطرافاً عراقية قد تكون مسؤولة عن تمويل التنظيم بأموال الدولة العراقية، وهو ما يمكن أن يفتح مجدداً ملف سقوط الموصل إبان حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تشير أصابع الاتهام إلى تورطه في هذا الملف الخطير والكبير